الفودو يغزو الأحياء الشعبية والكيس بـ250 جنيها..لا يمكن اكتشافة بالتحليل ويحدث هلاوس وحالات غضب وهياج ويؤدى للوفاة
المصريين بجد
انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة لجوء تجار المخدرات والمتعاطين إلى مواد جديدة غير تقليدية لإدمانها، بعد ارتفاع سعر الحشيش والأقراص المخدرة.
ومن المواد المخدرة التى انتشرت بقوة بين المدمنين، مخدر “الفودو” وهى مادة عشبية تضاف إليها بعض المواد الكيماوية المصنعة، وتتسبب فى إحداث حالة من الهلاوس وفقدان الاتزان، وأرجع باحثو علاج الإدمان سبب انتشار هذا النوع من المخدرات بالأحياء الشعبية، بعد أن كان ينحصر سابقًا بين طبقة الأثرياء والشباب المتعاطين بالأحياء الراقية، لانخفاض سعره، بالإضافة إلى سهولة تحضير التركيبة الخاصة به، مع زيادة نسبة الغش فى المخدر وانخفاض نسبة تأثيره.
ولم يقتصر انتشار مخدر “الفودو” على المحافظات الكبيرة فقط مثل القاهرة والجيزة، بل امتد لينتشر بعدد من المحافظات الأخرى، مثل الاسماعيلية التى شهدت ضبط عاطل بحوزته 4 كيلو من مخدر الفودو قبل ترويجها على عملائه.
وتمكن مكتب مكافحة المخدرات بالغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، من ضبط موظف بالتأمينات الاجتماعية بحوزته 39 “كيس” تحتوى على مخدر الفودو، وبمنطقة الشرابية بالقاهرة، ألقى رجال المباحث القبض على “على.م” عاطل أثناء استقلاله سيارة ملاكى وبحوزته7 كيلو و250 جرامًا من نبات الفودو المخدر و600 كيس من الفودو معدٍ للبيع.
وشهدت محافظة الجيزة ضبط عدد من تجار الفودو، منهم، “حسن.ى” و” كريم.ع” عاطلين وبحوزتهما 39 “كيس” تحتوى على مخدر الفودو، كما زادت شكاوى المواطنين بمنطقة إمبابة بالجيزة، بعد انتشار تجارة الفودو المخدر، وتعاطيه بين عدد من سائقى التوك توك والعاطلين.
ويعتبر مخدر “الفودو” نباتا يشبه أوراق البانجو، ويتميز باللون الأخضر الفاتح ويتم تعاطيه عن طريق التدخين، ويحوي مواد تسمى “الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين”، ويباع على شكل أكياس تحتوى على 3 مليجرامات من المخدر، وتتنوع الألوان بين الأسود والأخضر والأصفر بحسب بلد المنشأ، ويتراوح سعر الكيس الواحد بين 200 و350 جنيها، كما يلاحظ تدوين جملة “خاص بعلاج هياج الثيران”.
وأكد صندوق مكافحة الإدمان أن مخدر “الفودو” يعتبر الأحدث والأخطر فى سوق السموم العشبية، ويرجع سبب تسمية المخدر بهذا الاسم إلى معتقد “الفودو” والذى يمارس فى العديد من الدول الإفريقية ومنطقة الكاريبي، وفقا للمعتقد السائد فإن أتباع “الفودو” يمكن أن يغرسوا دبابيس فى دُمى تمثل أعداءهم ويحرقونهم على أمل أن تصيبهم اللعنة، ومن هنا جاء اسم “الفودو” أو التعويذة.
ومن جانبه قال الدكتور عبد الرحمن حماد، المدير السابق لوحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية، إن مخدر “الفودو” تم إدراجه ضمن جدول المخدرات ويحظر تداوله لأنه يسبب الإدمان، وأغلب متعاطيه من صغار السن، ويتسبب فى أحداث نوبات من الهلاوس والضلالات، بالإضافة إلى حالة من الغضب والهياج والعنف لدى المتعاطى، كما يتسبب فى الإصابة بأمراض نفسية، ويؤثر بشكل كبير على الوظائف المعرفية مثل التعلم والذاكرة.
وأضاف حماد أن تأثير تعاطى مخدر الفودو لا يمكن اكتشافه بواسطة التحليل، بعكس المواد المخدرة الأخرى مثل الحشيش والأقراص المخدرة التى يمكن اكتشافها بإجراء تحليل، ويعد ذلك سبب انتشاره بين المراهقين، حيث إن المراهق لا يخشى من تعاطيه لتأكده عجز أفراد أسرته عن التوصل لحقيقة تعاطيه بأى وسيلة.
وأكد حماد أن الفودو من أخطر المواد المخدرة، حيث إن نسبة السموم بها تعد أكثر من نسبة المخدر، ويؤدى ذلك إلى حدوث العديد من حالات الوفاة للمتعاطين.
ويشير اطباء الطب النفسي، إن “الفودو” هو مادة حاقنة، أي أنها تسبب الاحتقان في الأوعية الدموية بالدماغ والوجه والسيطرة التامة على الجهاز العصبي، ما يسبب دفع الدم بهما واحمرار بالوجه ومن ثم الصداع والجيوب الأنفية والعينين وصعوبة البلع.
والفودو يجعل المتعاطي يدخل في نوبة صرع وتشنجات وإغماء، وعندما ينتهى تأثير المادة على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التي يشعر بها، مؤكدا أنها على المدى الطويل تسبب الوفاة بجلطة أو نزيف بالمخ.
كما أنه من الممكن أن يؤدي “الفودو” لفقدان فى الشهية ثم اختلال فى التوازن واضطراب فى الجهاز الهضمى، ومن الممكن أن تصيب بتضخم الكبد وتآكل ملايين الخلايا العصبية، ويعرض المتعاطي أيضا للذبحة الصدرية وارتفاع الضغط وفقر الدم.
وذكر مصدر أمنى بإدارة مكافحة المخدرات بالجيزة أن الأونة الأخيرة شهدت انتشارًا لمخدر الفودو، وأصبح يزاحم المواد الأخرى المشهورة، مثل الحشيش والأقراص المخدرة، وأصبح تجار المخدرات يروجونه بكثرة لزيادة الإقبال عليه، خاصة بعد الصعوبة التى يواجهها المتعاطون فى الحصول على مخدر الحشيش، بسبب الحملات التى تشنها الأجهزة الأمنية.
وأضاف المصدر الأمنى أنه تم رصد عدد من تجار الفودو بالأحياء الشعبية، حيث تم القبض على نسبة كبيرة منهم، وجارٍ تكثيف الحملات الأمنية للقبض عليهم، للتصدى لمحاولات انتشاره.
وقال المصدر أن ترويج المواد المخدرة يزيد خلال المناسبات والأعياد، وهو ما أدى إلى تكثيف وزيادة الحملات الأمنية لضبط المتهمين بالاتجار به قبل احتفالات عيد الأضحى وخلال أيام العيد، بالإضافة إلى إعداد أكمنة بالطريق الدائرى خاصة الاتجاه القادم من محافظة القليوبية، التى تضم عددًا من القرى المعروفة بانتشار تجارة المخدرات، خاصة مخدر الفودو، مثل قرى المثلث الذهبى بالمحافظة.