مقالات

اللواء عبد الحميد خيرت يكتب :عودة الروح للداخلية (15)

عبد الحميد خيرت

اللواء عبد الحميد خيرت-المصريين بجد

مقالات ذات صلة

كانت القوات المسلحة هى الرقم الصعب ، فى المواجهة مع الجماعة ومؤسسة الرئاسة ، فقد كانت العلاقة بينهما يشوبها التوتر والحذر ، الى أن وقعت مذبحة رفح ، والتى راح ضحيتها ١٦ شهيداً ، وعلى أثرها أتخذ محمد مرسى قراراً بأقالة رئيس المخابرات العامه ، وقائد الشرطة العسكرية ، وقائد الحرس الجمهورى .

نظراً لعدم وجود رد فعل من المجلس العسكرى لأقالة ثلاثة من أعضائة على غير المتوقع ، تولدت قناعة لدى مكتب الأرشاد ومؤسسة الرئاسة بضرورة التعجيل بالتخلص من المشير طنطاوى والفريق سامى عنان .

خرج المجلس العسكرى من المشهد السياسى ، فور تسليمة السلطة لرئيس مدنى منتخب ، ومنذ ذلك التاريخ لم يشارك فى اى عمل سياسى ، وأكتفى بدور المراقب للأحداث نتيجة أستمرار حالة الفوضى والأنفلات الأمنى ، وتخبط مؤسسة الرئاسة فى أصدار قرارات سياسية والعدول عنها فى ذات الوقت ، والتدخل فقط عند أستشعارة بوجود خطر يهدد الأمن القومى للبلاد ، نتيجة قرار سياسى خاطئ ، منها على سبيل المثال :

• قرار عسكرى بمنع تملك الأجانب لأراضى فى شمال سيناء .

• قرار عسكرى بأن قناة السويس والمنطقة المحيطة بها خط أحمر لأى أستثمارات أجنبية من شأنها تهديد الأمن القومى للبلاد .

• الدعوه لحوار وطنى ، يضم جميع القوى السياسية ، بما فيهم مؤسسة الرئاسة ، تحت رعاية المؤسسة العسكرية ، لرأب الصدع الذى أصاب المجتمع المصرى ، بسبب سياسة الرئيس مرسى التى أدت الى تقسيم المجتمع الى فريقين متناحرين ، بما ينبئ دخول البلاد الى نفق مظلم .

• أصدار بيان شديد اللهجة موجهاً للرئيس محمد مرسى والمرشد ومكتب الأرشاد ، ردا على تجاوز المرشد فى حديث أعلامى لة تتطاول فية على قادة المؤسسة العسكرية السابقة ، وهو ما دفع الرئيس محمد مرسى للتحرك السريع ، وتوجية الأعتذار للمؤسسة العسكرية .

هذا التحرك لم يكن على هوى مؤسسة الرئاسة ، والمرشد ومكتب الأرشاد ، وهو ما ولد تخوف لديهم ، بأن يكون للمؤسسة العسكرية الرغبة فى أن تلعب دوراً سياسياً فى المرحلة القادمة . زاد من هذا التخوف ، حالة التناغم بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية ، وخروج وزير الدفاع ووزير الداخلية بعد لقاء جمعهما متلاحمى الأيدى ، فى رسالة للشعب المصرى والسلطة الحاكمة بأن الشرطه والجيش أيد واحدة . وهو الأمر الذى عجل بقرار أقالة وزير الداخلية اللواء احمد جمال .

كانت أحداث الأتحادية ٥ ديسمبر ، والمعروفة بالثلاثاء الدامى ، رسالة مرعبة لمؤسسة الرئاسة ، خاصة بعد موقف الداخلية بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف المشاركة فى التظاهر .

بعد الأحداث التى شهدتها البلاد عقب الأحتفال بذكرى ٢٥ يناير ٢٠١٣ ، أصدر المجلس العسكرى بيانا أوضح فية موقفة من الأحداث ، وأن الجيش ملكاً للشعب ، ولن يكون أداه لقمع المتظاهريين ، وأن الجيش يقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية ، وأنة سيظل مع الشعب أيد واحدة . وهذا ما ظهر فى تعامل القوات المسلحة مع المواطنيين فى محافظات مدن القناة ، عقب صدور القرار الرئاسى بحظر التجوال فى الفترة ما بين الساعة ٩ مساءاً وحتى ٦ ص ولمدة ٣٠ يوما .

حاولت مؤسسة الرئاسة ومكتب الأرشاد أستمالة وزارة الداخلية من خلال تدعيم الأمن المركزى بسيارات جديدة وأسلحة فض شغب وقنابل مسيلة للدموع ، لمواجهة جميع القوى المعارضة لسياسة الرئيس ومكتب الأرشاد ، الا ان هذا التحرك باء بالفشل ، لان صغار الضباط كان لهم رأى أخر فى السياسة التى تنتهجها الوزارة ، والتى ستدفع للصدام مع الشارع .

وللحديث بقية انتظرونى

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن راي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics