/ / / / عاطف البرديسي يكتب :"دماء علي جدران الكنائس" - المصريين بجد
الرئيسية / مقالات / عاطف البرديسي يكتب :”دماء علي جدران الكنائس”

عاطف البرديسي يكتب :”دماء علي جدران الكنائس”

المصريين بجد-عاطف البرديسي

الكنائس دار من دور العبادة ولها قدسيتها ؛ ويجب إحترامها وعدم العبث بها

نعزي أنفسنا وجميع المصريين في مصابهم الجلل في إخوانهم في الوطن من المسيحيين والمسلمين على يد الغدر والكراهية ومحبي الدماء الذين يبرأ منهم كل دين ؛ والذين تظهر خستهم وجبنهم وعداؤهم لمصر وأهلها يومًا بعد يوم في محاولة بائسة منهم للنَّيل منها في أهم مكوِّنات هويتها ؛ وهو وحدتنا وأمننا المجتمعي ؛ بما يجعلنا نواجه تحديًا كبيرًا في أن نظل على ثباتنا في مواجهة هذه الأفعال الجبانة التي لا تفرِّق بين مسلم ومسيحي

في تاريخ الأقباط أيام أليمة لا تُنسى ؛ تبقى محفورة في ذاكراتهم إلى الأبد ؛ هي تلك الأيام التي يستهدف فيها ‏الإرهاب رموزهم الدينية بالتفجير وتخليف ضحايا ؛ وبالرغم من أن الفترة الأخيرة شهدت مرحلة من ‏الهدوء شملت أوضاع الأقباط من كل الجوانب ؛ إلا أن رياح الإرهاب عادت مجددًا بما لا تشتهي الأنفس
وهنا يأتي سؤالاً هاماً : كيف يؤدون الأقباط شعائرهم ..؟ وكيف يحتفلون بأعيادهم ..؟
دون الخوف من تكرار هذه الأحداث المآساوية ؛ وتلطيخ الثوب الأبيض بدماء الأبرياء ..!
فى يوم احتفال المسيحيين بأحد السعف ؛ ووسط أجواء من البهجة وفرحة طال انتظارها بأسبوع الآلام ؛ الذى بدأ السبت ؛ وجد الإرهاب الأسود ضالته فى إشباع غريزته الدموية ؛ فتربص بالمصلين الوافدين إلى الكنائس ؛ ومد يده الغادرة ليقتل ويسفك الدماء ؛ ويُسقط الشهداء

إنني أُدين وبشدة حادث تفجير كنيسة مار جرجس بطنطا ؛ والمرقسية بالإسكندرية يوم الأحد الماضي 9 من أبريل
حقاً إنه إسبوع الآلم لكل المصريين

إن هذا الظرف يُملي علينا أن نقف مواسين وداعمين لأسر إخواننا في هذين التفجيرين الإرهابيين فنحن جميعًا معهم ؛ وإن ذلك المصاب مصابنا جميعًا ؛ ولن تهدأ لنا نفْس حتى ينال قساة القلوب جزائهم الرادع ؛ ويعلم مَن وراءهم أننا ماضون على طريق استعادة أمننا واستقرارنا ؛ وأن التجربة المصرية الفريدة في التعايش بين أبناء الوطن الواحد ستظل رائدة ولن ينال منها أعداء أنفسهم والإنسانية

يبدو أن قدر مصر أن تتصدى للإرهاب من جديد ؛ وهذه المرة فإن المعركة تطورت ؛ وأصبحت أشد عنفا، كما أن الإرهاب الحالى يتسم بوجوده فى أماكن كثيرة من العالم ؛ وذلك بالإضافة إلى تعدد الجهات التى توظف الإرهاب فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وبقية العالم لأجندات مشبوهة ؛ إلا أن مصر سوف تهزم الإرهاب ثانية مثلما هزمته من قبل

وتلك الأحداث تعمد إلى ضرب وحدتنا الوطنية ؛ وتمزيق اصطفافنا جبهة واحدة في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يتم تصديره لنا من خارج مصر ؛ استغلالًا لحالة التوتر المتصاعد والصراع المستمر في كافة أرجاء المنطقة العربية

ويبقى أن المعركة مع الإرهاب ستكون قاسية ؛ إلا أن مصر بتحالفها على قلب رجل واحد ؛ سوف تهزم الإرهاب ثانية

ولابد من تواجد عدالة ناجزة مع الجرائم الإرهابية التى تتم جهارا نهارا، ولا يمكن أبدا بأى حال من الأحوال التعامل عليها بمنطق اللين أو الهوادة ؛ مضيفا لابد من ردع حقيقى لهؤلاء “كلاب جهنم” الذين يستحلون دماء المصريين ؛ ويرتكبون جرائم بشعة فى حق المواطنين

هناك تاريخاً طويلاً كان المصريون فيه جسداً واحداً فى السراء والضراء .. لم يكن الشعب المصرى فى يوم من الأيام يفرق بين ابناء الوطن الواحد ؛ فى السكن كنا دائما جيرانا وفى المدرسة كنا نجلس فى مكان واحد وفى النادى وعلى المقاهى وفى المستشفيات لم يكن هناك مسلما ومسيحيا .. لم تسأل الأسرة يوما إذا كان الطبيب الذى يعالجها مسلما ام مسيحيا

إن هذه الأحداث الدامية المؤسفة تزيد المصريين إصراراً وحرصا على أمن وطنهم لأن السفينة واحدة والحلم واحد فليس لنا غير وطن واحد ومصير واحد أيضا

لقد آتى على مصر حين ًمن الدهرِ كان من المستحيل معرفة ديانة المصري ؛ من شكله أو ملابسه أو هيئته أو سلوكه ؛ اللهم إلا أن المسلم كان يصلى فى المسجد والقبطى يصلى فى الكنيسة ؛ وما دون الصلاة كان مسلمو مصر ومسيحيوها يتطابقون تمام التطابق

وظل للمصريين مسلمين وأقباط عادات وتقاليد واحدة فى الأفراح والأحزان ؛ وفى تفاصيل حياتهم اليومية ؛ وظل النسيج الوطنى المصرى المكون من المسلمين والأقباط لا يمكن الفصل بينهما فى العادات والتقاليد ؛ فالكل يعيش عادات وتقاليد مصرية واحدة

إن المعتدي على أحد من إخواننا المسيحيين لسنا نحن خصومه فقط ؛ وإنما خصمه الأعظم هو سيدنا رسول الله ﷺ الذي قال : «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا وَانْتَقَصَهُ وَكَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَمَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»

فما بالنا إذا كان مواطنًا وشريكًا في الوطن واللغة والتاريخ والحضارة

حفظ الله مصرنا الغالية التي ستظل دوما وطنًا نعيش فيه ويعيش فينا

Facebook Comments Box
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون ادني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

محمد بغدادي يكتب:السيسي مفتاح العودة ومالك قلوب المصريين

المصريين بجد-محمد بغدادي بعد سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها مصر إبان يناير 2011، شهدت الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics