مقالات

الامام علي 2

13956829_1044380782324163_489589299_n

مجدي الغزالي – المصريين بجد نيوز

لأبوين هاشميين داخل الكعبة المشرفة وكرم الله تعالى وجهه الشريف فلم يدعه يسجد لصنم قط بل ولد مسلما صحيح الإسلام على الفطرة السليمة فلما اشتدت الحياة وقست الدنيا على والد الامام فكان عليا من نصيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليكفله فتربى فى حجر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونعلم مدى محبة النبى للامام على فمن حديث ابى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وأرضاه يقول ” رايت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية وفى الخيمة عَلَى ّوفاطمة والحسن والحسين فقال يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة حرب لمن حاربهم ولىُّ من والاهم , لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد , ولا يبغضهم الا شقى الجد ردئ الولادة ” ومن هنا نعلم قدر محبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأهل بيته الاطهار فكان الامام على يتفاخر بهذا ويقول شعرا
محمد النبى أخى وصهرى       وحمزة سيد الشهداء عمى
وجعفر الذى يمسى ويضحى     يطير مع الملائكة ابن أمى
وبنت محمد سكنى وعرسى     منوط لحمها بدمى ولحمى
وسبطا أحمد ولداى منها      فأيكم له سهم كسهمى
سبقتكم الى الاسلام طرا      صغيرا ما بلغت أوان حلمى
وصليت الصلاة وكنت فردا    فمن ذا يدعى يوما كيومى
وعاش عليه السلام مع سيدة النساء رضى الله تعالى عنها وارضاها لا يقرن بها زوجة أخرى حتى ماتت بعد النبى  بستة أشهر على اصح الروايات وولدت للإمام من البنين والبنات أعلام التقى وسادة الأولياء والصالحين ( الحسن – الحسين – محسن – أم كلثوم –زينب ) وماتت قبل ان تبلغ الثلاثين من العمر .
ولما توجه طلعة والزبير نحو العراق ومعهما السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها جاء الامام الحسن الى ابيه الامام على كرم الله وجهه بعد صلاة الصبح وقال له ( قد أمرتك فعصيتنى  , فتقتل غدا بمعصية لا ناصر لك فيها , أمرتك يوم احيط بعثمان رضى الله تعالى عنه أن تخرج من المدينة فيقتل ولست بها , ثم أمرتك يوم قتل الا تبايع حتى تاتيك وفود العرب وبيعة أهل كل مصر , فإنهم لم يقطعوا أمرا دونك فأبيت , ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس فى بيتك حتى يصطلحا , فإن كان الفساد كان على يدى غيرك , فعصيتنى فى ذلك كله ,” فرد الإمام عَلِىّ على ابنه الحسن قائلا ” أى بنى أما قولك لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به , وأما قولك لا تبايع حتى تاتى بيعة الامصار فإن الامر لاهل المدينة وكرهنا أن نضيع هذا الامر , واما قولك اجلس فى بيتك فكيف لى بما قد لزمنى ؟ أتريد أن أكون مثل الضبع التى يحاط بها ويقال دباب دباب , ليست هنا حتى يحل عرقوبها ثم تخرج , واذا لم أنظر فيما لزمنى من الامر ويعنينى فمن ينظر فيه ؟ فكف عنك يا بنى . ونرى فى هذا الحوار المحكم من العلم والتربية والهداية والرحمة فى مخاطبة الإبن للأب وتقبل الأب لنصح ابنه وتركه يقول رأيه بكل شجاعة ويسمع له ناصتا يربى فيه البسالة وسدادة الرأى , حوار بين أعمدة الهدى والتقى , فهذا إمام وهذا إمام , هذا الحوار الذى ينم عن قمة التدين والعلم , وهذا ما فقدناه فى يومنا هذا فلا أب ناصح ولاهين مع خطاب أبناءه ولا إبن رشيد ليفهم ما والده ما لا يعرفه ,.
العدد القادم بإذن الله تعالى الإمام والزهراء

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics