(لا تتبع القطيع فانت لا تعلم الي اين يأخذونك وبفكر من يتحركون)
عبارة صغيرة، كلمات قليلة،اكتبها بتصريف ، قرأتها مرارا وتكرارا ..امتلأت نفسي بالمرارة .
نعم ان الانسياق وراء الشعارات الرنانه والكلمات البراقة والوجوه اللامعه بدون تفكير ولا رويه قد يأخذنا الي ما لا يحمد عقباه.
كيف يقبل البعض منا ان يسلم عقله وافكاره الي غيره دون ان يتأكد ان كان هذا الغير اهلا لذلك، ام انه لا يدرك اصلا كيف يطبق ما يقول ، ام مجرد متسلق لا يسعي الا لمصالحه الشخصية .
ان طريقة التفكير التي تربط جماعة معينة او اي كيان سواء كان رسميا او غير رسمي مسموح به او محظور التعامل معه ترتبط دائما بمجموعه من الافكار او العادات والتقاليد او الخطط المراد المضي فيها قدما سواء كانت ايجابية او سلبية والتي تجذب مجموعة او مجموعات معينة من الافراد لاتباعها والايمان بها وصولا الي مرحلة الانسياق الكامل وراءها بحجة الاتفاق الايدلوجي مما يصل بنا الي مربط الفرس النهائي وهو مرحلة خرفنة الفكر.
وبالرغم من ان هذة الافكار قد لا تنطبق مع توجهات جميع افراد المجموعة الواحدة او المجموعات المكونه لهذا الكيان تجد ان هناك شبه اتفاق علي اتباع سياسة القطيع والانسياق الاعمي وراء الافكار الموضوعه .
نعم انها الخرفنة يا سادة ..ان تتبع ما يقال ..نعم حاضر ، موافق ، شكرا ، الحمد لله وعندما تتناقش او تتحاور تتحدث بلسان سيد القطيع، وعندما تختلف وتواجه تدافع بلسان سيد القطيع ،
وعندما تعارض تتبع افكار سيد القطيع. وهنا ينحرف الكيان ايا كانت اهدافه الي مرحلة الاستبداد والقمع وينتقل الافراد الي منزلة العبيد. والكيانات السياسية التي تعددت توجهاتها ما بين، التأييد والمعارضة، والهدم والبناء، والايجابية والسلبية واختلفت مسمياتها مابين حركة،اوجماعة ، او ائتلاف،اورابطة،
وصولا الي الاحزاب السياسية ،خير دليل علي خرفنة الفكر واتباع سياسة القطيع . الجميع داخل صندوق التوافق الفكري ووهم الاتفاق الايدلوجي مصرون علي اقناع انفسهم ومن حولهم انهم قادرون علي خلق المدينة الفاضلة وهم وحدهم الذين يملكون مفاتيحها الي ان تطاول منهم من اقنع القطيع انهم يملكون مفاتيح الجنة والنار وصكوك الغفران والجزاء.
لا يستطيعون حتي ان يوجهوا انفسهم ،ولا يدركون المعني الفعلي لما يروجون من افكار ولا يقدرون علي تحقيق ايا منها في الواقع الفعلي
إنها مجرد احبار علي اوراق باهتة لا ترقي الي مستوي التنفيذ ولا تستطيع ان ترفع من شأن العامه . لا يستطيعون ان يختارو لانفسهم وليس عندهم القدرة علي التحرك في الاتجاه السليم يقررون ويتراجعون ويذهبون ويرجعون فكيف لهم ان يكونوا لغيرهم قادة وكيف يرضي البعض ان يتبعهم وما هي جدوي التمسك بافكارهم .
ان العبث بافكار العامة والسيطره عليها بمثابة القتل مع سبق الاصرار والترصد، يجب ان يعاقب عليه القانون، والموافقة علي هذا العبث انتحار ،الكل مذنبون العابثون والتابعون والضحية هو الوطن الذي امتلأ بهم وانتشرت به السلبية ولا يستفيد في هذا المناخ غير المتسلقين الراقصين علي كل الموائد الطامعين في السلطه راكبي الامواج مهما علت
حرر عقلك واتبع افكارك ولا تنتمي لكيان ايا ما كان الا الوطن، ولاتتمسك بأراء ليست نابعة من خبراتك وقناعاتك الشخصية وتعاملاتك علي ارض الواقع، ولا تدع احدهم يفرض عليك رأيا ولا يملي عليك قرارا .
فليكن رأيك نابعا من داخلك وايمانك بالله ميزان قراراتك.استفتي انتماءك لوطنك وارجع لقلبك وخلجات نفسك،فما يتوافق مع غيرك قد لا يتوافق معك وما يخدم مصالح البعض قد لا يخدم البعض الأخر،
(صوتك من دماغك ..اوعي حد يحركك)