مرصد الإفتاء يستنكر اغتيال الصوفي الزاهد “سليمان أبو حراز” ويدعو لحماية العلماء من جرائم “الدواعش”
المصريين بجد
استنكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الجريمة الوحشية التي ارتكبها تنظيم “بيت المقدس” الإرهابي بحق أحد رموز التصوف والزهد في سيناء الشيخ سليمان أبو حراز ابن قبيلة السواركة، والذي يعتبر أحد علامات التدين والزهد في سيناء.
وأكد المرصد أن تلك الجريمة الإرهابية البشعة بحق شيخ تجاوز عمره المائة عام تؤكد بشاعة ودموية التنظيم الذي أعلن بيعته لـ”داعش” وانتهاكه لكافة حرمات الله ومحاربة أئمة العلم والزهد والإيمان في مختلف المناطق والمدن التي يصل إليها التنظيم في مسعى منه للقضاء على كل فكر دون فكره وكل تنظيم سواه.
ولفت المرصد إلى أن عداء التنظيم للعلم والعلماء واضح منذ الوهلة الأولى لظهوره على مسرح الأحداث، فقد طالب تنظيم “داعش” الإرهابي أنصاره بالرد على ما وصفهم بشيوخ الطواغيت، وكشف تعاونهم مع الدول الغربية، مطالبًا بتصفيتهم والتخلص منهم، زاعمًا أن ذلك سيصب في صالح الإسلام والمسلمين، حيث وصف التنظيم الإرهابي علماء مصر والسعودية بأحذية الطواغيت والغرب الصليبيين المؤمنين بالديمقراطية، وأنه في كل يوم تنكشف سوءة من سوءاتهم، مؤكدًا أن العلماء الذين يتصدَّرون المشاهد والشاشات والساحات، على غير قدر المسئولية، فهم علماء تخذيل ودجل وكذب ونفاق، كتموا الحق عن أمة الإسلام.
وفي العام الماضي قام التنظيم بحملة تصفية واغتيالات لعدد من الأئمة بمساجد البصرة جنوب العراق إثر رفض الأئمة مبايعة البغدادي والانصياع لأوامر التنظيم وتبني مناهجه الضالة والتكفيرية.
ولم يقف عداء “داعش” عند العلماء فحسب، بل تخطاه ليصل إلى الكتب والمكتبات ودور العلم، فقد أقدم التنظيم الإرهابي في فبراير من العام 2015 على ارتكاب جريمة بشعة بتفجير مكتبة الموصل المركزية في العراق، وحرق محتوياتها، والتي تضم أكثر من 10 آلاف كتاب ومخطوطة، وكذلك حرق أكثر من 100 ألف كتاب في محافظة الأنبار.
وأوضح المرصد أن التنظيم الإرهابي يعلم جيدًا أن العلماء المعتدلين يعدون أهم خصومه، فهم حائط الصد الأول أمام دعاية التنظيم وأكاذيبه وأباطيله التي يروج لها ليل نهار، كما أنهم حاملو لواء العلم وناشروه بين الناس ليعلم الجميع الغث من السمين، لذا فهو دائم العداء لهم ويسعى بكل السبل للنيل منهم واغتيالهم معنويًّا وماديًّا، وهو أمر ينبغي على الدول والحكومات التنبه له جيدًا والحفاظ على العلم والعلماء من اعتداءات التنظيم واستهدافه المستمر، كونهم أحد أهم عناصر المواجهة الشاملة مع التطرف والتكفير بشكل عام، وتنظيم “داعش” على وجه الخصوص.