أخبار

السيسي لرؤساء تحرير الصحف الكويتية” ٢٠١١ علاج خاطئ لتشخيص خاطئ تسبب ضياع دول بأكملها ومقتل وتشريد الملايين من العرب وتهديد مقدرات شعوب بأسرها”

المصريين بجد

ثمن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدور الذي يقوم به سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في المنطقة “لضمان استقرارها وامنها”.
جاء ذلك في لقاء للرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية ووكالة الأنباء الكويتية (كونا) ومجلس ادارة جمعية الصحفيين الكويتية بحضور سفير الكويت لدى مصر محمد الذويخ.
واشاد السيسي بالعلاقات الثنائية “المتميزة” بين مصر والكويت تحت القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح “ومن قبله امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح”.
واوضح ان العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين هي مسيرة ممتدة بالتعاون والتفاهم “وسوف تستمر كذلك ان شاء الله” واصفا هذه العلاقات بأنها “تمثل نموذجا يحتذى به للتعاون والاخوة الصادقة بين الدول العربية وبين اشقاء تجمعهم روابط تاريخية وطيدة”.
وقال الرئيس السيسي “لن تكون مبالغة عندما نقول ان ما يجمع كل الدول العربية هو مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولية فالمصير المشترك يعني اننا في قارب واحد” مضيفا ان “ما يؤثر على أحدنا بالخير ينعكس على الباقين والعكس صحيح”.
واستذكر في هذا الصدد امتزاج الدماء المصرية والكويتية في حرب السادس من اكتوبر 1973 وحرب الخليج 1991 مشيرا الى ان ذلك “دليل قاطع على المصير المشترك وهو الامر الذي استمر حتى الآن”.
واكد الرئيس السيسي مجددا وقوف مصر قيادة وشعبا مع الكويت مشددا على ان “أمن الكويت من أمن مصر”.
وفي رده على سؤال حول رؤيته لما حدث في عام 2011 قال الرئيس السيسي ان “ما حدث في المنطقة من أحداث غير مسبوقة عام 2011 كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطئ وغير حقيقي”.
واوضح ان التشخيص السليم “يتطلب من مثقفي ومستنيري الامة العربية القيام بدورهم في انارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع الحقيقية في دولنا”.
واضاف “كما ان عليهم عبئا كبيرا في استخلاص الدروس مما حدث لكيلا تتكرر هذه الاحداث التي تسببت في ضياع دول بأكملها ومقتل وتشريد الملايين من العرب وتهديد مقدرات شعوب بأسرها”.
واكد الرئيس السيسي في هذا الصدد “وجوب المحافظة على الدولة الوطنية وترسيخ مفهومها في نفوس الاجيال الجديدة كي ينشأوا على فهم دورها ومسؤولياتها بدقة وواقعية ومن ثم يدركون اهمية الحفاظ عليها وعدم هدم مفهوم وكيان الوطن لصالح كل من يريد ذلك”.
وقال “بالنسبة لمصر فقد رفض الشعب المصري في مشهد تاريخي فريد في 30 يونيو 2013 سيطرة التيارات التي لا تنتمي لعالمنا المعاصر وتريد دفع عجلة الزمن الى الوراء وفرض رؤيتها الطائفية المغلقة على اغلبية الشعب”.
واضاف انه “ولأول مرة ربما في التاريخ يخرج الملايين بهذه الغزارة والكثافة الى الشوارع لينقذوا وطنهم وهويتهم ومقدراتهم”.
ومضى يقول “وانا بمنتهى الوضوح لا املك الا تلبية الارادة الشعبية الواضحة التي تجلت في ثورة 30 يونيو” مشددا على ان الارادة الشعبية “امر لا يرد ونداء يتوجب علي تلبيته”.
وعن جهود مصر في الملف الفلسطيني للتهدئة بين حركة (حماس) واسرائيل وفي المصالحة الفلسطينية قال الرئيس السيسي ان السلام بالنسبة لمصر “خيار استراتيجي .. حاربنا من اجل السلام وحافظنا عليه ونبذل اقصى الجهود للتوصل الى تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية”.
واضاف ان التسوية يجب أن “تحقق للشعب الفلسطيني أمله المشروع في اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة وبما يوفر واقعا جديدا في المنطقة يسمح لجميع شعوبها بالعيش في امان وتحقيق التنمية”.
وشدد على ان مصر مستمرة في القيام بدورها “التاريخي” مع جميع الاطراف “وعلاقاتنا متميزة بالجميع لأنهم يعرفون ان مصر تسعى لأهداف نبيلة وهي السلام والتنمية”.
واشار الرئيس السيسي الى ان مصر تبذل “في هذا الإطار جهدا كبيرا لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الصف وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
واوضح ان ذلك سيساعد في دفع مساعي احياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والتوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وحول الازمات في سوريا واليمن وليبيا قال الرئيس السيسي ان “أخطر ما حدث في المنطقة خلال السنوات التي تلت عام 2011 هو انهيار الدولة الوطنية لصالح الميليشيات والتنظيمات الارهابية وهذا خطر وجودي غير مسبوق”.
واشار الى ان “هذه الدول العربية هي صمام أمان لا غنى عنه لتحقيق حياة آمنة لملايين المواطنين وهذه مقدرات شعوب ولا يمكن العبث بها او التعامل معها بخفة وعدم جدية”.
واكد ان احترام سيادة الدولة والحفاظ على كيانها ووحدتها وترسيخ تماسك مؤسساتها واحترام ارادة الشعوب وايجاد حل سلمي للازمات ونزع اسلحة المليشيات والجماعات المتطرفة “هي محددات تعاملنا مع الازمات القائمة بالمنطقة”.
وعن آلية التعامل مع المخاوف من عودة المتطرفين الى بلادهم مع قرب انتهاء الحرب في سوريا ودحر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قال الرئيس السيسي ان “معركة مصر ضد الارهاب هي جزء من الحرب العالمية ضد الارهاب ونحن ملتزمون بالتصدي للتنظيمات الارهابية وتقديم يد العون والشراكة لكل حلفائنا في تلك الحرب”.
واضاف ان ذلك “ما دفعني لتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب في مصر والمنطقة والعالم” مبينا ان “في اطار الحرب على (داعش) فمن المهم اعادة تأكيد ضرورة استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي بما في ذلك تلبية تطلعات وارادة الشعوب نحو النهوض بالدولة”.
واوضح ان ذلك يتأتى “من خلال تكريس مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهو ما نقدر انه يمثل خط الدفاع الاول ضد اية محاولات لنشر الفكر الارهابي ولدعم اية جهود للقضاء عليه”.
وشدد على ضرورة ان “يواكب التقدم المحرز في مكافحة تنظيم (داعش) تحرك مكثف لمنع تحرك العناصر الارهابية الى ملاذات آمنة او قيام أطراف اقليمية بتوفير ممرات آمنة لهذه العناصر للانتقال الى اماكن اخرى في شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء”.
واكد ان ذلك “يعد عنصرا اساسيا في مكافحة الارهاب والقضاء عليه في كل مكان” مبينا انه “ليس من المقبول ان يتم القضاء على بؤر الارهاب في مناطق معينة دون التأكد من ظهور بؤر جديدة في مناطق أخرى”.

مقالات ذات صلة

وعن المعركة ضد الارهاب في سيناء والوضع الامني في مصر قال الرئيس السيسي “هناك تحسن ملموس يشعر به الجميع ونحمد الله على ذلك” معربا عن الشكر “لأبناء مصر الاشداء الاوفياء من الجيش والشرطة الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية”.
ووجه الرئيس السيسي “تحية من القلب” لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء ولأسرهم مشيرا الى ان هذه التضحيات “الغالية من هؤلاء الابطال هي السبب الاساسي للتحسن الذي يحدث وسيستمر ان شاء الله وهو ما يدركه الشعب المصري العظيم الذي يقف وراء قواته المسلحة والشرطة ويدعمهما بلا حدود”.
وقال مخاطبا الوفد الصحفي “أنتم تعلمون ان هناك منبعا واحدا للفكر الارهابي المتطرف وهو فكر غير قابل للحياة والجماعات الارهابية تتناوب الادوار من مرحلة لأخرى”.
واكد ان لمصر وقيادتها “موقفا واضحا” في التعامل مع هذا الامر في انه “لا مكان في مصر لمن يرفع السلاح في وجه المواطنين او يروعهم او يرهبهم ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمي ولا يؤمن بحق جميع المواطنين في الحياة الآمنة الكريمة”.
وشدد على ان هذه “قناعة شعب مصر التي اكدها أكثر من مرة” مضيفا “وأنا حريص على تأدية هذه الأمانة”.
وحول مسيرة التنمية والاوضاع الاقتصادية في ظل المشاريع الضخمة التي تنفذها مصر قال الرئيس السيسي “لقد نجحنا بفضل الله وبشهادة المؤسسات الدولية في تحقيق العديد من الانجازات خلال فترة زمنية قياسية حيث تم وما يزال جاريا بناء العديد من المدن الجديدة”.
واضاف ان هناك مشروعات ضخمة للاسكان منها مليون شقة للاسكان الاجتماعي فضلا عن نقل حوالي 200 ألف اسرة من المناطق العشوائية وغير الآمنة الى مجمعات سكنية متكاملة ومساكن حضارية تتوافر فيها جميع الخدمات.
وذكر ان هذا “عمل غير مسبوق ويحق لنا كمصريين الشعور بالفخر اننا استطعنا مساعدة مواطنينا الذين عانوا طويلا من ظروف الحياة غير الكريمة التي لا تليق بنا”.
ووجه الرئيس السيسي الى الوفد الصحفي الكويتي دعوة “لزيارة هذه المجمعات السكنية المتكاملة في احياء (الاسمرات) و(المحروسة) و(روضة السيدة) بحي السيدة زينب وغيرها من مشروعات تطوير المناطق الخطرة وغير الآمنة “لتشاهدوا بأنفسكم حجم الانجاز الذي تحقق على الأرض”.
وقال “وبالإضافة الى ما سبق فقد نجحنا كذلك في اعادة تأهيل البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وتطوير قدراتنا على انتاج الطاقة الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات انشاء محطات المعالجة الثلاثية للمياه”.
واضاف انه جرى كذلك “تطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية والجوية وتنفيذ العديد من مشروعات الانتاج الزراعي والحيواني والسمكي وانشاء العديد من المناطق الصناعية وتطوير محور قناة السويس فضلا عن اصلاح التشريعات المنظمة لعملية الاستثمار لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار”.
وأشار الرئيس السيسي الى مضي الدولة قدما في عملية اصلاح اقتصادي “جادة ومدروسة كان للشعب المصري الدور الاهم في تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعي وادراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر”.
واكد ان عملية الاصلاح الاقتصادي “بدأت تؤتي ثمارا يشير اليها التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادية” ومنها معدل نمو بلغ في العام المالي (2017 / 2018) نحو 3ر5 بالمائة وحجم احتياطي نقدي تجاوز 44 مليار دولار وسط جهود لتخفيض عجز الموازنة الى اقل من 10 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي.
وتطرق الرئيس السيسي الى مرحلة ما بعد اعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية عام 2018 مبينا انها شملت بجانب الاستمرار في عملية الاصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم بمختلف مراحله من خلال خطة تشمل التعليم الاساسي وما قبل الجامعي “على نحو يحدث لأول مرة في مصر”.
وافاد انه بالنسبة للتعليم الجامعي سيتم عقد توأمة للجامعات المصرية مع أفضل جامعات العالم بهدف نقل الخبرات وبناء قاعدة جامعية علمية حديثة في مصر.
وبالنسبة للصحة اشار الرئيس السيسي الى تطورات المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل والذي بدأت اولى مراحله من خلال تنفيذ المبادرة الضخمة للقضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) والكشف عن الامراض غير السارية والتي تستهدف حوالي 50 مليون مواطن مصري في جميع انحاء الجمهورية.
وفيما يتعلق برؤيته لدور الشباب في التنمية في ظل ما توليه الدولة من اهتمام لقضايا هذه الفئة من المجتمع قال الرئيس السيسي ان “هناك حقيقة واضحة ولها مغزى مهم بالنسبة للهرم السكاني في مصر وهي ان الشباب يمثل النسبة الاكبر من عدد السكان”.
واضاف ان ذلك يعني ان مصر “مجتمع شاب متدفق بالحماس والقوة وهو ما يلهمنا للاستفادة من هذه الطاقة العظيمة في بناء الوطن وتحقيق احلام الشباب في وطن حر متقدم يوفر لأبنائه فرصا متساوية في الحياة الامنة الكريمة”.
وتابع يقول “ولذلك فإننا مهتمون بالتواصل مع الشباب سواء من خلال مؤتمرات الشباب التي تمثل منصة فريدة في مصر ليتواصل الشباب مع كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية.. او من خلال آليات يجرى تطويرها باستمرار مثل البرنامج الزمني لتأهيل الشباب للقيادة والاكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب”.
وشدد على انها “تجربة غير مسبوقة في مصر وربما في المنطقة” تهدف لاعداد قيادات رفيعة المستوى من الشباب يستطيع قيادة الوطن لأجيال كثيرة مقبلة.
وذكر ان “فضلا عن ذلك هناك تمكين للشباب لتولي مناصب كانت في الماضي حكرا فقط على كبار السن” مبينا ان هناك “الآن شبابا في مناصب مساعدي الوزراء ونواب المحافظين بل ومحافظين ايضا”.
وعن استراتيجية مصر ازاء التعامل مع (سد النهضة) الاثيوبي قال الرئيس السيسي ان “استراتيجيتنا هي التعاون والتعاون البناء وترسيخ الثقة المتبادلة .. عملنا معا لسنوات وتم التقدم في مسارات ونأمل ان يتم على جميع المسارات وارسينا اطارا قويا للثقة والتعاون”.
واكد العلاقات الطيبة “للغاية” التي تربط القيادة المصرية مع رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد ابي احمد “وهناك تواصل مستمر ونأمل ان تتقدم الامور بين الاجهزة الفنية المعنية بحيث يتم تحقيق رؤية القيادتين السياسيتين في مصر واثيوبيا وهي ضمان حق شعب مصر في الحياة وحق شعب اثيوبيا في تحقيق التنمية” مشددا على ان هذا هو التزام مصر “وهو ما نعمل على تحقيقه

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics