وزير الآثار: الإعلان عن اكتشافين أثريين جديدين خلال يناير المقبل
المصريين بجد
أكد الدكتور خالد العناني وزير الاثار، أن عام 2018 سيشهد استمرار الإعلان عن الاكتشافات الأثرية المهمة إلى جانب افتتاح العديد من المشروعات الأثرية الكبرى، التي سيتم الانتهاء من ترميمها وتطويرها ومنها الجامع الأزهر، مشروع تطوير هضبة الأهرامات وطريق الكباش بالأقصر، منطقة تل بسطة، وعدد من المتاحف منها المصري الكبير، الحضارة، سوهاج، طنطا وغيرها.
وأوضح الوزير – في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة – أن شهر يناير المقبل سيشهد الإعلان عن اكتشافين أثريين في مكانين مبشرين، وسيتم دعوة جميع وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية للتغطية الإعلامية، مشيرا إلى أنه خلال عام 2017 تم الكشف عن أكثر من 34 كشفا أثريا في مختلف المحافظات، وتصدرت محافظة أسوان قائمة الاكتشافات تلتها محافظة الأقصر.
وقال العناني، إنه سيتم خلال يناير المقبل أيضا نقل تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود حاليا في المتحف المصري الكبير، مسافة 400 متر لمكان عرضه في بهو مبنى المتحف، حيث سيكون أول من يستقبل زائري المتحف حيث تتولى شركة المقاولون العرب مسئولية نقله بعد الانتهاء من كافة الدراسات اللازمة لتحديد المسار الأمثل لنقله، وذلك باستخدام رافعات خاصة وبمنظومة ناقلات ميكانيكية دقيقة، لتحافظ على اتزانه في حالة رأسية طوال مرحلة النقل اللازمة.
وأضاف أنه سيتم تغطية عملية نقل التمثال عالميا ومحليا، مشيرا إلى أنه في 25 أغسطس 2006 تم نقل هذا التمثال من ميدان رمسيس لحين الانتهاء من إنشاء المتحف المصري الكبير، وكان بمثابة يوما تاريخيا شاهده ملايين الناس من كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى أن تمثال رمسيس الثاني كان أول قطعة أثرية يتم نقلها من بين أكثر من 150 ألف قطعة للمتحف، وكان وصوله للمتحف يمثل تدشينا لبدء العمل به.
وبالنسبة لافتتاح المتحف الكبير، أشار الوزير إلى أنه تم الانتهاء من الهيكل الخرساني والمعدني لمباني المتحف و56% من أعمال التشطيبات الداخلية و56% من الأرضيات في الساحات الخارجية وتم إنجاز حوالي 76% من إجمالي حجم الأعمال، ووصل إجمالي القطع الأثرية المنقولة للمتحف 42 ألفا و 270 قطعة.
وأكد أن تنفيذ سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية المختارة للمتحف الكبير تتولاه شركة ألمانية، وقد تم الاتفاق مع شركتين لتصميم الفتارين وبدأ بالفعل التصنيع في نوفمبر الماضي وسيتم الانتهاء منها خلال يونيو القادم، وبعد ذلك ستبدأ عملية نقل القطع الأثرية في الفتارين وتنظيمها.
وتابع أنه سيتم الانتهاء من تلك العملية نهاية 2018، وعقب ذلك سيتم تحديد موعد للحفل العالمي الضخم للافتتاح الجزئي للمتحف والذي سيحضره نخبة من رؤساء وقادة دول العالم.. مشيرا إلى أنه سيتم إسناد إدارة المتحف بما يتضمنه من مسطحات وأنشطة استثمارية مختلفة، لإحدى الشركات الدولية المتخصصة حتى يليق بأهم متحف آثار في العالم.
وأكد أنه وجه تعليماته بعدم نقل القناع الذهبي للملك توت عنخ أمون من المتحف المصري بالتحرير للمتحف الكبير سوى قبل الافتتاح الجزئي بشهر واحد بما يتيح الفرصة لزوار المتحف بالتحرير رؤية القناع حتى آخر وقت ممكن، أما بالنسبة للقطع الذهبية الكبيرة فسيتم نقلها خلال التسعين يوما التي تسبق افتتاح المتحف الكبير، مشيرا إلى أنه سيتم دعوة جميع وسائل الإعلام لتصوير تلك العمليات ولكن ستكون بمقابل مادي نظرا لأهميتها العالمية.
وعن متحف الحضارة، قال الوزير إنه من المقرر كذلك أن تديره إحدى الشركات الدولية المتخصصة لأهميته الكبرى مثل المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى أنه تم توفير 500 مليون جنيه للبدء في جزء من المرحلة الثالثة من أعمال مشروع المتحف والتي تتضمن افتتاح 3 قاعات من إجمالي 9 قاعات موجودة بالمتحف، إلى جانب إنشاء محطة الكهرباء المركزية.
وأضاف أن القاعات الثلاث، المقرر افتتاحها خلال عام، هي قاعة “المومياوات الملكية”، ومتحف العاصمة “الهرم الزجاجي” الذي سيقدم للزائر رؤية حية متميزة للمعالم التاريخية والأثرية لمدينة القاهرة، وقاعة العرض المركزي التي تلقي الضوء على أهم إنجازات الحضارة المصرية في تسلسل تاريخي يوضح الفترات التاريخية المختلفة.
وكشف عن افتتاح الجامع الأزهر خلال عام 2018 وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وتجديده، والتي تنفذها شركة بن لادن السعودية، بمنحة من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وذلك تحت إشراف وزارة الآثار للحفاظ على الطابع الأثري له من خلال استخدام مواد الترميم المناسبة والدهانات المقاربة لطبيعة المنطقة الأثرية، حيث تم ترميم الواجهات الحجرية الخارجية والداخلية، والزخارف الإسلامية والنقوش والأسقف، والنوافذ الخشبية والمشربيات، ومآذن الجامع، وتطوير أعمال الإضاءة الخارجية والداخلية، وأعمال مقاومة الحريق، وتنسيق الموقع الخارجي، إلى جانب شبكات الصرف.
وأوضح أن الصهريج المكتشف بساحة الجامع أثناء الترميم سيكون موضع للزيارة، حيث تم عمل مداميك صغيرة لتحديد مكانه، وتم تغطية المكان بسطح زجاجي من أعلى، وتزويده بشبكة إضاءة لإنارته وتوضيح معالمه للزائرين ليلا ونهارا.
وبالنسبة لمشروع تطوير أهم منطقة أثرية في العالم، أكد الدكتور خالد العناني أن العمل بمشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات يجري على قدم وساق، لسرعة الانتهاء منه قبل منتصف 2018، مشيرا إلى أن المشروع يساعد المنطقة على استعادة رونق الحضارة المصرية القديمة، والارتقاء بالمنطقة الأثرية وحمايتها، وتنشيط السياحة وزيادة عدد الزوار والسائحين.
وعن تطوير طريق الكباش بالاقصر، أوضح أنه من المقرر الانتهاء من مشروع التطوير والترميم عام 2018، مؤكدا أن العمل فيه بعد توقف عدة سنوات مضت يعتبر طفرة كبيرة في القطاع الأثري بمصر، إذ أنه يعتبر أكبر وأعظم ممشى تاريخي يعود للعصور الفرعونية في العالم، ويساعد في جذب أنظار العالم بأكمله بصورة كبيرة لمصر ولمحافظة الأقصر.
وأضاف أنه وجه تعليماته بتحديد مسار التطوير الخاص بالزيارة للسائحين في الطريق المتجه شرقا إلى معبد موت، والذي من المقرر أن يبدأ عند بوابة الصرح العاشر بالكرنك مرورا بطريق الكباش الخاص بالأسرة ال(18)، ثم الدخول لزيارة معبد موت والبحيرة المقدسة الموجودة به، ثم زيارة طريق الكباش الخاص بالأسرة الثلاثين والمتجه مباشرة إلى معبد الأقصر، مع إبراز المباني الملحقة بالطريق مثل مقياس النيل ومعاصر النبيذ وغيرها.
ولفت الوزير إلى أنه بعد 25 عاما من التوقف سيتم افتتاح متحف سوهاج القومي أوائل 2018، حيث سيتم وضع فتارين العرض المتحفي في فبراير القادم، وتستعرض القطع الأثرية الفكر الديني عند قدماء المصريين وفكرة البعث والخلود، وعبادة الحج في العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية إلى جانب قطع تحكي تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور وخاصة عصر الأسرتين الأولى والثانية بالإضافة إلى التطرق للتراث الشعبي بها.
وأوضح أنه من أهم المناطق الاثرية التي سيتم الانتهاء منها في 2018 منطقة تل بسطة بالشرقية حيث سيتم تطوير المنطقة بالكامل إلى جانب افتتاح متحف تل بسطة مما يلقي الضوء على نتاج أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثات المصرية والأجنبية بمحافظة الشرقية والتي تعبر عن تاريخ المحافظة عبر العصور.
وعن متحف طنطا، أكد العناني أن أعمال التطوير والصيانة جارية لافتتاح المتحف عام 2018 بعد غلقه ل 18 عاما حيث تم إسناد مشروع التطوير لهيئة المشروعات للخدمة الوطنية التابعة للقوات المسلحة، وسيتم ترميم أحد أعمدته الخرسانية، وصيانة الأرضيات، وإعادة سيناريو العرض المتحفي.. موضحا أنه يضم العديد من الآثار المصرية القديمة التي تعود لعصور مختلفة منها الفرعونية والإسلامية والقبطية، واليونانية الرومانية.
وبالنسبة لمسار العائلة المقدسة، أكد الوزير أن نتائجه ستكون إيجابية على مصر، موضحا أن هذا الملف تديره وزارة السياحة ويقتصر دور وزارة الأثار على تطوير كافة المقرات الأثرية وتأهيلها وتوثيقها بأسلوب علمي لتكون جاهزة لاستقبال السائحين.. مشيرا إلى أنه يتم التنسيق والتعاون مع وزارة السياحة باستمرار بشأن هذا الموضوع الذي سيساهم في زيادة أعداد السائحين لمصر.
وأشار الوزير إلى أنه من المقرر نقل ديوان الوزارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة إلى جانب تخصيص مقر للشركة القابضة للاستثمار في مجالات الآثار بها وذلك تماشيا مع خطة الدولة لنقل الوزارات والهيئات الحكومية للعاصمة الجديدة، لافتا إلى أنه سيتم نقل قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية من مقر الوزارة بالعباسية إلى مقر جديد بقلعة صلاح الدين الأيوبي يتناسب مع طبيعة عمل القطاع.
وحول أهمية الشركة القابضة للاستثمار في مجالات الآثار ونشر الثقافة الأثرية، أكد الدكتور خالد العناني أن إنشاء الشركة القابضة كانت بمثابة الحلم حيث كان قد صدر قرار إنشائها منذ عام 2004 ولم تفعل حتى إصدار المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في أغسطس الماضي قرارا بتفعيل تلك الشركة، موضحا أن الجمعية العمومية تم إصدار قرار بتشكيلها مؤخرا وستجتمع يناير المقبل لتشكيل مجلس إدارتها، على أن تكون أول الشركات التي ستنشئها الشركة هي “شركة الخدمات السياحية بالمواقع الأثرية”.
ولفت إلى أن الشركة القابضة هي أحد السبل المثلى لتنمية الموارد المالية للوزارة بما يعمل على النهوض بالخدمات في المتاحف والمناطق الأثرية وتطورها، موضحا أنها تضم مجموعة الشركات التي تختص بإنتاج وبيع المستنسخات الأثرية وإقامة منشأت ثقافية مستوحاه من التراث الحضاري، وكذلك العمل على تنظيم المعارض الخارجية، بالإضافة إلى المساهمة والإشراف وتنفيذ أعمال الحراسة والأمن والنظافة والصيانة وكافة الأنشطة والفاعليات الثقافية والمشروعات التي تقام بالمتاحف والمناطق الأثرية.