/ / / / محمد قاروب يكتب :رواية الشيخ محيي الدين الفصل الرابع - المصريين بجد
الرئيسية / الخطاب الديني / محمد قاروب يكتب :رواية الشيخ محيي الدين الفصل الرابع
حقوق النشر محفوظة للكاتب

محمد قاروب يكتب :رواية الشيخ محيي الدين الفصل الرابع

محمد قاروب-المصريين بجد

أظن أن الحيرة والقلق الأن ارتسما على وجوه الكثير من الناس . داء التشتت وألم الضياع بات مصدر ازعاج لشبابنا . وصار السؤال الأهم هو من أين نتعلم؟ فالكل يخون بعضه . ما ان ترى عالما معتبرا الا والصقو به تهمة التطبيل والنفاق وحب الدنيا ، والطريف في الأمر ان معظم المتهمين لهم لا يملكون أدنى قسط من العلوم الدنيوية فضلا عن الدينية ومعظمهم غاية فهمه للدين يتمثل في حد الرجم وقطع اليد وجواز تعدد الزوجات! وصار معظم الفقه في الحجاب واللحى وانهما والله لمن الدين لكنهما ليسا كل الدين ولا أهم قضاياه. تغييب الناس عن مشاكل عصرهم من بطالة وفساد للمؤسسات الحكومية وغياب العدالة هو جريمة بحد ذاتها. نعود الى سؤالنا الأهم وهو من أين نتعلم؟ نتعلم من عالم يعرف العلم نظريا (براهين وحجج) وعمليا (عبادة وتقوى) ووعظيا (رحمة واحتواء) ومجتمعيا بالعمل على تقوية نسيج المجتمع ونشر المحبة والسلام ، الى هذا الرجل تطلعوا والى هذا الصنف تنتهى غاية مطالب السائلين. ولكن أين هو هذا الرجل؟ هذا الرجل أو بالأحرى الرجال هم الداعون لوحدة الصف ونبذ العنف ومنح الحريات المنضبطة بالدين والعادات السليمة هم أهل الاختصاص وأساتذة التخصص من مشايخ أجلاء أكابر . إن سمعت لهم علمت أن الدين رحمة لا قيد . علمت أن الدين محبة لا محنة. الى العلماء الوسطيون أهل السعة والفقه والدراية الواسعة بمستجدات العصر تطلعوا واغتنموا التعلم على أيديهم. وليبارك الله في أزهرنا بمصر وبعلماء الزيتونة بتونس ومن على شاكلتهم في شتى بلدان المسلمين، وهؤلاء العلماء يرميهم المتشددون بتهم النفاق والعلمانية وهراء كثير لن تسعه الصفحات ان اردنا تفصيلا ، فأنتم أعلم بشئون دنياكم وما يحدث فيها فليس ما يتم قراءته الأن بمعزل عن الواقع طرفة عين. متى وجدتم الرحمة والسعة والاحتواء فهاهنا الدين. ان مراد الشريعة هو تكريم الانسان باعتباره خليفة في الأرض. والشريعة جاءت كقانون لحماية عرض ومال ونفس جميع البشر وهذا من أسمى مقاصدها. الشريعة لم تأتي للكراهية والتعصب والإيذاء للخلق. علينا أن نوقر علماءنا وأن نكف عن التهمة لهم. ما أشد حسرة أمة تقذف بالباطل أعلامها . وقد رأينا في زماننا قتل العلماء لمجرد اعتراض وتهمة الغوغاء لهم ، فبالأمس البعيد قتلوا الشيخ الذهبي وبالأمس القريب قتلوا الشيخ البوطي وحاولوا اغتيال غيرهما حديثا فنجاه الله منهم ومازال الى اليوم يقرعهم على رؤوسهم بالحجج التى تفند دعواهم الباطلة في حق الدين والمسلمين. حفظ الله الامام العلامة علي جمعه وكل مشايخنا الفضلاء. نعود الى سيدنا محي الدين فى ميت صالح . والى راغب. جانب الوسطية في مواجهة أنصاف العلماء كما يحلو للبعض تسميتهم أمثال الواد مجدي أقصد شيخهم مجدي! على العموم مجدى ومن على شاكلته قد سقطت أقنعتهم بأحداث ومواقف كشفت كذب دعاويهم وافلاسهم الفكري . جلس راغب بين يدي الشيخ محي الدين وقد بدا القلق واضحا على وجهه. فبادره الشيخ سائلا: ما بك يا بني مالي أراك مهموما ؟ فأجابه راغب: ألم تسمع يا سيدنا عن التفجير الذي أحدثوه بجوار القبر النبوي الشريف! وكأن عقربا قد لدغ الشيخ محي الدين وقال بصوت عالي : ماذا تقول؟ أبلغ الفجور هذا الحد بهم؟ حتى رسول الله لم يسلم منهم . حسبنا الله ونعم الوكيل وظل يرددها بصوت مخنوق من شدة الألم والحسرة . بعد فترة من الوقت قال الشيخ لراغب: أرأيت يا راغب هذا جني ثمار عدم توقيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله الذى لا اله غيره لا يجترىء أحدهم أن يفجر بجوار قبر أبيه وأمه وقد تجرئوا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم! هذا من صنيع مشايخهم الذين جعلوا من رسول الله رجلا كباقي الرجال لا ميزة له ولا خصوصية الا وظيفة النبوة والرسالة هكذا يظنون الرسالة وظيفة! كالوظائف الادارية تنتهي بموت صاحبها وتناسى هؤلاء ومن على شاكلتهم بأنه رسول الله الى قيام الساعة وسيد الخلق الى قيام الساعة وجاهه لا ينقطع الى قيام الساعة وحرمته قائمة إلى قيام الساعة. ولعل من فعل هذا الجرم الكبير عند الله يظن بموته انه صارو واحدا من قمم المجاهدين الصالحين.أرايت يا ولدي انه ما عاد للسكوت عنهم ولا للترفع عن الرد عليهم من سبيل. ياولدي اصدع بالحق واعرض عن الجاهل والمغرور . لابد من اعلاء الحق وإفحام هؤلاء بالعلم وكشف غوايتهم للناس. فكم من شيطان يسعى للدنيا بقال الله وقال رسوله وهو ألد الخصام ان تولى سعى لقتل هذا وتكفير هذا والتشهير بهذا فلن يرضوا عنك الا اذا تبعتهم لكن هيهات منا الذلة والله رقيب علينا وعليهم يا ولدي. يا ولدي قد جعلوا رسول الله كالأصنام . تجدهم بكل جحود يقولون محمد بن عبد الله لا يضر ولا ينفع ميت من الأموات. ألاتراهم يبدعون المتوسل به الى الله ويلقون بالشرك على من يتبرك بمتعلقاته الشريفة ، وتناسوا ان مقام ابراهيم في الحرم المكي ما هو الا موضع لقدم سيدنا الخليل ابراهيم عليه السلام. كيف يصدقون ان الله يجعل من أثر قدم ابراهيم مكان يتبرك به ويأمر بإتخاذه مصلى ثم يجعل من متعلقات سيد الخلق وامام الرسل والانبياء ذريعة للشرك وشبهة وفسادا للعقيدة!كيف يربطون بين نجاسة الشرك ومتعلقات شريفة مست جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم!. تالله ما أشد انعدام الأدب وعمى القلوب لديهم وما أقسى قلوبهم من أجلاف لا يتجاوز الدين حناجرهم!

Facebook Comments Box
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

العذراء في الدين الإسلامي.. وتكريمها في القرآن الكريم

المصريين بجد العذراء في الدين الإسلامي والمسيحي .. إنها السيدة مريم الصديقة القانتة التي يرتبط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics