أخبار

محمد بكري يكتب:”خلق شهرزاد”(2)

محمد بكري-المصريين بجد

خلق شهرزاد – رؤية جديدة لعالم شهريار نحلق فيه في فاناتزيا درامية عن شغف شهريار بابداع كل جديد … ولو كان خلق شهرزاد !

مقالات ذات صلة

(2) شاعت أسطورة ( قاعة الكلام ) وفراغ شهريار واختفاء كل الضيوف وإصدار القصر بأسمائهم قوارير من زجاج ! أصبح من يعرف الكلام مطلوبا لمجرد سماع صوته ، نحيبه أو حتى توسله للصمت ينجيه ! وضرب حول القصر ثلاثة عوازل من الأشجار والصمت والصراخ . كانت ممرات الوصول محفوفة بالمخاطر المحببة للخلود ، غير أن الأسماء المقوررة كانت تلمع في ذبالة وهج العيون المحنطة بالمسك وتدل الضيوف على الضياع . وحده شهريار كان يقطف التعجب والاندهاش من أحداق الخفاف اللاهثة على درب العنقاء ! وفي جزل طفولي كان يظهر ويختفي في مرايا الردهات بأزياء مختلفة تترجم قلقه المرعب من الاستمرار في اعتياد ! كان معطف الحروف هو مكافآته السخية لمن يبقى على قيد الحياة .. أما حرملة العلامات فلا يعترف بها إلا لجواده الخشبي ذو الحوافر الزجاج ! وقبل الإعلان عن بداية لعبة الكلام .. كان ( لا عدد ) من الورد الأسود يتبل به ممرات القاعة ليصبغ نعال الضيوف فلا ينسون الزيارة .. أو شهريار .. كانت عوازل القصر أرصادا مسحورة بعيون تطوف في الفراغ تبحث عن الصمت والصامتين ! منقذك الوحيد كان اللسان ، الكلام ، الصراخ .. التحول من جماد إلى سكون ومن سكون إلى ضياع .. وهكذا .. فلك جديد يبتكره شهريار في منظومة الفراغ ومجرة البياض .. ـ يتبع ـ

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics