مقالات

اللواء عبد الحميد خيرت يكتب :عودة الروح للداخلية (26)

عبد الحميد خيرت

اللواء عبد الحميد خيرت -المصريين بجد

مقالات ذات صلة

بدأت أصوات كافة القوى السياسية ، تتصاعد فى المطالبة بتحديد موقف الدولة والرئيس من جماعة الأخوان المسلمين ، بأعتبارها جماعة سبق صدور قرار بحلها ومصادرة ممتلكاتها .

قام مكتب الأرشاد بالأنعقاد فى أطار بحث تقنيين وضع الجماعة ، بالأعلان عن أشهار جمعية الأخوان المسلمين ، وأن الجماعة بذلك تعمل على حسم كافة الأشكاليات المثارة حولها ، وسوف ينعكس ذلك على تهدئة الشارع تجاهها.

كانت لعبة خبيثة من مكتب الأرشاد ، لتوجية الجماهير الغاضبة من سياسة الرئيس ، الى منحل أخر وهو تقنيين وضع الجماعة ، واستجابة الرئيس لرغبة الشعب .

كان السؤال الهام الذى واجه مكتب الأرشاد ، هو قدرة التنظيم على تنفيذ ذلك على الواقع ، بمعنى هل يمكن أن تكون الجمعية الأهلية بديلاً عن الجماعة ؟

فى واقع الأمر لا يمكن أن تكون الجمعية بديلاً للجماعة ، لوجود أشكالية ما بين الجمعية كجمعية أهلية ، والجماعة ككيان او مؤسسة عالمية من الوجهة التنظيمية . فالأخيرة لها لوائح داخلية ، منذ تأسيس التنظيم الدولى للأخوان ، على رأسة المرشد العام ، ومكتب أرشاد عالمى ثلثى أعضائة من مصر ، ومجلس شورى عالمى ، ومراقبيين للدول الممثلة فى التنظيم الدولى . فلا يمكن للجماعة بهذا الشكل أن تختزل فى جمعية أهلية . ولو صح هذا الأفتراض او الطرح ، فيجب نقل منصب المرشد من مصر الى أحدى الدول الأخرى ، وحتى فى هذه الحالة سيكون هناك من يمثل مصر داخل مكتب الأرشاد العالمى . بالأضافة ماهو مصير المؤسسات المالية التى يمتلكها التنظيم الدولى فى مختلف البلدان .

وأستقر الرأى على أن يتم أشهار جمعية بأسم جمعية الأخوان المسلمين ( المشهرة تحت رقم ….) مع بقاء الجماعة بأليات حركتها ، فلا يمكن أن يضحى مكتب الأرشاد بالجماعة فهى الأصل والكل يعمل من تحت عباءتها لخدمتها وخدمة أهدافها . وبذلك تكون الجماعة قد جمعت بين التنظيم والسرية والشرعية والرئاسة .

أعتقد مكتب الأرشاد ،أن الرئيس حينما يعلن هذا الأمر ، سوف يخفف من حدة الغضبة الجماهيرية ، لكن نتيجة أن الغش والخداع جزء من عقيدة الأخوان ، لم تنساق الجماهير الغاضبة الى مثل تلك المهاترات . واستمرت فى حركتها نحو أسقاط نظام المرشد .

للحديث بقية انتظرونى

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics