/ / / / محمد قاروب يكتب رواية الشيخ محي الدين:الفصل الخامس عشر - المصريين بجد
الرئيسية / الشيخ محي الدين / محمد قاروب يكتب رواية الشيخ محي الدين:الفصل الخامس عشر

محمد قاروب يكتب رواية الشيخ محي الدين:الفصل الخامس عشر

محمد قاروب-المصريين بجد

الفصل الخامس عشر: أزمة أخلاق مش سكر

دخلت زكية المنزل بعد جولة غير سعيدة بالسوق! وقد أنفقت فيها تقريبا كل ما معها ولم تتحصل على نصف ما كانت تريده من سلع! فكما نعلم جميعا الدنيا بقت – نار- أسعار تكاد تكون “سياحية” لمرتبات في الغالب أقل من أن توصف بأنها “شعبية” فالحد الأدنى من الأجور حلم “كالسراب ” كلما اقتربنا منه ابتعد وما نزداد الا عطشا ! نظر الشيخ محي الدين وقال : فيه ايه يا زكية؟ ردت في غضب شديد : والنبي سيب زكية في حالها يا شيخ محي فحاول الشيخ محي الدين تهدئتها والمزاح معها : مين اللي زعل أم حنان الغالية مين تجرأ وعمل دا؟ ردت وقالت: الاسعار بجد شيء يجنن . الحاجة بتزيد يوميا جنية هوا فيه ايه بالضبط دا بقا مزاد؟ وحاجات تانية مش موجودة أصلا؟ ربنا يستر علينا والله ويعدي الايام اللي ما يعلم بيها الا ربنا دي على خير . ” الحمد لله احنا احسن من غيرنا معلش. صبرا صبرا . ان مع العسر يسرا . فرج ربنا قريب . البلد في وضع مؤامرة داخليا وخارجيا يا زكية ، السكر مثلا اللي احنا وغيرنا بتشتكي من عدم وجوده موجود في مخازن البهوات بعشرات ومئات الأطنان والرز نفس الحكاية ويا عالم بيخزنوا ايه وايه وايه؟ دا حتى أدوية الامراض المزمنة فيه ناس دلوقتي بتسحبها من السوق وتخزنها علشان تصنع أزمة أكتر وأكتر ويتحكموا في السوق ويحددوا السعر على مزاجهم ! دا غير الأدوية المغشوشة . محدش في الناس الجشعة المنعدمة الضمير دي يفرق معاها مين يعيش مين يموت مين يعاني مين يتقهر . المشكلة – مشكلة أخلاق وانعدام ضمير. فيه ناس منى عينها غاية أمانيها ان البلد تتحرق تتقسم وأهلها يكلوا بعضهم البعض والدم يبقى للركب ، فيه ناس مننا يا زكية للأسف بقول – مننا – وقلبي مليان بالحزن والحسرة عليهم بيدعوا ربنا نبقى في دمار وخراب زي حلب وغزة وغيرهما. السياحة اللي ضربوها والتفجيرات اللي بيعملوها والاخبار الكدب اللي في القنوات اياها بيلفقوها ويذيعوها على انها حقائق وحماسة العيال اللي ممسوح دماغها اللي بيستغلوها كلها بتقول في الاول والاخر إنه ما عدش هناك لا أخلاق ولا ضمير ولا دين عند أمثال هؤلاء. انتي مسمعتيش عن الشيخ اياه اللي قال ان اسرائيل وجيشها أحسن من مصر وجيشها! وبيوصف الجيش المصري الشجاع انه عسكر ومرتزقة !! شوفتي وقاحة وتخريف أكتر من كدا؟ نسي البيه انه اساسا مصري وان مصر دي اللي علمته وكبرته في أزهرها دا صنف من نكاري الجميل اللي معندهمش أي انتماء غير لاسيادهم الجدد أولي الدولار والدينار. دا غير اخوانا البعدا اياهم اللي كانوا ومازالوا بيقولوا لنحكم مصر لنخليها خراب وفوضى وحروب أهلية ! الحكومة بتتصدى لكل دا ، صحيح دا دورها الاساسي بس برضه الناس عليها دور. لما نسكت عن المحتكر والغشاش يبقى بنشجعه على فساده ، لما نشوف الرشاوي ونسكت يبقى بنشارك فيها. معاونة الظالم على ظلمه من الظلم. الغش والكدب والتدليس لو اتوجدوا في أي شيء أو أي مهنة جعلت الشيء والمهنة فساد وخراب على غيرها. لازم رقابة وضبط للاسعار . فين حملات التموين ؟ عارفه ليه حملات التموين بتفشل يا زكية في معظم الأوقات التجار بيبلغوا بعض بالتليفونات ويقفلوا المتاجر وبعد ما الحملة تخلص يفتحوا تاني والحكاية تنتهي على مافيش. المفروض كل تاجر او صاحب محل يكون معلوم رقمه تليفونه عند الحملة اذا وجدوه فاتح خير مش فاتح يتصلوا بيه يفتح ويشوفوا كل شيء ولو غيره قافل يفتح برضه ويشوفوا قوائم الاسعار ويستفسروا من الناس عن سعر الشراء من عنده دا الصح كفاية روتين غبي بيضر أكتر ما بينفع اللي عايز يعمل الصح هيعمله . لازم كمان العدالة في كل شيء خاصة في الاجور والتأمينات الاجتماعية . لازم الناس تساعد حكومتها ولازم الحكومة تساعد ناسها وتحس وتقدر معاناتهم، لازم الناس كمان تحب بعض بجد ويبطلوا حسد وحقد وكراهية لبعض وكل واحد يهرب من مسئوليته ويفرح قوي وهوا بيلعن ويسب في الحكومة وفي الناس وكأنه ملاك وقاضي في محكمة صنعها وهمه وخياله المريض . تخوين الناس لبعضيها مش وراه الا كل خراب وضياع. الناس لازم ترجع للطيبة والأخلاق والمحبة زي ما كانوا جدودنا وجدودهم عايشين زمان. فاكره يا زكية ايام أمي وامك كان طبيخ الجيران وطبيخنا على موائد بعضنا البعض . مش دلوقتي لو حد قالك اتفضل يخاف انك تقبل الدعوة وتاكل عنده!!! أزمة الاخلاق وانعدام الضمير يا زكية هي أزمتنا الحقيقة مش الاسعار وغياب السكر!

Facebook Comments Box
المقال يعبر عن راي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

محمد بغدادي يكتب:السيسي مفتاح العودة ومالك قلوب المصريين

المصريين بجد-محمد بغدادي بعد سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها مصر إبان يناير 2011، شهدت الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics