/ / / / اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية (4) - المصريين بجد
الرئيسية / مقالات / اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية (4)

اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية (4)

عبد الحميد خيرت

اللواء / عبد الحميد خيرت-المصريين بجد

( الحلقة الرابعة )

لم يقتصر دور الأعلام عند هذا الحد ، بل شارك الأعلاميين أصحاب التيارات المتشددة والأفكار الهدامة والجماعات المحظورة فى الهجوم على جهاز الأمن السياسى فى النظام السابق ، وتحميلة جميع خطاياة ، بأعتبارة المسئول عن الفساد السياسى ، الذى أصاب البلاد وادى الى سوء الأحوال الأقتصادية ، وأنتشار الفساد الأدارى والمالى فى جميع مؤسسات الدوله ، بأيهام القياده السياسية على خلاف الحقيقة ، بأن مصر تعانى من مؤامرات أرهابية تهدد أمنها القومى ، وأحتقان طائفى يهدد العلاقة بين عنصرى الأمة ، مما يدفع القياده السياسية لأتخاذ قرارات خاطئة ، تؤدى الى ردود أفعال جماهيرية توحى بوجود مشكلة تعانى منها البلاد .

تبنى الأعلام تلك الفاهيم الكاذبة ، وروج لها بأعتبارها رؤية ثوار التحرير ، ولم يدرك أعلام التوك شو خطورة تبنى مثل تلك المفاهيم ، دون ادراك وفهم حقيقى لطبيعة الأمور ولكل من له مصلحة فى ترديد مثل تلك الأكاذيب .

لقد شهدت البلاد بعد أحداث ٢٥ يناير ( على خلاف ما يرددة النشطاء ويتبناة الأعلاميين ) أحداث مؤسفة بين قطبى الأمة مسلمين ومسيحيين ، أمتدت لتشمل العديد من المناطق والمحافظات ، نتج عنها قتلى وجرحى من الطرفين ، وحرق كنيسة مارميتا بأمبابة ، ومظاهرات وقطع طرق ، بل أمتد الأمر لحشد الألاف من المسيحيين أمام السفارة الأمريكية لطلب الحماية والتدخل ، من أجل حماية الأقليات المسيحية فى مصر ، والتى تتعرض للأضطهاد والقتل .

ونتيجة أصرار الدولة بعد ٢٥يناير ٢٠١١ على عدم الأعتراف بوجود مشكلة طائفية ،وأتهام فلول النظام ، وأنصار الثوره المضادة بأنهم ورائها ، فقد أمتدت هذه الأحداث لتصل الى المواجهة بين الطرفين ، فلا تجد الدولة سبيل لمعالجتها سوى بالأستعانة بمشايخ السلفية ( تصرف عبثي ) لحل مشاكل أحداث أطفيح وقنا ، وكان ذلك اول أعتراف رسمى بعد ٢٥يناير ٢٠١١ بوجود مشكلة طائفية فى مصر ، وعجز الدولة عن حلها ، وتبرئة وزارة الداخلية وجهازها المعلوماتى السابق من الأتهامات الموجهة اليه بأثاره النعرة الطائفية فى مصر .

لقد أرتكب مقدمى برامج التوك شو العديد من الأخطاء ، كان أعجبها أستقبالهم للمفرج عنهم بعفو رئاسى والسابق صدور أحكام قضائية ضدهم ، فى جرائم أرهابية على شاشات التلفاز ، والتعامل معهم على أنهم أبطال وضحايا لنظام فاسد وظالم . والغريب هو التسابق بين مقدمى البرامج فى أستضافتهم واستقبالهم كأبطال ليستعرضوا تاريخهم النضالى وكفاحهم البطولى ، ليتحول عبود الزمر من قاتل للزعيم انور السادات ، الى ضحية نظام فاشي ، ذج بالكثير من الأبرياء فى السجون ، فى قضايا مفبركة من جهاز مباحث أمن الدولة ، الذى كان وراء ضبطهم ، وتغذيبهم ، وأعتقالهم ، ومحاكمتهم . ويتحول مشايخ السلفية الى ضيوف على المشاهدين ، بصورة تكاد تكون يومية ، يطلقون سهام التكفير هنا وهناك ، ويعلنون أن الأرهاب صنيعة النظام السابق ، فمصر لا تعرف الأرهاب فهى أمنة ليوم الدين .

أننا لسنا بصدد الدفاع عن الجهاز الأمنى السابق ، لكننا ضد أعطاء مساحة من الكذب والتضليل لأناس سبق أتهامهم فى جرائم قتل وأرهاب ، وصدر ضدهم أحكام ، ليس الا بهدف الهجوم على النظام السابق لأرضاء ثوار التحرير . إن مجرد تناول تلك الأكاذيب فى لقاءات تستضيف فيها القنوات الفضائية ضيوف أرهابية ، وتعرض ورائهم خلفية لفيلم الكرنك او فيلم البرئ، انما يقصد بها ربط رجل الشارع بصورة ذهنية معينة بأن الجهاز الأمنى هو جهاز قمعى، يقوم على القهر والتعذيب . وخطورة هذا الأمر حينما يكون الضيف كاذباً ، وحاملاً لأفكار متطرفة ، او متشددة ، او سبق الحكم علية فى قضايا أرهابية .

لقد أخطأ الأعلام نكاية فى الشرطة ، عندما فتح نوافذة لمجموعة من الأرهابيين ، يوجهون سهام التطرف على مجتمع مسالم ، ويبثوا سموم أفكارهم على شعب يؤمن بالوسطية ، ويطلقون أيات التكفير بلا ضوابط .

وللحديث بقية انتظرونى

Facebook Comments Box

شاهد أيضاً

محمد بغدادي يكتب:السيسي مفتاح العودة ومالك قلوب المصريين

المصريين بجد-محمد بغدادي بعد سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها مصر إبان يناير 2011، شهدت الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics