محمد قاروب يكتب: رواية الشيخ محي الدين الفصل الثامن عشر

المصريين بجد
الفصل الثامن عشر: تهديد بالقتل
ساد الحزن بيت الشيخ محي الدين وجلست ذكية وابنتيها في صمت لم يقطع هذا الصمت الا صوت جرس الباب فوجدوا الشيخ محي الدين أمامهم. فبكت زكية وقالت: حمدا لله على سلامتك يا شيخ محي . أنته بخير انته كويس ؟ تقول هذا والدموع تجري على خديها . استغرب الشيخ محي وقال: فيه ايه يا حاجة ما تصلي على النبي ؟ بادرت فاطمة وحنان ابنتا الشيخ اليه بصوت واحد : بابا النهاردة جالنا جواب بيقولوا فيه انهم هيقتلوك ابتسم الشيخ وقال : يا عيال اهدوا . الأجل دا شيء بتاع ربنا وما ياخد الروح الا اللي خالقها ردت زكية وقالت: ونعم بالله بس العمر مش بعزقة يا بو عيالي يا غالي فرد عليها الشيخ قائلا: وان شاء الله بقا ايه اسباب التهديد بالقتل مش مكتوب في الجواب؟ ردت حنان: مكتوب يا بابا . انك لو مش بطلت ضلالك وأمور الكفر بتاعت الصوفية والكلام عن أهل البيت اللي بيفضح تشيعك المفضوح لال البيت زي الشيعة هنهدر دمك يا زنديق يا عدو الله! انفجر الشيخ محي الدين من الضحك : زنديق وعدو الله! ايه الجمال دا . شوية العيال دي لا بخاف من كلامهم السخيف دا ولا هيصدني عن توضيح الحق للناس. كفاية بقا لعب وتهريج بدين الله . والله الذى لا اله الا هو لئن مت وانا اليوم واحد سيعيش بموتي ألف محي سيجندهم الله لاصلاح هذه الأمة. بلغوا عني ولو أية وصية نبينا ولن نحيد عنها ما دام فينا نبض وحياة ، نور الله مش هينطفي بموتي ولا موت غيري وربنا مجند لنصرة دينه جنود لا يحصيها ولا يعلمها الا هو . دا دين ربنا ياولااد والحق أحق أن يقال. يقتلوني يحرقوني انما هم خلق مما خلق الله وان قتلت على ايديهم فما هم الا أدوات مسخرة لأمر قد كتبه علينا الله ونحن في بطون أمهاتنا . يا ولااد فيه حساب وأخرة وياويل الظالم من حق المظلوم في يوم الزحام الحاجة زكية: شكلك مش ناوي تسكت يا حج وشكلنا كدا داخلين على ايام ما يعلم بيها الا ربنا غضب الشيخ محي وقال: استغفري ربك يا حاجة. هنكتم الحق خيانة لله ورسوله! الله لا يبارك في حياة أساسها الجبن وكتم الحقيقة نعيش خرفان خرس. عمرك عرفتي في جوزك ابو عيالك انه فار ولاا أرنب جبان. يخدوا روحي انما دين ربي انا براعي الله فيه ولا يهمني لومة لائم ما دمت على الحق أسير . اقعدوا كدا واستهدوا بالله وافتكروا ان كل واحد بيقول الحق لازم ربنا هيقف معاه ويدافع عنه دا حتى لو مات بيقوم الله بدل منه كل محبيه. وبكررها تاني ليكي ولعيالك النهاردة انا محي واحد بكره انا الف ومليون كمان . سيدنا على بن ابي طالب كان بيقول في يوم استشهاده وهو متجه للمسجد : أشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا . ولا تجزع من الموت اذا حل بواديكا. رضي الله عنك وكرم الله وجهك يا سيدنا . هيا دي شجاعة وايمان المؤمنين . لازم المؤمن يعرف ان الله لا يخلف وعده. وان الحق ديما هو الباقي وهو المنصور بأمر الله. عايزين أبوكم إمعه. مداهن غادر يلعب بدين الله لما الأمر يتعلق بحياته ! لا عشت ولا كنت ولست أنا ممن يفعل هذا. عايزيني أميل بديني مع اتجاه الدنيا والمصالح والحزبية والجماعات والسياسة! لا عشت ولا كنت، دي الدنيا قصيرة قوي وحقيرة قوي يا ولااد ولا شيء دايم الا وجه الله. اليوم عمل وغدا حساب. ربي اجعلني لك ولا تأخذني بعيدا عنك. أنا داخل في خلوتي مش عايز أي حد يدخل عليا وانتي يا زكية بطلي نكد انا لسه موجود وعايش ولو مت ليكم ربنا اللي فوق الكل. اتقي الله في عيالك دا انتي كبيرة وعاقله. استغفرك ربي واتوب اليك ، ربي اني لا اسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه