/ / / / جهاد اسعد تكتب " لَعنة عينَيّهِ " - المصريين بجد
الرئيسية / مقالات / جهاد اسعد تكتب ” لَعنة عينَيّهِ “
حقوق النشر محفوظة للكاتب

جهاد اسعد تكتب ” لَعنة عينَيّهِ “

جهاد أسعد-المصريين بجد

تجلس وحيدةً بغرفتها تذرُف عينيها سيلاً من الدموع ، لا يقطع السكونَ المحيط بها سوي صوت شهقاتها المتلاحقة . ” إلى متى سأظل أُحبكَ ؟! ” دونتها في إحدى صفحات مذكراتها لتذهب بخيالها بعيداً فتتذكره . أوَلمْ تَقُلْ لجميع صديقاتها أنها قد نسيتهُ ؟! ألمْ تَقُلْ أنه لم يعُدْ يجول بخاطرها حتى ؟! ألم تَقُلْ أنه لم يَعُدْ يسكن قلبها ؟! ألم تُجزم أمامهم مراراً أن حُبهاا له لم يكُنْ من الأساس ؟! فلما يعود من جديد ؟! لما تُعاندها الأيام فما تكاد أن تطوي صفحته من حياتها ، حتى تراه قابعاً في الصفحة التالية ليخبرها ” أنه هنا دائماً و ابداً ” هو بتلك الجاذبية التي يملكها فيسحر قلبها ، لا تقوَي على الكلام في حضرتُه ، تُربكها نظراته ، يُربكها كل حرفٍ يخرجُ من بين شفتيهِ لِيعبُر طريقهُ إلى قلبها – لا ليست أذنيها هي من تسمعه – بل فقط هو وحده ذلك القلب اللعين . تعود لواقعها مرةً أخرى لتكتب سؤالاً آخر يصعب عليها إيجاد إجابة له ” إلى متى سأظلُ أشتاق لتلامس كفينا في السلام ؟! ” فتزاحمها ذكرياتها من جديد لتنحر قلبها بدمٍ بارد . تتذكر تلك الرعشة اللعينة التي تُصيب كفها كلما احتضنه كفه فيعلن قلبها تخليه عن كل ما قرراه سوياً ، يُعلن انها لازالت تذكره ، يُعلن انه لازال يسكنه ، يُعلن ان حُبها له لم يكنْ إلاهُ ، يُعلن كل ما انكرته سابقاً . كم تحاول ان تُرغمه على الصمت فيثور بداخلها و يصدر دقاته الحمقاء هاتفةً باسمه حتى يتملكها الخوف أن يصل صوت دقات قلبها إلى مسامعه فيعلم بضعفها أمامه ، فيعلم عما يحويه قلبها له ، فيعلم بأي اسم يدق قلبها . تفيق من تزاحم الذكريات لتكتب ” إلى متى ستسحرني إبتسامتك ؟! ” فتنطلق ضحكاتها رغماً عنها حيال تذكرها كم تذوب فيه عشقاً و كم يُقسم قلبها انه يسمع دقاتُ قلبه تناديها حينما يبتسم تلك الابتسامة التي لم تستطع تفسير سرها بعد . تتوق كثيراً لأن ترتمي بين أحضانِه لتحتوي قوة أحضانِه ضعفها فتنهمر دمعاتها ليمحيها بأطراف انامله في هدوء . ياله من خيالٍ خصب جعلها ترى ذلك و كأنه حقيقةً . تبتسم لتُنهي صفحتها بآخر ما يجول بخاطرها من أسئلةٍ له ” إلى متى ستظل لعنة عينينك تُصيبني ؟! ” تأسرها نظراته في عالم خاص بهما وحدهما ، تُنسيها كل مَن حولهما ، تُنسيها حتى أن تجيب عليه في بعض الأحيان ، و إن حاولت – مرغمة – الهروب من لعنة عينيه تلاحقها في خيالها ، تلاحقها في كل ما تنظر إليه ، تلاحقها حتى و إن لم يكن موجوداً امامها ، كم يُرهق قلبها هذا الغبي ! نعم هو غبي إن لم يكن قد شعر بها ، هو غبي إن تركها تكرهه كما يريدون منها . لم تجد جواباً لأي من أسئلتها ، لكنها اكتفت بالنظرِ لتلك الصورة التي يحتضنها أحد كفيها ، لُتُشبِعَ قلبها منه ، بل لتشبع هي من ” لعنة عينيه ” ..

Facebook Comments Box
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

محمد بغدادي يكتب:السيسي مفتاح العودة ومالك قلوب المصريين

المصريين بجد-محمد بغدادي بعد سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها مصر إبان يناير 2011، شهدت الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics