اللواء عبد الحميد خيرت: يكتب عودة الروح للداخلية (24)
اللواء عبد الحميد خيرت-المصريين بجد
كان غريباً أن نسمع أن قوى الأسلام السياسى كان لها دوراً فى الأعداد والترتيب والتمهيد ، لما عرفت بثورة ٢٥ يناير، وسوف أحاول كشف ألاعيب وأدعاءات هذه الأتجاهات الزائفة ، والعقول المريضة ، التى تحاول التمسح فى هذا الحدث ، فى تغريدة من الكذب والرياء والتضليل والنفاق والتدليس والغش .
لقد كانت جماعة الأخوان المسلمين فى حالة من الأرتباك الشديد ، جعلتها غير قادرة على تحديد موقفها بشكل محدد من المشهد الذى تعيشة البلاد بعد يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ . فكانت جميع قراراتهم تتسم بالتردد والتحفظ من الأندفاع فى مواقف قد تكون لها تبعيات سياسية فى حالة أخفاقها ، وهو ما يشير الى أن فكرة الثوره لم تكن مطروحة ضمن توجهاتهم فى تلك المرحلة . فكانت تصريحاتهم فى بادئ الأمر شفوية ، تحمل فى طياتها التوقف عن المشاركه لعدم وضوح الرؤية . وكذا عدم توقيعها على بيان القوى السياسية الصادر فى ٢١ يناير ، والذى يدعو للمشاركة فى مظاهرات يوم الغضب . وأنحصر دورها فى تلك الفترة فى دعوة القيادة السياسية بأجراء عدة أصلاحات سياسية ” الغاء قانون الطوارئ ، حل مجلس الشعب ..” وأستمرت فى هذا التخبط والتلاعب بالألفاظ ، والتعامل مع المشهد على كونة أنتفاضة ، ولم تطلق لفظ الثورة الا فى البيان الذى أصدرتة فى ٢ فبراير ، حيث أتضحت الرؤية لها بأن سقف المطالب الجماهيرية قد تعدى الأصلاحات ، الى المطالبة بأسقاط النظام ، وبدأت الجماعة منذ ذلك الوقت تدخل فى أتصالات مع المجلس العسكرى للأستفادة من مكتسبات الحدث وتوظيفها لخدمة أهدافها .
كان التيار السلفى موقفة واضح ومحدد ، فى رفض المشاركة فى مظاهرات ٢٥ يناير سواء كان ذلك فى أحاديث مشايخهم ، او من خلال البيانات التى يصدرها أستناداً الى أحكام شرعية ، بل تعدى الأمر الى توجية النقد القاسى لكل من دعا امثل هذه الدعوات الأحتجاجية ، من كونهم شباب إهوج يريد أشعال الفتن ونشر الفوضى فى البلاد . وقد حذر الشيخ عبد المنعم الشحات ” المتحدث الرسمى بأسم الدعوة السلفية فى هذا الوقت ” من دعاة الحرية الذين يبتغون حرية الكفر ، وأصدروا بيان يوم ٣٠ يناير تناولوا فيه عمليات السرقة والنهب والتخريب التى وقعت بعد جمعة الغضب ٢٨ يناير ،ونشر بيان أخر فى ٢ فبراير بأسم الدعوة السلفية تناولوا فيه وجوب المحافظة على الدماء والأعراض ، والتصدى للعصابات الأجرامية ، والمطالبة بأجراءات أصلاحية لتهدئة المشهد ، وكان هذا أخر بيان صادر من أنصار التيار السلفى حتى تنحى السيد الرئيس مبارك عن الحكم ، وهو ما يعنى ايضا أن فكرة الثورة لم تكن مطروحة لدى أنصار التيار السلفى .
كان موقف الجماعة الأسلامية أكثر وضوحاً، حيث انها منذ أندلاع أحداث ٢٥ يناير وحتى تنحى الرئيس مبارك ، لم يصدر عنها سوى بيان واحد ، يشيد فيه بالحوار الذى جرى بين المعارضة والقوى السياسية واللواء عمر سليمان ، والمطالبة بالأستجابة الى الدعوه بأتاحة الفرصة للأصلاح وعودة المتظاهرين الى بيوتهم ، وعدم الأستمرار فى المطالبة بأسقاط النظام ، لأنها مزايدة ستؤدى الى حرق البلاد ودخولها الى الفوضى .
هذا هو موقف قوى الأسلام السياسى من هذا الحدث ، فى الفترة ما فبل ٢٥ يناير وحتى تاريخ تنحى الرئيس مبارك ١١ فبراير . حيث كانت فكره الثورة غير مطروحة فى أجندتهم الحركية والسياسية . وهو ما يبرر حالة الأرتباك والسلبية فى التعامل مع المشهد ، وكذا حجم الكذب والتضليل فى أحاديثهم عن الدور الذى لعبوه فى الترتيب والأعداد لهذا الحدث ، وكم التضحيات التى قدموها من أجلها .
وللحديث بقية انتظرونى