طارق إمام يكتب:”يا حرقة دمنا ،، هو مال سايب !!”
المصريين بجد-طارق امام
هل يضيرك أن تفكر عكس عقارب الساعة ؟
إن التفكير عكس عقارب الساعة هو أشق أنواع التفكير، لانه سير بعكس الإتجاه، وخلاف المألوف ..
وهو عدم الاستسلام لمقاييس المجتمع ومعايير الناس الهابطة المستسلمة للواقع ..
وهو التفكير النهضوي الذي لا يبالي بما بقول الناس، وفي نفس الوقت يعود بالنفع عليهم ..
وهو الفعل الفارق في حياة الأمم، والبدء في التغيير وبناء الحضارة الحديثة ..
وهو التفكير الإبداعي والإنتاجي، الذي يخدم الطريق للأخذ بيد أمتنا إلى النهوض ..
،،هل جربت أن تكون مبدعًا بمعنى الكلمة ؟
إن رصيد أي أمة في الحياة ليس بما تمتلكه من ثروات مادية فقط بل من قيم رفيعة وعلماء ومفكرين وفي أفكار نبيلة عن الحياة ترتقي بالإنسان وتأخذ بيده إلى السعادة، وهو ما تركه لنا أجدادنا القدماء المصريين، والذي مازلنا نفخر به حتي اليوم ..
الإبداع والإبتكار هو تفكير الرجال المفكرين النهضويين الذين ينظرون نظرة شاملة مستعلية على العقبات والأهوال التي تقف في طريق نهضة الأمة والأخذ بيدها ..
فنجد الكثيرون من لديهم فوبيا “التغيير” ويحبون أن يظلوا في أماكنهم، ليكونوا في مساحة الأمان النفسي والاجتماعي، حتي وان كانوا يوقنون أنهم في المكان الخطأ ..
التغيير يحتاج إلى مفكرين وعقليات قيادية لتجاوز عقدة الخوف من الناس ومخالفة ما ألفوه ..
* هذه المقدمة تعقيبًا علي استفزاز الحكومة المستمر، فبدلا من ان تحاول الاجتهاد في ابداع وابتكار افكار وحلول وموارد خارج الصندوق، تقوم بإغتصاب جيب المواطن الغلبان ..
* وعلي سبيل المثال لا الحصر: “الاوقاف وهيئة المترو والاثار والسياحة” ..
* “وزارة الاوقاف”: انفقت ما يقرب من 28 مليون جنيه لبناء مسجد عالي الفخامة والجمال، طيب مش ده شيئ حلو؟ بالتأكيد شيئ جميل وشكرًا لهم، امال فين المشكلة؟ الانتقاد يكمن في (3) اجزاء ..
الجزء الاول: هو اختيار التوقيت، لانه في الوقت الراهن وفي ظل الازمة العصيبة التي تمر بها الامة، كان من باب اولي ان تنفق هذه الاموال في خدمة المواطن، في طبع كتيبات لمواجهة اليمين المتشدد وافكاره الهدامة، في تجديد المساجد الحالية، في انشاء معاهد فنية يدوية ومشاغل وورش وعمل معارض لمنتجاتهم وتسويقها، الخ الخ الخ …
الجزء الثاني: هو اختيار المكان، اختيار مدينة “شرم الشيخ” السياحية لاقامة الفكرة !!!
هل لدينا ندرة في المساجد الاثرية والتحف المعمارية، والوفر المالي لنكون بهذا البذخ ؟؟
من سيستفيد من هذا البناء الفخم بهذه المدينة السياحية الترفيهية سوي (100) فرد علي الاكثر !!
الجزء الثالث: هو اختيار التصميم، والذي يشبه كثيرا مسجد “محمد علي” بالقلعة في القاهرة، مع بعض اختلافات قليلة، اذن اين فكر الابداع والابتكار الانتاجي ؟؟
* نذهب الي “هيئة مترو الانفاق”:
بداية انا لست ضد رفع سعر تذكرة “المترو” علي الاطلاق، ولكن كل ما ينقصنا هو اختيار التوقيت المناسب يا سادة، لاسيما وان رفع القيمة دائما ما يكون اخر الحلول !!
هل بحثتم عن حلول وموارد اخري ؟؟ اذن
اين الشركات الكبري في مجال الدعاية والاعلان المبتكرة والمتجددة والمتنوعة في جميع خطوط ومحطات المترو ؟؟
اين استغلال التذكرة نفسها بوضع اعلانات علي جانبيها، والاستفادة ماديا ؟؟
الخ الخ الخ ؟؟(ATM) اين ماكينات المياه الغازية والمياه المعدنية، وماكينات البنوك
* اما اذا ذهبنا الي وزارتي “الاثار والسياحة”:
فحدث ولا حرج فالعين تدمع والقلب يحزن !!
خد عندك احدث الاخبار: هولندا قررت تنظيم سباق “سيارات بالطاقة الشمسية” في الغردقة لتنشيط السياحة الرياضية، ولن تكلف مصر شيئا، لغاية كدة تمام ؟؟ لسه،
قامت الجهة المنظمة بإرسال 16 سيارة للمشاركة في السباق، تمام ؟؟ لسه،
قامت الجمارك تعنتت ولم تفرج سوي عن 3 سيارات فقط !! تمام ؟؟ لسه،
قامت هولندا قررت الغاء السباق واستبدال “الغردقة” بـ “دبي”، رغم وصول جميع المشتركين من مختلف الدول الي “الغردقة”،، وده طبعا علشان مفيش اي تنسيق بين الجهات وبعضها ،، يا حرقة دمنا، الخ الخ الخ !!!
* ناهيك عن الاثار والاماكن الاثرية المهملة والتي يتم تدميرها كل يوم سواء بقصد او بدون !!!