/ / / / علياء هيكل تكتب:صرخة استغاثة للرئيس ..!! - المصريين بجد
الرئيسية / مقالات / علياء هيكل تكتب:صرخة استغاثة للرئيس ..!!

علياء هيكل تكتب:صرخة استغاثة للرئيس ..!!

المصريين بجد-علياء هيكل

ساقني القدر إلي دخول مبنى الاذاعة والتلفزيون لأول مرة فى الاسبوع الماضي لتسجيل بعض الحلقات في اذاعة البرنامج العام..كانت سعادتي بالغة وأنا أستقل سيارة الأجرة فى طريقي إلي مبنى ماسبيرو وكأنني كنت أشعر بنفس شعور الفنانه الراحلة سعاد حسني في فيلم صغيرة على الحب عندما كانت فى طريقها إليه وهي تنظر الى هذا المبنى العملاق فى دهشة وفخر ..كنت أتطلع لرؤية هذا الصرح الكبير من الداخل فكثيراً ما كنت أمر من أمامه وفي كل مرة أشير لأولادي عليه بفخر وأبدأ فى سرد تاريخ المبنى والقيمة الكبيرة له والفنانين والمبدعين العمالقة الذين أثْروا وأَثروا فى تاريخ وأخلاق أجيال.. ولكن لا أخفي عليكم صدمتي التي تلقيتها وأنا أدخل إلى مبنى الإذاعة بدًء من بوابة المبنى الجانبية المهملة ثم السلالم والطرقات التي تركت للأتربة واهمال الصيانه لها ولا تنظروا للمدخل الرئيسي فهو مجرد واجهة صغيرة لا غير.. فكنت وأنا أمشي بين تلك الطرقات و الاستوديوهات العريقة وأتخيل كبار الفنانين والمطربين والمبدعين كأمثال الفنان العظيم عبد الحليم حافظ وهو يمر الي جواري فى طريقة لتسجيل أغانية التى مازالت تمتعنا إلى الأن وأيضاً هنا فى هذا الاستدويو كانت تقف السيدة أم كلثوم أمام فرقتها لعمل بروفات التسجيل لأشهر أغانيها وأمام ذلك الميكروفون كان يلتف الممثلون الخالدون بأصواتهم التى انطبعت فى وجداننا وهم يسجلون حلقات مسلسلاتهم الإذاعية الشهيرة ..كعائلة مرزوق وعادات وتقاليد ومن الجاني ..وهنا استوديو بابا شارو وبداية تاريخ برامج الأطفال الهادفة فى الاذاعة المصرية وأبله فضيلة.. استوديوهات كاملة مجهزة ومعدة لاتزال صالحة للعمل وبكفاءة كلها مغلقة ومهملة وما زاد الحصرة فى قلبي هو الاذاعيين العمالقة أنفسهم الذين مازالوا حرصين على العمل واكمال المسيرة ورفضوا الاتجاه الى الفضائيات أو الإذاعات الخاصة متمسكين بتاريخ وثروة قومية كبيرة رافضين ربحاً مادياً يغنيهم عن الراتب الحكومي الذى لا يغني ولا يسمن من جوع حتى أنهم لا تتوفر لهم أبسط الامكانيات داخل المبنى كعمال النظافة مثلاً حتى أنهم يضطرون لتنظيف الاستوديوهات بأنفسهم هل تتخيلون.. العاملون والإذاعيين ينظفون الإستوديوهات بأنفسهم ألا يعتبر هذا انتماء وولاء ووفاء لهذا المبنى ولهذا التاريخ.. وما زاد من الحصرة داخلي وحاولت كتمانه قدر الإمكان هو أن أرى قامة كبيرة لن أتي على ذكر اسمها خشية من جرح مشاعره وهو كما قالوا لي أنه كان من كبار المذعيين لكنه الأن خرج معاش كنت أسمع صوته وهو يأتي من خلفي قبل أن ألتفت لأحييه هذا الصوت الإذاعي المميز الذي ليس بغريب على أذني ولكني عندما التفت لأقدم له التحية وجدت أمامي شخص رقيق الحال يرتدى من الملابس ما لا يليق بمن في مثل تاريخه وخبرته ولا كشخص ساهم فى تشكيل وجدان وقيم مجتمع باكمله كان يبدو عليه ومن النظرة الأولى ضيق الحال.. وعندما استفسرت أكثر لما هو يأتي الى المبنى برغم أنه على المعاش الأن فقالوا لي “هو بيساعدنا فى الاعداد” هذا الرجل الذي يأبى حتى الأن أن يستسلم للراحة أو يجلس فى بيته ينتظر النهاية مازال يعمل ولا زال قادراً على العطاء خبرة كبيرة لا نقدرها حق قدرها للأسف ونتركها لتقلبات الزمن تعصف بها بدلا من ان نكرمه ونميزه ونكافئه على تاريخة العظيم ولن أطيل عليكم بما زاد من حصراتي والحمد لله اني لم تتاح لي الفرصة للمرور على استوديهات التلفزيون أيضا فمن يعرف فقد كنت سأنهار من الصدمة ولكن ما سمعته عنها كان كافياً لأخرج محملة بكم من المشاعر المتناقضة المختلطة والحزينة.. وانتهت رحلتي فى ذلك المبنى التاريخي الذي هو جزء من تاريخ مصر وهويتها المسموعة والمرئية وأنا لا أعرف هل تركه يموت بالبطيء هو عن عمد أم بسبب الإهمال وفي كلتا الحالتين هي جريمة في حق مجتمع بأكمله .. ولكنه لا يزال يحتضر والأوفياء له لا يزالون يحاولون انعاشه قدر الإمكان بما هو متاح لديهم من إمكانات ضعيفة ..يحاولون ولكن لن يستطيعوا وحدهم فنحن أيضاً لدينا دين في رقابنا تجاه هذا التاريخ وهذا الصرح وآن الآوان أن نرده على أكمل وجه فلابد من تكاتف المثقفين والفنانين والكُتاب وكذلك الأدباء وكل المهتمين بالتاريخ من مؤرخين وأساتذة فى كليات الأداب وكليات الإعلام من الوقوف جنباً إلى جنب للمساعدة فى انقاذ هوية وتاريخ مصر الذي إذا ضاع ضعنا وضاعت أجيال من بعدنا فنكون قد تركناهم فريسة سهلة لقنوات لا تهدف إلا للاستثمار والربح المادي فقط غير عابئة بمقدرات الشعوب ولا بثقافة جيل أو أخلاق مجتمع أو ترسيخ لمبادىء عليا .. وسابدأ من نفسي وقد انتوينا أنا ومجموعة من كبار المثقفين والمفكرين والمؤرخين والفنانين المحترمين الذين يؤمنون بضرورة الحفاظ على تاريخنا وهويتنا لبدأ حملة بعنوان ( #الأصل_ماسبيرو ) لإعادة ماسبيرو إلى سابق عهده وانقاذه من الدمار المحقق وعليه فأنا الآن.. ومن خلال هذا المقال أوجه نداءً.. لا بل صرخة مدوية..” صرخة استغاسة” إلى رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي وأنا أعلم يقيناً أنه عاشق لتراب هذا الوطن وتاريخه أوجه له تلك الاستغاثة وأوقول نحن جميعاً معك فساعدنا لإستعادة أنفسنا وهويتنا سيادة الرئيس .. شعب مصر العظيم يرفض التشوية، يرفض طمس الهوية ، يرفض هدم التاريخ ..سيادة الرئيس نحن بدأنا حملتنا وفي انتظار كلمتك التي ستقوي من منا وستدعمنا …. وهذه هي المطالب : 1- عودة الدور الفاعل لمبنى الإذاعة والتلفزيون كمنبر يعبر عن الشعب رافضين أن تعبر عنا القنوات الخاصة.. 2- الدعم المادي والمعنوي للنهوض مرة أخرى بكفاءة للقيام بالدور الاعلامي لماسبيرو ممثلا فى العاملين به على كافة الفئات والأصعدة مع جعل الدعم المادي وطريقة انفاقة تحت اشراف جهة موثوق بها 3- اعادة اصلاح وتشغيل المبني على أقصى كفاءة 4- مناشدة المثقفين والمهتمين بالمشاركة فى إعادة إحياء الإعلام المصرى المحترم 5- تعين قيادة حازمة وقادرة على قيادة وتسير المرحلة تهتم بالشأن الإداري والإعلامي ولديها من الخبرة والدراسة ما يؤهلها للقيام بهذا الدور والخبرات كثيرة ومتوفرة .. 6- تعاون كل من وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة في هذه الحملة بتكليف رسمي من سيادتكم.. 7- تطوع دفعة الفرقة الرابعة لكليات الهندسة والفنون الجميلة والفنون التطبيقية لتجميل وصيانة المبنى من الداخل والخارج كمشروع تخرج يحسب من أعمالهم ودراجاتهم بالكلية فهؤلاء هم الشباب المصرى فإن لم نستعن بهم الأن فمتى اذن .. 8- الاستعانة بطلبة معهد السينما والفنون المسرحية وكذلك الاستاذة بضخ الأعمال الفنية القيمة وانتاجها حصريا للإذاعة والتلفزيون 9- وضع خطة تسويقية وادارية بخبرات على أعلى المستويات لتوجيه كل ما سبق بشكل علمي وعملي وكذلك الاتفاق مع شركات اعلانية كبرى لجذب المعلنين مرةأخرى .. سيادة الرئيس وضعنا أمامكم مطالبنا بمنتهى الأمانة لا نهدف من وراء ذلك الا إحياء التاريخ والحفاظ على هويتنا ونشر الأخلاق والثقافة من خلال مؤسسة عملاقة كماسبيرو نثق بها جميعا وتربينا عليها .. وكل ما يدفعنا الى هذا هو الحب الخالص لتراب هذا الوطن ..” فمن فقد هويته فقد وطنه وتاريخه “.. مع خالص تحياتي وتقديري

Facebook Comments Box
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون ادني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

محمد بغدادي يكتب:السيسي مفتاح العودة ومالك قلوب المصريين

المصريين بجد-محمد بغدادي بعد سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها مصر إبان يناير 2011، شهدت الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics