المصريين بجد جمعية المصريين بجد
المصريين بجد-سميحة المانسترلي
أصبح إستخدام (الإنترنت) ضرورة من ضروريات حياتنا الآن، نستخدمه معظم الوقت، سواء للعمل، أو للتسلية ، أو بديل عن الصحف والقنوات والإعلام المنتقص الهزيل الذى لا يقوم بدوره الحقيقي بالسنوات الأخيرة، مما جعلنا نرتمي في براثن إعلام شبكات التواصل الاجتماعي. هل فكر البعض منا عن ماهية هذه التكنولوجيا التي باتت تحت تصرفنا، تلازمنا، تحيط بنا، وبحياة أولادنا بالعقود الأخيرة، متي نشأت؟ وكيف؟ ماهى مميزاتها ؟ أين تكمن سلبياتها ؟ ما هو تأثيرها وتداعياتها المستقبلية ؟ وإلى أى مدي ؟ لقد قمت بفتح ملف هذه التقنية من خلال ندوات، برامج ، مقالات متفرقة بالسنوات الماضية، لإدراكي بواجبي في البحث ونشر وتعريف جذور الفكرة ، وكيف بدأت !! ولماذا ؟، و ما هي آهدافها .. وخطورة الرسالة التي تكتنفها في تغيير مستقبل الكون، والعالم بأسره .لهذا سأبدأ بهذا المقال التمهيدى بإعطاء نبذة بسيطة عن فكرة ظهور الإنترنت ،والهدف الأساسي منه .. نظراً لكونها هي أساس المقالات القادمة، إن شاء الله .. نبدأ بنبذة صغيرة عن التقنية بصورة مبسطة ثم عمليات التطوير سريعاً ،حتى نصل للإنترنت كأداة في متناول يد الجميع اليوم بلا رقيب رسمي ولا متحكم سوى صانع التقنية و “وعي المستخدم”.
كما نعلم أن لكل إبتكار أوإختراع، أوإبداع فكرة وبداية، فإن لإنشاء شبكة الإنترنت فكرة وسبب، وإحتياج يواكب تطور العصر والإحتياج العلمي، وأيضاً العسكرى .. من هنا كان أساس الفكرة التى ظهرت بعام 1969، وممولها (إدارة الدفاع الأمريكية ) بالتنسيق مع الأمريكية، تحت مسمى (أربا )إختصار The Advanced Research Project Administration ) مؤسسة أبحاث المشاريع المتطورة.
و فكرته بإختصار شديد هي إعادة توجيه الإتصال، في حال إنفصال إحدى الوصلات ،أو تعطلها ، بتحويل الحركة الى وصلة أخرى بما يسمي ب( التوجيه الديناميكي) .
الهدف من إنشاء هذه الشبكة هو حماية المعلومات العسكرية ، والمعلومات العلمية و الأبحاث بين بعض الجامعات الأمريكية المختارة ، بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية.
في تطور جديد عام 1983 ،و بعد حدوث تكدس وازدياد في طاقات الإستخدام ل “أربا” ، تم إنشاء (ميل نت) العسكرية، ولكن ظلت إربا المدنية تابعة لميل نت العسكرية – لأنــها الأســـاس- وهذه نقطة غاية في الأهمية سنتطرق إليها لاحقاً.
من خلال برنامج يسمي( بروتوكول إنترنت ) اى إنها شبكة من داخل أومن بين الشبكات و ليس المعني إختصاراً لكلمة (دولية) حتى لا يحدث خلط عند البعض .
هذه الشبكة تقوم علي إيصال رسالة رقمية بين عقدتين، لكل منهما عنوان مميز عن طريق التمرير، والتخزين بين عقد كثيرة، ما بين العقدة المرسلة والمستقبلة ،بما يسمى بتسيير الرزم .. و هذا على قدر استيعابي لما قرأت (كتقنية) .
1972 كان انطلاق الإيميل الأول للبيت الأبيض من خلال احتفالية تحت اسم”العالم يريد أن يتصل”. 1973 أُضيفت النرويج، وإنجلترا للشبكة .. ثم كانت تطورات سريعة متلاحقة، مثل إعطاء أسماء للأجهزة، وسبل التحكم ثم تسجيل خاصية تفاعل أندية النقاش، ثم بناء أول جدار حماية للشبكة.
1991 قامت جامعة مينيسوتا الأمريكية بتقديم برنامج جوفر (لاسترجاع المعلومات من الأجهزة) ،و في عام 1992 قامت سويسرا بتطوير شبكة الربط العالمية،1993 ثم إطلاق كلينتون لشبكة البيت الأبيض، بعد بسنتين 1995إنطلقت شبكة البحث العالمية .. وكان انتشار الإنترنت بداية جديدة لأجيال جديدة ،عرفت بأجيال التكنولوجيا الحديثة .. و هي أداة أو سلاح ذو حدين ، سنتعرض لسلبيات هذا السلاح و إيجابياته من خلال الواقع الحقيقي لهذا الملف الهام .. من خلال المقالات التالية، والتي ستوضح لنا إنعكاسات و تداعيات هذه التقنية الحديثة على الفرد، المجتمعات، الشعوب بمناحي الحياة المختلفة.
