ضحي فهمي تكتب :لكل ام معارضة وكل اب قاسي

المصريين بجد

لكل أم لن تقرأ هذه الرسالة لرفضها أي فكر يعارض فكرها ، ولكل أب سيرفض هذه الرسالة لكونها قاسية. إهانتك يا أمي لي لم تشجعني ولن تحفذني، بل أشعرتني بالرفض ، وقادتني للكره. كرهت نفسي وكرهت من تقارني بيني وبينهم وكرهت عالمي. أنت من كان يجب أن تكوني الأولى والوحيدة في أن تحبيني الحب الغير مشروط ، وجدتي في اخوتي ما يفرحك ، ولم تجدي في سوى ما يخذلك ، حتى أصدقائي لا يمثلوا لك سوى إختياري الخطاء. كل ما أقول خطاء ، وكل ما أفعل خطاء. أنا مصدر إحباطك ودائماً ما أكون دون مستوى توقعك. بغضبك وحزنك وصراخك في وجهي لتقصيري ، أدركت أني شخص بغيض ، فرفضتك وابتعدت عنك وبحثت عن بديل وانتقمت منك. [نعم يا كل أم ، سلوكك مع أبنائك قد يقودهم للإنتقام منك ومن أنفسهم ومن العالم أجمع] أين أنت يا أبي؟ ماذا تعرف عني؟ أي جزء مني أحتويت؟ وأي شيء في أحببت؟ هل سينتهي بيننا نقاش في يوم ما دون صفعة منك أو ضرب؟ هل سيأتي يوم لن تسخر فيه مني وتكون كالصديق لي؟ هل ستنقذني قبل فوات الأوان من أن ألقي نفسي في أحضان الرجل الذي سيوهمني انه سيعوضني حنانك؟ أم ستتركني أصدق أي كلمة حب منه وإن كان ثمنها بيع عقلي وروحي وجسدي؟ [نعم يا كل أب ، ابنتك ستبحث عنك وعن رفقتك وتقديرك في أحضان الرجال. ستبحث عن من سيوفر لها الحب والأمان وإن كان زائفاً ، وفي المقابل ستعطيه كل ما تملك. نعم ، ابنتك ستشتري حب الرجال] لكل أم وكل أب ، أبناءنا ليسوا منحرفن وليسوا معقدين وليسوا مدمنين. أبناءنا محرومين وحرمانهم يجعلهم ينتقمون. يقال ان الحقيقة مرة ، وأعتذر عن مرار الكلام ، لكن إن كان الكلام مر ، مابالكم بحياة هؤلاء الذين يعيشون هذه الحقيقة؟ أردت أن انقل لكم من واقع الأستشارات النفسية ، صور مبسطة من السلبيات التي قد يعاني منها بعض الأبناء والتي قد يمارسها بعض الآباء. ليس هذا بحكم على النوايا ، لكن الكثير من الآباء يتخيلون انهم يوفرون كل سبل السعادة ووصايا النجاح لأبناءهم ، ويغفلون كثيراً ، دون قصد ، سؤالهم عن احتياجاتهم. يغفلون إيجابية التشجيع وأهمية التقدير. فلنحاول جميعاً تقويم أنفسنا ، لكي تحيا أسرنا حياة كريمة ، دافئة يملأها الحب. فلنستمتع بأبناءنا ونستمتع معهم بهبة الحياة. فلنلغي كل ما قد يفسد علاقتنا بهم ، وننمي كل ما قد يقربنا منهم ، والمفتاح هو الرفق والرحمة أولاً ، والاحتواء والحوار ثانياً ، والتقبل والتقدير ثالثاً ، والتعبير عن الحب الغير مشروط رابعاً.