الخطاب الديني

مرصد الإفتاء يحذر من التركيز على “داعش” وإهمال أن القاعدة هي من صدرت “الداوعش”

المصريين بجد

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي وانسحابه من العراق على وقع الضربات الدولية المتلاحقة ضده والحصار المفروض عليه من التحالف الدولي، وتناقص قدراته القتالية والمادية والإعلامية و قدرته على الحشد والتجنيد، كل ذلك يحمل في طياته نهاية مشروع “الخلافة الداعشية” كمشروع عنيف استهدف الدول والحكومات العربية والإسلامية وسعى في هدم الدول وإقامة الكيان الداعشي على انقاضها.
وأوضح المرصد أن هزائم “داعش” وفشلها، وتراجع مشروعها “الأيدلوجي”لدى أوساط التيارات المتطرفة والعنيفة قد يدفع العديد من العناصر المتطرفة والتكفيرية إلى تغيير الوجهة نحو تنظيم “القاعدة” كمشروع بديل استطاع أن يصمد لسنوات عديدة أمام الملاحقات الدولية التي استهدفته، ورغم تراجع قوته وقدرته في السنوات القليلة الماضية لصالح التنظيمات المتطرفة الأخرى وعلى رأسها “داعش”، إلا أنه تمكن من البقاء والحفاظ على العديد من الروابط والصلات القوية مع التنظيمات المتطرفة الأخرى كحركة طالبان في باكستان وحركة الشباب الصومالي، ومن المتوقع أن تستفيد “القاعدة” من هزيمة المشروع الداعشي في المنطقة.
وأضاف المرصد أن تراجع مشروع “داعش” لصالح مشروع “القاعدة” يعني ضمنيا تفضيل استراتيجية “العدو البعيد” التي يتبناها القاعدة، والتي تعني معاداة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الخارج، واستهداف مصالحهم ورعاياهم، عن استراتيجية “العدو القريب” التي يؤمن بها “داعش” والتي تعني استهداف الدول العربية والإسلامية في المنطقة باعتبارها العدو القريب.
وحذر المرصد من التغاضي عن أنشطة تنظيم “القاعدة” استنادا إلى كونه يستهدف الدول الغربية فقط، والتركيز على “داعش” باعتباره العدو الأول الذي يواجه دول المنطقة والإقليم، بحسبان أن التطرف يغذي بعضه بعضًا، ولا خلافات جوهرية بين تلك التنظيمات كافة سوى في درجات العنف والتكفير وترتيب أولويات العنف وأهدافها، وقد كان “داعش” جزءًا من القاعدة قبل أن ينفصل ويعلن استقلاله عن التنظيم الأم، ما يعني أن القاعدة تمثل التهديد الملح على دول المنطقة وشعوبها، سواءاً بذاتها أو بما تخرجه لنا من تنظيمات فرعية ومنشقة أكثر عنفًا وتطرفًا وتكفيرًا.

مقالات ذات صلة
Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics