الخطاب الديني

الأمام أبو عبد الله المطلبي

13942563_1044354982326743_1332335261_n

مجدي الغزالي – المصريين بجد نيوز

أعمدة الهدى
هو الإمام ابوعبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي. هو ثالث الأئمة واستاذ الفقه الإسلامى ومؤسس المذهب الشافعى اشتهر بذكاءه وعدله وعلمه بين العامة والخاصة ولد بغزة سنة 150 هجرية 767 ميلادية وانتقلت به أمه ( يمانية من قبيلة الأزد ) الى مكة المكرمة وعمره سنتان حفظ القران في سبع سنين وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين وأذن له بالفتيا قبل العشرون عاما وهاجر الى مدينة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليأخذ العلم على يد الإمام مالك ثم هاجر الى اليمن وعمل بها فترة ثم الى بغداد عام 184 هجرية فطلب العلم فيها على يد القاضى محمد بن الحسن الشيبانى وتعلم المذهب الحنفى فجمع بين المذهب الحنفى والمذهب المالكى وعاد الى مكة مكث فيها ما يقرب من تسع سنوات والقى دروسه في الحرم المكى وكان له من التلاميذ الكثر حتى أن فتاويه ملأت مكة وما حولها وقال عنه الصالحين هو من بشر به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في قوله ” ( عالم قريش يملأ الأرض علما ) ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة195 هجرية ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساس لعلم أصول الفقه ، ثم سافر الى مصر سنة 199 هجرية . وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هجرية رضى الله تعالى عنه وارضاه .
نشأ الشافعي من أسرة فقيرة كانت تعيش في فلسطين وقد مات أبوه وهو صغير، فانتقلت أمُّه به إلى مكة خشية أن يضيع نسبه الشريف، وقد كان عمرُه سنتين عندما انتقلت به أمه إلى مكة، وذلك ليقيمَ بين ذويه، ويتثقفَ بثقافتهم، ويعيشَ بينهم، ويكونَ منهم عاش فقيرا يتيما مع أنه من أشرف الأنساب وهذه الحياة اثرت أثرا عظيما في أخلاقه وحياته بعد ذلك عندما اشتد عوده , استمع الشافعى الى المحدثين فيحفظ بالسمع ثم يكتب ما حفظ حتى أنه كان يذهب الى الديوان فياخذ الورق المكتوب عليها واصبحت غير ذات قيمة للديوان فيكتب على ظهرها حتى يجمع ما حفظ وكان هذا الورق يسمى ( الظهور ) [ دشت حاليا] فكان فقيرا لا يستطيع شراء هذه الاوراق وما دعاه ان يكتب على الظهور هو انه لما اشتهى الكتابة كان يخرج الى مكان القاء عظام الذباح فيكتب على العظم والاكتاف حتى امتلأت الدار منها فشرع الى الكتابة على ورق الظهور, لم يقتصر الشافعى رضى الله تعالى عنه وأرضاه بحفظ القرأن الكريم والاحاديث النبوية بل ذهب الى البادية يتفصح اللغة العربية يرتحل معهم اينما رحلوا وينزل اينما نزلوا فتعلمها حتى ان الاصمعى قال صححت شعرا على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس والاصمعى من أئمة الشعر واللغة العربية فعاد الامام الشافعى الى مكة حافظا للغة العربية شاعرا لا يعادله لغة شاعرا وكانت هذه القبيلة التى رافقها الامام اسمها (هذيل ) وكانوا افصع العرب ,
قدم الشافعى رضى الله تعالى عنه الى مصر سنة 199 هجرية ونزل على اخواله الازد وقال الامام احمد انه اراد ان يستن بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين هاجر الى المدينة المنورة ونزل على اخواله بنى النجار وهم اخوال عبدالمطلب , عاش الإمام الشافعى منيرا مصرنا زاهدا ورعا لا يخشى الا الله وأفتى وقضى حتى مات في مصر عام 204 هجرية  ويقال أن مرض موته كان بسبب البواسير الذى اصابه حتى سئل قبل موته وقيل له ” كيف أصبحت يا أستاذ ” قال ” أصبحت من الدنيا راحلا وإخوانى مفارقا ولكأس المنية شاربا  وعلى الله واردا ولسوء عملى ملاقيا ثم نظر الى السماء وأنشد قائلا   
إليك إلڑه الخلق أرفع رغبتي وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ بعفوكَ ربي كانَ عقودكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ً وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنة ٍ أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ على نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّي غذيتني هديتني وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي ويسترُ أوزاري وما قد تقدما

  رحم الله الإمام التقى الورع سيدى الإمام محمد بن إدريس الشافعى وقد قال فيه الصالحين والعلماء مقالات شتى من أشهرها قول السيدة نفيسة العلم بنت الحسن الانور ( رحم الله الشافعى كان يحسن الوضوء) ومؤلفاته كثيرة منها الرسالة – كتاب الام –مرويات الشافعى –الادلة من السنن والآثار  .

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics