إيمان زيدان-المصريين بجد نيوز
هات يا ابني مفتاح 19 …امسك يالا …امسك كويس ….ما تسترجل يا تيييت (الكثير من كلمات السب والاهانة) ولا يخلو الامر احيانا من الصفعات واللعنات واخراج كبت الاسطي الكبير وعقده النفسيه وكل اسباب الضيق في الطفل الصغير بحجة- تعليم الصنعة واكتساب الرجوله وجعله قادر علي تحمل المسئولية – ناهيك عن الاسرة المنتظره لفتات الدخل الذي يجلبه الصغير ..فتات قد يقتطع منها من كان بريئا جزءا من قبض الاسبوع او اليومية او من البقشيش ليدخن اول سيجاره تحرق صدره الصغير الي ان يصل الي ماهو ادهي وأمر من انواع المخدرات المختلفة.
الاسطي بليه ….تجده في كافة الورش الحرفية او المهن اليدوية المنتشرة في انحاء جمهوية مصر العربية ..غير محدد السن قد يبدأ من سن السادسة اقل او اكثر قليلا …تشفق عليه وتشعر دوما بأنه رجل صغير سرقت الظروف طفولته وقطعت كل صله بينه وبين حكايات الطفولة والعاب الصغار ..لمعان عينيه يخطفك ويجعلك تشعر بأنك شريك في المسئولية تجاهه وانك احد الأسباب التي دفعت به الي هذا الطريق …انها مسئولية ضمنية مسئولية مجتمع كامل تجاه فئة مهمشة لم تنحرف بعد لكنها من اول الفئات المعرضة للانحراف ..قنابل موقوته اكثر ياسا وحقدا لا يضاهيها في الياس والحقد والضجر الا ابناء الشوارع ممن لم يجدوا لهم مأوي ولا مسكن ..يشعرون دوما بأن الزمن اقتطع جزءا من حياتهم وسلبهم اعمارهم ..قد تأخذه طفولته ليبكي من صفعة او يطمع ان يلعب مع اقرانه ممن هم في نفس عمره ..الا ان المسئولية التي يتحملها تجعله يتراجع او يجبر علي التراجع.
طفلنا الصغير ليس لقيطا ولم يهرب من احد دور الرعاية ولم يكون يوما من ابناء الشوارع ….انه طفل معيل ..قد يعيل اسره اوقد يكون احد معيليها وجزءا من مسئولي النفقه عليها …قد يكون طفلا لاب انجب من الاطفال الكثيراو مريض او بخيل او لديه من النطاعة ما يجعله يستغل من اجبره القدر علي ان يكون له ابنا او لام ليس لها معيل او في اسره دخلها ضئيل ..لن يستطيع ان يذهب الي المدرسة او ينطلق الي النادي او يتجول متشبسا بيدي والديه …
قد يخرج منهم رجال حقيقيون يتحملون المسئولية ويمتهنون المهن الحرفية وقد يكون لهم دور في المجتمع وحياة عادية الا انهم قليلون ..ومع حالة التدني الاخلاقي وافلام البلطجة والعشوائيات والكثير من المتغيرات التي اصابت مجتمعنا اصبح الكثيرمنهم اكثر عرضة للانحدار مما يجعلهم يخرجون في سن صغير من حيز البراءة الي دنيا الانحراف وتتخطفهم ايادي اصدقاء السوء الي ان يصلوا الي ما لا يحمد عقباه …
اين الحل ومن بيده القرار …انهم قنابل موقوته يا سادة …قد يتحولوا الي قوة فاعلة قادرة علي التحدي اذا ما اتخذ بشأنهم قرار سليم
ماذا لو افادت الدولة ورجال الاعمال هؤلاء الاطفال واستفادت منهم واستعانت بهم علي ان يتم فتح مدارس للتعليم الفني في سن المرحلة الابتدائية ليس مربوطا بتعليم ابتدائي او اعدادي بصورة رسمية لكن بصورة ضمنية
هؤلاء اطفال لاهالي لن يقبلو تعليمهم ولن يستطيع احد ان يجبرهم علي الحاقهم بالتعليم فلنجعل منهم قوة فاعلة ولنفعل لهم ما يشاءون ومن استطاع منهم ان يتحول الي التعليم العادي بعد ذلك اذا توافرت له الفرصة فليتحول …مدارس فنية من المرحلة الابتدائية تكون القراءة والكتابة فيها من اجل توسيع المدارك ورفع الكفاءة العمليه فقط وليست هي مقياس النجاح …مع صرف مكافات تضاهي ما يحصلون عليه من الورش والمهن الصغيرة وتعليمهم هذة المهن علي اسس تربوية وفنية سليمة …يحصل فيها علي شهادة تعليم فني بلا سباب ولا اهانات ولا تفريغ طاقات سلبية من اسطوات ومعلمين لا يهمهم الا التسيد وفرض السطوة علي طفل برئ لا يحصل من وراءهم الا علي فتات لا تغني ولا تسمن من جوع .بعدها يتم الاستعانة بهم وتصديرهم للمصانع الكبيرة والورش بعد حصولهم علي شهادة علمية تحفظ ماء الوجه وتجعله يشعر بادميته ..اليس هؤلاء من ضمن من يحتاجون الضمان الاجتماعي ويلزم تحقيق العدالة الاجتماعية لهم ..اليس هؤلاء جزء من ابناء الوطن قد يفيدوه ويكونوا له درعا وسيفا …اليس هؤلاء من نستعين بهم في الجيش لمدة ثلاث سنوات اي مدة اطول ممن حصل علي شهادة متوسطة او جامعية ونعتمد عليهم في الدفاع عن الوطن …اليس هؤلاء الأولي بالرعاية والأكثر احتياجا لاموال الموازنة العامة للدولة ..اليس الاهتمام بهم وافادتهم والاستفادة منهم خير لنا من ان يخرج لنا منحرفون ومتعاطون للمخدرات.اليسوا يمثلون مع اطفال الشوارع قوة هائلة معرضة للتسول والانحراف ونحن جميعا مسئولون عنهم امام الله ..؟؟ قد يكون هناك افكار اخري خارج الصندوق لمن يهمه الأمر (الدولة ..اصحاب المصانع الكبيرة ..اصحاب شركات المقاولات) افتحوا مدارس ملحقة بكياناتكم …من تنفعوه اليوم سيكون لكم نافعا غدا……لا تنسوهم فانتم عنهم مسئولون …