الشيخ محي الدين

محمد قاروب يكتب الشيخ محي الدين الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر: إمارة في سيناء. جلست الحاجة زكية مع ابنتها حنان أمام التلفاز وكانت المذيعة تتحدث عن تحركات الجيش المصري ضد الارهاب في سيناء . واتبعت المذيعة قائلة : ان الارهابيين يعتزمون اقامة امارة فيها! لتصير مركزا لعملياتهم الارهابية وتنفيذ مخططات لن يستفيد منها إلا أعداء الوطن ، ونقل التليفاز بث مباشر من ضرب النار والتحركات بالمعدات الثقيلة مع أخبار عن سقوط قتلى من جانب الارهابيين وانكسار شوكتهم وببالغ الحزن نعى شهداء الواجب من جانب الجيش الغربي (جيش مصر العظيم). الحاجة زكية لا تفهم يعني ايه امارة في سيناء ؟. كل ما تعرفه هو وغيرها من عموم المصريين أن سيناء جزء عزيز غال من أرض مصر تم تحريره عقب حرب أكتوبر 1973. التفت الحاجة زكية لابنتها حنان سائلة: بت يا حنان امارة سيناء ايه اللي عايزين يعملوها؟ ردت حنان : يامه الأبلة في المدرسة قالت انهم عايزين يخدوا سيناء ليهم ويعملوها دولة صغيرة ليهم يحاربوا منها كل اللي مش عاجبهم! وهنا قالت زكية : يخدوا ايه جتهم مصيبة تخدهم هيا سايبة ولاا لعبة. ربنا يحمي مصر ويصون جيشها قادر يا كريم. سيناء اللي اتحررت بدم أغلى شباب مصر استحالة هتضيع ولا حد هيسمح بدا. كل بيت فيكي يا مصر فيه حد ضحى بروحه عشان ترجع الارض . واللي اتحرر بالدم لا يتسرق ولا يتهدر ولا يتساب. ردت حنان: دول يامه قتلوا كتير من الجيش وفجروا معدات ليهم. والله يامه انا شوفت خطاب للريس امبارح كان غضبان قوي لدرجة انه كان بيقول انه هيشيلهم من على وش الارض. أحسن يامه دول لا ينفع معاهم الا القوة . الذوق والادب مينفعش مع الارهاب . العين بالعين والسن بالسن. قومي يا بنت أبوكي قومي يلاا نحضر الأكل زمان أبوكي جاي وياحبة عيني هيكون ميت من الجوع. حنان: هو برضه راح يامه! ردت زكية: أه راح . عايزه العمدة بذات نفسه يجي لحد عندنا في بيتنا ويترجاه يتدخل في الصلح بين عيلة “أبو شلبي” وابو سليم ويرفض. من امتى أبوكي بيتأخر عن عمل الخير يا مقصوفة الرقبة ردت حنان: مش قصدي والله يامه بس انا خايفه على أبويا دي مشاكل العيلتين مبتخلصش ودماغ الطرفين انشف من الحجر الصوان. ” ربنا يقدرك يا شيخ محي وتهدي النفوس بحق جاه المصطفى صلى الله عليه وسلم وال بيته” تدعو زكية وهنا دق جرس الباب وكان الشيخ محي الدين لكن يبدو عليه التعب لقد كان الرجل في مناقشات ومفاوضات طويلة حتى استطاع أخيرا أن يحل مشاكل العائلتين وصاروا سمن على عسل بعد أن كانتا نار على بنزين. جلس الشيخ محي الدين وأخذ يقص على زوجته وبناته ما حدث في دوار العمدة وأنه في الاول كان الموضوع صعب الحل وكل واحد متربس دماغه ومش راضي يتساهل ولا يتنازل عن أي شيء يخصه لكن بعد كدا وضحت لهم ان اللي بيتساهل ويتنازل في سبيل الحل والخير دا قوي مش ضعيف وان تربسة الدماغ دي ضعف ولازم الانسان يكون رحيم وان الدنيا مش مستهلة وان ربنا بيسهل على عباده اللي بتسهل على غيرها والحمد لله هدئت النفوس واراد الله الخير لهما . وفقني ربي ومضيعش مجهودنا هدر والصلح خير. سألت زكية الشيخ محي: سمعت يا حج عن موضوع الحرب في سيناء والامارة اللي عايزين يعملوها الجماعات المتطرفة اياها؟ رد الشيخ محي الدين: دي اوهام في دماغهم ، البلد دي قوية لا تقبل القسمة ولا الإنقسام ، البلد دي اتعمل عليها مؤمرات وخطط تهد كوكب بأكمله لكن الله يريد لهذا البلد الحياة والاستمرارية . دي البلد اللي قال ربنا فيها (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) . ربط مولانا جل جلاله أمنها بمشيئته لها بدا فمن يقدر على بلد شاء الله لها الأمن ؟ دي المحروسة أم الألف مأذنة والأزهر وأل البيت دي البلد اللي احتضنت السيدة نفيسة رضي الله عنها دي البلد اللي وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باهلها خيرا ، البلد دي فيها جيش حاطط الدنيا دي كلها عنده في كفة وشبر من تراب ارضه في الكفة التانية. مصر مش لعبة يا زكية دي المحروسة اللي كانت سلة الطعام أيام سيدنا الصديق يوسف بن يعقوب عليهما السلام . الجيش المصري دا من أقوي جيوش العالم وعقيدة جنوده من أرسخ العقائد ويكفي أنهم خير أجناد الارض بشهادة سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه. امارتهم اللي عايزين يعملوها هي إمارة بغير أمارة ولا دليل يقول انهم على حق. سيناء مصرية واللي عايز ينهب مصر نقوله اقرأ التاريخ وشوف اجدادك من الغزاه والافاقين والارهابين حصل لهم ايه لما ارادوا بمصر سوء. قصمهم الله دي ارض الامن والامان بلد أهل الله المحروسة. ومدد يا رب احفظ مصر وشعبها العظيم.

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics