محمد قاروب يكتب قصة” الشيخ محي الدين” الفصل الخامس
محمد قاروب -المصريين بجد
جلس الشيخ مجدي مع أصحابه يشرح لهم من خلال قراءته المستفيضة التى لا تتعدى بعض وريقات حوتها كتيبات صغيرة كانت توزع على المعتمرين والحجاج مجانا ارسلها بعض اقاربه اليه كهدية تنجيه من عذاب يوم القيامة عن الشرك الذي يحيط بنا من كل اتجاه. اياك وزيارة الأولياء شرك . اياك ومحبة الأولياء شرك ، اياك والتوسل شرك. اياك والتبرك شرك. اياك والقول بأقوال الأشاعرة “ضلال” لم يسطع أن يسميها “شركا” لا لأنه يعتبرهم غير مشركين لكن لجبن المكفرين عن ادخالهم (أي الاشاعرة) بمعتقدهم التأويلي التنزيهي في دائرة الشرك فينكشف للعوام حسن كلام الأشاعرة فيتبعوهم ويظهر لهم بالمقابل مذهب التجسيم والاقوال المتناقضة في صفات الله وأفعاله والتخبط المثير للشفقة لمن تسموا سلفية فيهجروهم، ولأن الأشاعرة عن استحقاق هم أعظم علماء هذه الأمة فهم أهل السند والعلم كابرا عن كابر ومنهم الحفاظ والأئمة الذين جددوا للناس أمر دينهم يكفي أن نعلم أن الامام حجة الإسلام ابي حامد الغزالي أشعري والامام البيهقي والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين أشعري والامام النووي والامام السبكي والامام الحافظ ابن كثير والامام العز بن عبد السلام والامام ابن حجر العسقلاني والامام جلال الدين السيوطي والامام فخر الدين الرازي و الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ( أخو صاحب الدعوة الوهابية الذي انتقد فكر أخيه المبتدع) و الامام الطبري ومحمد الطاهر بن عاشور وغيرهم ممالا يحصى من العلماء أشاعرة. فيستحيل ان يكون أمثال هؤلاء الأشاعرة كفارا وهم من أعلم وأتقى علماء هذه الأمة بشهادة أعداءهم قبل محبيهم ولله الحمد والمنة على ذلك. نعود الى الشيخ مجدي أعجوبة زمانه ووحيد عصره وأوانه وهو يشرح للأصدقاء خوفه المقلق عليهم من الشرك وتناسى المسكين الذي لا يعي ما يقوله أن الشرك الأكبر في أمة نبي الله سيدنا محمد من الاستحالات ولله الحمد، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ذاته لم يخاف علينا الشرك الأكبر وإنما خاف علينا داء الرياء والعمل للخلق فأمن هؤلاء ومن على شاكلتهم مما خاف عليهم منه رسول الله وخافوا مما استأمنهم منه. يبدو انهم يفهمون كلام النبي بالعكس ! أو يبدو أن مشايخهم اخترعوا لهم سنة أخرى لنبي أخر لا تمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأي صله وهي سنن الضلال.التفلسف في تقسيم التوحيد الذي ابتدع في القرن السابع الميلادي وجعل المشركين يملكون قسما من التوحيد والمسلمين يخرجون من الدين لعدم تطبيقهم جزء منه هذا الهراء خلق نوع من التهريج والهرج والمرج وبعث في الأمة دوافع الفرقة والشتات وكأن قول الله في كتابه العزيز (واعتصموا بحبل الله) أنزل في شأن أمة أخرى.ويكفينا حزنا أن نعلم أن كلمة وشهادة “لا اله الا الله محمد رسول الله” على عهد النبي وصحابته والتابعين وتابعيهم تعصم الناس وتدخلهم في أمن وبراح الاسلام واليوم صارت الشهادة لا تكفي شيئا أترى سنة من تكون؟ ودين من يكون هذا؟ أدين الله أم دين الأهواء؟ اعقلها انت بعقلك يا صديقي فليس في غياب الحق الا ظهور الباطل والان ينقلهم الشيخ مجدي من كفر الى كفر ومن فرقة من المسلمين الى أخرى اخرجها الشيخ مجدي من دائرة أهل الاسلام بمزاجه الشخصي أو قل بمزاج مشايخه ، لا فرق في الواقع! وأخذ يهذي في البدع فجعل ميكرفون الجامع بدعة. حامل المصحف بدعة. السبحة بدعة. لبس البدلة بدعة.الاجتماع للذكر بدعة ، بإختصار جعل كل شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بدعة وتناسى أن القرءان لم يتم جمعه على عهد النبي وجمعه الصحابه عقب حروب الردة بأراء شخصية منهم فهل ابتدعوا؟وبدعة تدوين الحديث الشريف في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه؟ وبدعة الاجتماع لصلاة التراويح في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ وبدعة القراءات؟ وبدعة المذاهب الأربعة؟وبدعة تزيين المساجد بالزخارف في عهد الدولة الأموية ؟ وبدعة نظام الملك التي أسسها الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؟ وهل كل بدعة هي حرام وتهلكة؟ الشيخ مجدي لا يكلف نفسه أن يعرف الفقه وأقسام البدع وحكم كل صنف منها وكيف تتم معالجة الأمور ، هو يدع الفقه والعلم للعوام اما هو ومشايخه فهم اهل الدين وقادته الروحانيين! الذين يدعون لمنهج لم يتعدى بأي حال من الأحوال ثلثمائة عام ظاهره نبوي وباطنه نجدي كانت أولى انجازاته الدينية قتل الحجيج المصريين في موسم الحج ونهب متعلقات الحجرة النبوية الشريفة وقتل الاشراف وهدم أضرحة البقيع على رؤوس زوجات الرسول وصحابته وأهل بيته بلا حياء بلا رحمة بلا ضمير. والمضحك أن تقترف كل هذه الجرائم النكراء باسم التوحيد! على العموم الله يعلم خفايا الصدور ولنا ولهم مع ربنا العلي القدير يوما يعلم الصادقين فيهم صدقهم ويعلم الكاذبين الى أي منقلب سينقلبون.