احمد الجويلي يكتب :الشباب قادمون
المصريين بجد-احمد الجويلي
من يستطيع التفكير بان حفنة موظفين يستطيعون إدارة شباب اقدم أمة عرفها التاريخ!؟
من أغرب الأشياء التي قد نراها في الحياة هي أن تكون باحثا عن شئ وهو في يدك او امام عينك في الأساس!
من الممكن أن يكون المتسبب في ذلك هو قرب الشئ من امام عينك كثيرا أو أن تكون مشتتاً بشكل متعمد أو أن تكون لديك مشكلة في عيناك من الأساس رغم إنكارك لها،
ومن غير المعقول ان تقوم بعمل إحلال وتجديد في استراتيجية ومنظومة لمعالجة أمر أو مشكلة ما دون أن تستعين بخبرات اعلي من مستوي عقول فاعليها سواء كان فاعليها شخص او اشخاص او تطور متلاحق لا تستطيع أن تكون على مستوى الجاهزية الكاملة لملاحقته،
وحيث انه حينما نمضي قدما في التطور المتلاحق نرى بشكل بديهي ان عماد هذا التطور هو الشباب ورغم ذلك نرى الكثير لا يؤمن بقدرة الشباب وذلك شئ لا استطيع ان ابتلعه لا ان افهمه فحسب،
حيث اذا كان الموضوع تحديداً هو شباب مصر هنا يجب علينا أن ننتبه جيدا ونقف لنستوعب عن من نتحدث انه شباب الهوية والفطرة المصرية شباب يحمل جينات اعظم واقدم أمة عرفها التاريخ ناهيك عن الوعكة التي اصابته لكنه في نهاية الأمر يظل “شباب مصر”،
عالمياً واخص بالذكر دولة الكيان الصهيوني يعلمون جيدا ماهية العرق المصري وماهية الشباب المصري وماذا يستطيع أن يفعل ويعلمون جيدا معدنه الأصيل حيث كونهم يقدمون له كل هذة المداعبات عبر وسائل العصر الحديث حتى يستطيع خلق شخصية جديدة له لا تكن لهم العداء،
ومن الكوارث أن نجد الأكثرية لا البعض لا زالوا لا يوقنون بقدرة الشباب، بل وحتمية ووجوب التمكين الشبابي، فالشاب المصري شاب قادر وفاعل وأعني بذلك ما تحمل الكلمة من معاني وهو الذي قد تحمل علي عاتقه عبء المرحلة التي نسير فيها وهذا يجب أن ينظر له بنظرة مختلفة،
ودعوني ولاول مرة أكون حاداً بعض الشيء فكلنا إلى زوال ،نعم، لكن المستقبل للشباب وهذا المفهوم تراه القيادة السياسية وتقوم بوضعه في الاعتبار بشكل كبير لأول مرة،
وحيث تكمن عمق المشكلة انه منذ عقود مضت استنفذت فيها الحكومات جهداً كبيرا في البحث عن الشباب والشباب عانت بحثاً عن الحكومات في حلقة دائرية مفرغة لا يكاد يدرك احدا الآخر وفي النهاية كانت المحصلة هي “صفر”،
مابين الاتصال والتواصل ما بين الفهم والإدراك لغايات ومجريات التحول الطبيعية للشباب ما بين شباب يقاتل بشرف دفاعا عن الارض والعرض مع حكوماته في الستينات والسبعينات وحتى استرجاع الارض واقرار السلام،
هنا حدث ما لم يكن متوقعا وهو التغيير السريع لملامح الثقافات العامة نتيجة لانفتاح المجتمعات دولياً وقدرات التواصل الفعالة التي تتطور يوما بعد يوم بسرعة فائقة ففتحت الكون الفسيح لتجعله قرية صغيرة،
وبالتالي كان من الطبيعي أن يحدث تغير في الثقافات العامة لدى الشباب امكانيات اعلي لم تكن موجودة في السابق قدرة علي التحليل اقوي وتحرك اسرع،
هنا حدثت الفجوة بين التغيير المتلاحق للذاكرة العامة والمفهوم الإدراكي لهذا التغيير والتعامل معه حيث كان التغيير أسرع من إدراكه ووضع استراتيجيات خاصة للتعامل معه،
لانهم كانوا مازالوا يعيشون في نفس الفجوة غير قادرين علي عبورها، وهو توجيه التمكين لحفنة من الموظفين من اجل ادارة الشباب فنقع في نفس المشكلة التي عانت منها جميع الإدارات الحاكمة للبلاد سابقاً والتي باءت جميعاً بالفشل الذريع،
لأنهم مازالوا يعيشون في فكرة وضع وسيط بينهم وبين الشباب وهذه هي الطامة الكبرى حينما يوجه رأس الدولة بتسهيل وتيسير الامور والمضي قدما بـ التأهيل والتمكين،
وتأتي الوزارات المعنية وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة بعمل مجموعة من الدورات التأهيلية الضعيفة لمجموعة مختارة بمنتهي العشوائية والمحسوبية لتكون منظومة كاملة تعمل علي إفشال الفكرة بالكامل،
فمتى تكون لدينا سنة الحياة الطبيعية؟ متى يكون لدينا ثقافة التغيير؟ وإذا وجدت تلك الثقافة صدقوني ستعمل عملية التأهيل والإحلال والتجديد لدماء مفاصل الدولة المختلفة بشكل دقيق وسليم للغاية دون أي معوقات وستنطلق مصر إلى الأمام بسرعة أشبه بسرعة الصاروخ لأنها علي أسس علمية دقيقة ويقودها حماس ممتزج بالعلم،
حيث إن أراد أن يتخذ أي مسؤول كان تنفيذ تعليمات الرئيس بالتوجيه لتمكين الشباب يموج الي أذناه من اصحاب العقول العبقرية الفذة قولاً :
(دول شوية عيال ايه اللي يضمن لنا ميعملوش شئ غلط وتكون النتيجة هي كرسي سعادتك؟)
وفوراً يكون القرار بما ليس في صالح الشباب إنما يؤسفني ان اقول انها ليست خوفاً علي المصالح العامة ولا علي المكانة انها مجرد اطاحة بتنفيذ تعليمات السيد الرئيس، إذا كان هذا جل اهتمامكم…
ماذا تعني ان ينهر موظف بدرجة مسؤول الشباب لمجرد أنه لم يقتنع بما يقولوه لمجرد أنهم يلحون عليه من منطلق حماسهم وايمانهم وشغفهم،
الشغف والإيمان الذي يقوم الغرب بصرف مليارات من اجل ان يصل اليه مجتمعاتهم، ونحن نقوم بهدمه بأيدينا، وذلك بسبب أن المسؤول يقتنع بنفسه كونه مسؤولا وينسى تماما انه يتقاضى راتب شهري من دافعي الضرائب!
الذي إذا امتنعوا عن دفعها تعرضت أسرته إلى الضياع لأنه ينتظر راتبه المعتبر إذا لم يكن في الأمر نشاطات اخرى!!
يا سادة انا لا اقوم بجلد الذات ولا أتفوه بما لم تراه عين ولم تسمعه أذن وتعلمون اني واقعي جدا لست من هواة السوفسطائية المتجردة، انني اتكلم واقوم بالنقد لأن الشباب هم العصب واذا تركناه ذهب الى ما لا يحمد عقباه،
بداية من التطرف الفكري والديني مرورا بالتطرف الاجتماعي والثقافي إلى أن نصل لنوعيات من التطرف انتم اعلم بماهيتها فنحن في مجتمع منفتح على العالم أجمع ولدينا شباب وله طاقة يجب استخدامها ايجابيا بشكل مشروع لصالح الوطن،
إن عمر ابن الخطاب كان يعتبر نفسه بمنزلة “أبي العيال” أي أنه كان يهتم بالشباب الصغار مثل آبائهم ولم يطلقها قبله الرسول (ص) في الوحي المنزل بشكل مباشر،
إذا هي اجتهاد من شخص ذو سلطة عليا لديه إيمان عميق بما يعمل مدركا لتداعيات الأمور أي أنه اجتهاد بشري بحت وليس وحياً، أي أننا نستطيع جميعاً فعله!
كل ما اطلبه من السادة الموظفين حاملي درجة مسؤول هو ان نقوم فعلياً بتوجيهات الرئيس إذا كانت قرارات الرئيس هي الشئ الوحيد الذي يدعوكم للاهتمام،
ولمن لديهم عقول وايمان ما اطلبه هو الاهتمام ولا اطلب إعطاء الصلاحية المطلقة للشباب، لا علي العكس قم بعمل حصر دقيق وتصفية تعجيزية وقم بالتأهيل ومن ثم قم بتمكينهم بعد تدريبهم،
ولا تترك من يسقط في التصفية بل أكمل له نواقصه وقم بمرحلة التصفية مرة أخرى وهذا ما يسمى بإعداد الصفوف القيادية وخلق جيل كامل مستعد لحمل الراية أي وقت، اننا لن نكون مخلدين ويوما ما قد نصطدم بما اقول وحينها نقول ليتنا فعلنا وفعلنا كما نقول الآن…
وهو جل ما نطالب به تمكين المؤهل لأن تمكين لجاهل يعني تكرار لنموذج الفشل ومن هذا المنطلق قررت ان احيي الميت والتبحر في داخله عمقاً، فكل غضبي قد صببته لإنارة الطريق لا لإشعال فتنة لنعبر ونعبر جميعاً تلك الفجوة المؤرقة المعوقة لكل عناصر النجاح التي يسعى إليها كل عناصر المجتمع للإصلاح الشامل.