مقالات

جيهان مأمون تكتب في تابوت الأسرار:رحلة بين طيات الزمن وتاريخ المصري القديم

جيهان مأمون -المصريين بجد
(يخطىء من يحكم بدون علم) ،إبحر للخلف بين طيات الزمان …إبحث عن حلم المصرى القديم …
سر وجوده …
سر عظمته …
نحن نقف فى نهاية طريق طويل أضاء فيه أجدادنا العباقرة شموع التقدم و الإزدهار و المعرفة …
شيدوا أعظم حضارة في تاريخ البشرية …
نسجوا خيوط التوحيد الإلهى …
عرفوا مفردات الحياة و حكمة الوجود والأسرار المستترة …
و كشفوا حقيقة النفس الإنسانية فى عالم الخلود و الأبدية …
إن إستكشاف عظمة و روعة تلك الحضارة التى آضاءت للعالم بآسرة لا تقف عند حد …
 
تعرضت الحضارة المصرية القديمة إلى الظلم من قبل العالم و من قبل أبناءها …. فمنذ كشف أسرار الكتابات الهيروغلوفية على يد العالم الفرنسى شامبليون تم وصم هذه الحضارة العريقة التى يشهد لها العالم بالتقدم و الرقي بالعديد من التهم منها الوثنية و الكفر والاستعباد و نزول كائنات من كواكب أخرى لتشييد الأبنية ، و منهم من نسب لنفسه فضل عظمتها
ولنفهم معتقدات قدماء المصريين فى عصرنا الحديث الذى يبتعد 7 آلاف عام عن حضارتهم يجب أن ننظر لهم من منظور عدم إدراكنا التام لكل معتقداتهم السامية و لكل المعانى العميقة الكامنة وراءها
و لم ينتبه مروجى الشائعات المسيئة إلى ال 42 قيمة انسانية أو قوانين ال ماعت أول قيم عرفتها الإنسانية وتحلى بها شعب مصر وكانت هى أخلاق الإنسان المصرى وبها استمرت هذه الحضارة العظيمة لآلاف السنين بعد أن تمسكت بالقيم و الاخلاق الحميدة والضمير الحى….
هدفى من حملة (تصحيح المفاهيم المغلوطة فى التاريخ المصرى القديم) هو محاولة إزالة اللبس وتصحيح بعض هذه المفاهيم ليترسخ الانتماء و تتبلور الهوية المصرية لأنه مهما دار الزمان فحضارة الأجداد باقية فى الوجدان
ومع كل ما وصلنا إليه اليوم من تقدم لازلنا لا نستطيع فك كل أسرار عظمتها لآلاف السنين إندثرت اللغة المصرية القديمة وأخفت بين طيات النسيان أسرار هذه الحضارة العظيمة و ظلت المبانى قائمة بدون معرفة ماهيتها أو الغرض من إنشاءها ، و أطلق البسطاء من العامة على التماثيل و المعابد التى كانت تثير دهشتهم و أحيانا مخاوفهم لضخامة حجمها لفظ المساخيط  ، ولم يتم فك شفرة الكتابات الهيروغليفية إلا فى القرن 19 م وولد معها علم المصريات المختص بدراسة تاريخ مصر القديمة و لغتها و دياناتها و علومها و آدابها
و لكن الدمار الذى لحق بالكثير من المنشآت القديمة من معابد و مقابر بسبب هدمها و إعادة إستخدام أحجارها فى مبانى أخرى على مر العصور تسبب فى فقدان مصادر حيوية جعلت إدراكنا قاصر على فهم كثير من الخبايا ….
كما تم تشويه الكثير من الحقائق باللبس و الفهم الخاطىء لمعتقدات قدماء المصريين نتيجة للترجمات المغلوطة فى كثير من الأحيان
و من جهه أخرى كانت علوم قدماء المصريين قاصرة على طبقة الكهنة و الملوك و كانت تدرس فى بيوت ملحقة بالمعابد يطلق عليها (بيوت الحياة) (بر عنخ) و لم تكن هذه العلوم متاحة للعامة من الناس كالتحنيط و علوم الفلك و الهندسة و بإنتهاء العصور المصرية القديمة إندثرت أسرار هذه العلوم
و مما ساهم أيضا فى طمس الكثير من معالم هذه الحضارة حريق مكتبة الإسكندرية فى القرن السابع الميلادى الذى قضى على المخطوطات النادرة التى لا تقدر بثمن و التى كانت تحويها هذه المكتبة فكانت خسارة فادحة للتراث الإنسانى بأجمعه …..
لقد سجلت الحضارة المصرية عبر الحقب الزمنية الممتدة عظمة المصريين فى التشييد و البناء والتحنيط والفنون والعمارة و الكتابة و الطب و الهندسة والفلك و برغم كل ما وصل لنا من سيرتهم إلا أن العلماء و الكتاب و المفكرين عجزوا عن إستخلاص كل الحقائق الكاملة للتاريخ المصرى القديم ، و عن إدراك أسرار عظمة و روعة تلك الحضارة التى آضاءت للعالم بآسره .
و لمن يريد  سبر أغوار الحضارة المصرية القديمة أن يفهم مبدا مهم جدا و هو  …مبدأ الرمزية فى الفكر المصرى القديم  … فعلى كل من يريد فهم معانى الحضارة المصرية القديمة أن لا يتوقف أمام الأشكال بل يحاول أن يتخطاها حتى يفهم المعانى الكامنة من وراءها ، فقد استطاع المصرى القديم بعبقرية مطلقة أن يجسد الأفكار إلى أشكال ورموز تعبر عن معانى راقية سامية بتناغم كبير وبرمزية مطلقة ، و أبسط مثال على ذلك طائر الهدهد الذى رسمه المصريون القدماء بكثرة على حوائط المقابر فى الدولة القديمة ؟ و كان فى معظم الأحوال يظهر مرسوما فى يد إبن صاحب المقبرة ؟ هل قام أجدادنا برسمه لإضفاء منظر جمالى على المقبرة ، أم رسموه كبشارة لدخول المتوفى الجنة ؟
كان الهدهد يمثل لأجدادنا القدماء معنى رمزى غاية فى النبل ، فكان رسمه دليل على انتقال العلم و الأخلاق من الأسلاف الى الأبناء  مع الأخذ فى الإعتبار أن الامساك بالهدهد من الأشياء الصعبة جدا لأنه يطير بسرعه فائقة ، و كذلك العلم .
Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics