اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية (6)
اللواء/ عبد الحميد خيرت-المصريين بجد
كان الموقف شديد الصعوبة ، والألام حبيسة الصدور ، والأقنعة تتساقط ، وأصدقاء الأمس تحولوا الى أعداء اليوم . الرؤية غير واضحة ، وكان السؤال مصر الى اين ؟ .
كل الشواهد تقول إن مصر تحترق ، وأن المخلصين من الوطن ممن شاركوا فى ٢٥ يناير ، توقفوا عن المشاركة وأنسحبوا من الميدان ، عندما أستشعروا أن هناك يد خفية تدفع بهم الى نفق مظلم ، وأن هدم الدولة هو الهدف وليس أسقاط النظام .
فكان الوضع لا يخرج عن أعلام خائن ، دولة مرتبكة ، قرارات متخبطة ، جهاز أمنى فقد الكثير من أليات قوتة ، تنظيم أرهابى يدفع نحو هدم الدولة ، أنفلات فى الشارع ينذر بكارثة .
فى تلك الفترة بدأت تتداول مصطلحات جديدة على رجل الشارع ، شرعية الميدان ، فلول ، ناشط سياسى ، ثورجى .
فوجئ رجال الأمن ، بالأعلام يستضيف أشخاص تحت مسمى ناشط سياسي ( وهى وظيفة لمن ليس لة وظيفة ) هم فى الأصل لهم معلومات جنائية ، وبدأوا يتحدثون عن شرعية الميدان ، وهنا بدأت تتضح الصورة ، فالبلطجى أصبح ثورجى فى صورة ناشط سياسي ، ويحمل شرعية الميدان ، التى فرضها بلطجية ميدان التحرير . وعلينا أن نتذكر أن محمد مرسى بعد حلف اليمين امام المحكمة الدستورية العليا ، ذهب الى ميدان التحرير ليعيد القسم معلناً أن شرعيتة الحقيقية يستمدها من هنا ، من ميدان التحرير . واصبح البلطجى يقتل ، ويسرق ، ويحرق ، بشرعية الميدان .
كان الوضع الأمنى على النحو التالى :
• حرق مقرات مباحث أمن الدولة .
• حل جهاز مباحث أمن الدولة وأستبدالة بقطاع الأمن الوطنى مع تقليص دورة وتحجيمة .
• أعادة الأفراد والأمناء المفصولين من الخدمة فى قضايا مخلة بالشرف والأمانة الى عملهم ويقدر عددهم بحوالى ١٢ الف فرد وأمين شرطة .
• تشكيل كيانات موازية لبعض قطاعات وزارة الداخلية ، ائتلاف الأمناء والأفراد ، ائتلاف ضباط الشرطة .
• الأعتداء على أقسام الشرطة فى توقيت واحد على مستوى الجمهورية وحرق معظمهم .
• أقتحام السجون وتهريب العناصر الأرهابية والمسجليين والبلطجية .
• قتل بعض الضباط والتمثيل بجثثهم .
• حملة أعلامية ممنهجة ضد رجال الشرطة .
• الأحتكاك برجال الشرطة فى الشارع وتصعيد الموقف معهم ، بتدعيم أعلامى ، وتزوير الحقائق بالشكل الذى يظهر فيه رجل الشرطة مدان وظالم .
أستغل الأفراد والأمناء السابق فصلهم ، وعادوا للخدمة ، وشكلوا ائتلاف ، حالة التخبط والأرتباك التى عليها الوزارة ، فى الضغط عليها بدعم من تنظيم الأخوان للمطالبة بنفس أمتيازات ضباط الشرطة فى النوادى والمستشفيات ، وكان لهم ما أرادوا ، وتم تلبية الكثير من مطالبهم . مما أحدث خلل فى البنية التنظيمية والهيكلية للوزارة ، تعانى منه حتى الأن .
فقدت الشرطة فى تلك المرحلة ، كل مظاهر الدعم الشعبي والتأييد العلنى ، فالكل يخشى الوقوف بجانبها ، خشية أتهامهم بمعاداه الثورة ، الا شريحة واحدة ، وهى المرأه المصرية . فهى الوحيدة التى كانت تدافع بكل قوة وجرائة وشجاعة ، فلا أنسى الكاتبة لميس جابر وهى تتحدث فى برنامج تليفزيونى ، على قناه الفراعين ، بعد قرار تنحى الرئيس مبارك بأيام قليلة ، وقت أشتعال الأحداث ، وهى تقول بصوتاً عالى أن ما يحدث ليست ثورة ، أنها خيانة للوطن ، وأن الشباب الموجود بالتحرير يحركة بلطجية ، وما يحدث تجاه ضباط الشرطة ووزارة الداخلية ، هى مؤامرة ، الهدف منها كسر أحد أعمدة النظام .
لقد شعرت بالفخر وأنا أستمع الى نساء مصر ، فى مداخلات تليفزيونية يواجهون فيها خونة الوطن من أعلاميين ونشطاء وبلطجية ، بكل قوه وشجاعة ، فى الوقت الذى كان يقوم فيه الأعلامى بغلق الصوت ، او الرد لأثبات رفضة لهذا الرأى ( تسجيل موقف أمام نشطاء التحرير ) .
وللحديث بقية انتظرونى