/ / / / محمد قاروب يكتب رواية "الشيخ محيي الدين"الفصل الثالث - المصريين بجد
الرئيسية / الخطاب الديني / محمد قاروب يكتب رواية “الشيخ محيي الدين”الفصل الثالث
حقوق النشر محفوظة للكاتب

محمد قاروب يكتب رواية “الشيخ محيي الدين”الفصل الثالث

محمد قاروب-المصريين بجد
كان للشيخ محي الدين صديقا يعمل أستاذا للتاريج بجامعة عين شمس وكان في ذات الوقت مهتما بأمور دينه قدر استطاعته ، ولعل صحبته للشيخ محي الدين سبب ذلك. كان الدكتور ” حسين عبد الشهيد” رجل ذو أخلاق وعلم وافر مع تواضع كلل شخصيته بالمهابة والمحبة لدى جميع طلابه ومحبيه. وكان الشيخ محي الدين يستعين به كثيرا فيما يقرأ من التاريخ. وكم تناقشا في أمور لا يكاد يصدقها عقل سردها التاريخ وصارت اليوم من البديهيات والمسلمات التى لا يمكن بأي حال تكذيبها. قال الدكتور حسين لصديقه محي الدين: أعرف يا محي ما يدور برأسك وأنك لا تجد راحة قلبك ولا خضوع عقلك لكثير مما ورد في كتب التاريخ خاصة فيما يتعلق بالتاريخ الاسلامي. أتعرف يا محي ما هي مشكلة التاريخ عامة؟ نظر الشيخ محي في شوق لسماع الاجابة فاستطرد الدكتور قائلا: التاريخ طامته الكبرى أنه يكتب بهوى حكام عصره وزبانيته ومنافقين برتبة مؤرخين. ان وجد ظالما من طبقة الحكام ومظلوما من الرعية كيف تتوقع يا محي ان يسرد التاريخ حجج المظلوم وينصره على الطاغية؟ سيكون كل قول للمظلوم في التاريخ مجرد خبرا مكذوبا أو على الأقل مقطوع الاسناد! هم لا يعلمون سر القطع في السند لا يعلمون أن الكلمة في ظل حكم الطغاه دوما منقطعة السند . ظروف العصر حينها تتيح لكل من يهذي أن يهذي كما يشاء بما يشاء ليكون هذيانه فيما بعد حقائق تروى في كتب التاريخ مع تحريف وتكذيب وتلفق للمظلوم من كلام وأفعال فيصير مع ظلم عصره له متهما بالأطماع متهما بالمكائد متهما بشق عصا الجماعة رغم أنه في الغالب يكون من أتقى وأعلم أهل زمانه. إنه التدليس يا محي ! محبرة التاريخ وقلمه. الا ما رحم ربك من نوادر الاخبار التى وردت هنا وهناك في متفرقات لا يعلمها الا المتخصص وفي الغالب لن يصدقها أحد. ذلك لأنها منقطعة بالطغيان قبل السند! قاطعه الشيخ محي الدين قائلا : صدقت فكم وجدت من خلال الكتب أناس فعلوا جرائم هي لهم ووجدت التاريخ المسند على طريقتهم السياسية يسرد لنا كم كان العدل والايمان والزهد فيهم! حينها اعتقد أن من تم ظلمه حينها كان طاغية في ضعفه وفاسدا مع صلاحه وطامعا رغم اليقين التام بعلمه وحكمته ودينه . ضحك الدكتور حسين وقال: ماذا تتوقع من تاريخ كتبه عمال الطغاة كما قلت لك. فمعظم أحوال وأقوال المظلومين في هذه العصور مقتصرة على أناس قليلة كانوا حول المظلوم فكيف نتوقع بروزها علنا في وقت كانت كلمة “لا” تساوى حياة قائلها! يا محي انها منظومة مكتملة من التدليس والكذب وتشويه الحقائق . سأذكر لك مثالا مبسطا لهذا، البعض في التاريخ الاسلامي يسرد بمنتهى الوقاحة قائلا: أن يزيد بن معاوية كان محبا لأهل البيت مكرما لهم. مع العلم أن قاتلي أهل البيت ما هم الا عمال يزيد وزبانيته وكانوا أمراء على جيشه . وما يضحك يا محي أن تجد في التاريخ أن يزيد هذا لما رأى رأس الحسين أخذ يبكي ويقول ما كنت اريد هذا ! فلماذا ارسلوا اليه برأسه ان كانوا لا يعلمون منه رغبته في هذا؟ وتوقعهم سروره بذلك. أم كان يحارب الحسين واوصاهم باعطاءه باقة من الياسمين والنرجس! فخالفوه الى طعنه وقتله والتمثيل بجسده وقطع رأسه والطواف بها في المدائن عبرة لكل من يخرج عن أمر أمير مؤمنيهم قبحه الله من إيمان مزعوم! كيف قتلوا أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المحبة لهم! كيف يصح معارضتهم أصلا بالكلمة ناهيك عن السيف! كيف قاتلوهم ثم هرعوا الى الصلاة فقالوا في صلاتهم – اللهم صل على محمد وال محمد- وفي سبابة تشهدهم دماءهم الذكية! هذه أبسط فضائح تاريخنا المزيف الذى جعل من سفلة الناس أمراء على أسياد الناس. وان تفوهت بهذا وبغيره اتهموك يا محي في دينك وعقيدتك وربما رموك بالكفر أو التشيع وكلاهما تهمة معلبة جاهزة كلما ضاقت بهم السبل لجئوا اليها وكم هم محترفين في استخدام التهم يا محي . الله يعلم الحق ولا يغرنك الباطل وأهله. يا صديقي محي ان التاريخ في أمس الحاجة لاعادة صياغته . والبحث والتنقيب عن الحقائق. ألا تعلم من هو الامام الحافظ شيخ الاسلام في هذه الأيام؟ انه مولانا الامام “جوجل” صار العلم كله في محرك بحث جوجل وكم من أكاذيب وافتراءات ينقلها هذا الجوجل للباحث يعتبرها الباحث كبد الحقيقة. اظن أن مشايخ جوجل يحتاجون الى معرفة علم الحديث حقا ولابد لهم من دراسة الاخر ومنهاجه للتنظير ومعرفة اين الحقيقة. يا محي لن اكون كاذبا لو قلت لك اننى اعلم موقعين في الشبكة العنكبوتية معظم دين العوام اليوم منهما. والمضحك المبكي أنهم لا يعلمون صنيعة من هذه المواقع وما اتجاهاتهم؟ كم من المسلمين قرأ مذكرات الجاسوس البريطاني همفر عن حقيقة ما حدث في أرض العرب! كم منهم قرأ لمفتي أرض الحجاز أحمد بن زيني دحلان عما اسرده هو بنفسه من وقائع رأها بعينه في أرض العرب! كم من المسلمين قرأ للجبرتي ! وكم منهم يعلم مناقب ال البيت وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم! كم منهم يعتقد أن الدفاع عن اهل البيت تهمة وجريمة ويعتبر محبتهم انتقاصا للصحابة رضوان الله عن الجميع. كم منهم يعلم أن الصحابة وال البيت كانوا اصهار وأحباب وكلهم أئمة أعلام. يا محي كيف لا ادافع عن اهل بيت جدهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وكيف لا احب اصحاب هم صحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! الكيل بمكيالين هو داء المتعصبين يا محي . وهذا الدين سنامه الصدق مع الله والخلق. انشرح قلب محي الدين لكلام صديقه وقال: كم نحتاج هذا اليوم وكم نحتاج الى نبذ التعصب و الفرقة.
Facebook Comments Box
المقال يعبر عن راي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

مسجد بن طولون”لا يغرق ولا يحترق” شاهد علي تاريخ مدينة الألف مأذنة

المصريين بجد أريد أن أبني جامعاً إذا غرقت مصر بقي، وإذا احترقت بقي، ويكون من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics