محمد قاروب يكتب :رواية الشيخ محي الدين “الفصل السادس عشر”
محمد قاروب-المصريين بجد
الفصل السادس عشر: أعداء الامام البخاري.
جلس الشيخ محي الدين مع ابنه الروحي عارف وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة جميلة ثم قال :كلما تذكرت مشاهدتي لاحدى القنوات الفضائية والتي خصص مذيعها الأوحد حلقة كاملة هدفها ومهمتها الأساسية الاستهزاء والاتهام والسخرية من الامام البخاري صاحب الصحيح . ضحكت كثيرا كثيرا ! ولعلك تتعجب أين المضحك في هذا؟ المضحك يا ولدي هو كرامة فورية للامام البخاري رأيتها بعيني وعلى الهواء مباشرة ، فأثناء تهكم المذيع الألمعي على سيدنا الامام البخاري ، ونقده الغير علمي بالمرة ، انقطع الارسال فجأة وجاءت شاشة سوداء ( نعتذر عن اكمال الحلقة لوجود عطل لا يمكننا من البث حاليا) سبحان الله ! ان الله يدافع عن الذين أمنوا قد تلقت القناة ومذيعها الأوحد قرصة ودن بس على خفيف لعلهم يرجعون لرشدهم! الامام البخاري واصحاب المذاهب والصوفية هم أضلاع مثلث يعتمد عليه كل إمعه ليبرز حاله ويشتهر عن طريق نقدهم ومحاربتهم والتدليس عليهم . عايز الناس تعرفك؟ – بسيطة. سب أكابر العلماء استهزأ بمناهجهم وأي حد يقولك – اتقي الله- قوله : هم رجال ونحن رجال؟ وتناسى هؤلاء أن يقولوا الأهم بأن الذين ينقدوهم هم سادة وأكابر العلماء في مقابل أن الناقدين ما هم الا ثلة من البغبغاوات أو الدجالين المأجورين لتنفيذ مخططات بعينها وأهداف بعينها . لا أنسى أيضا هذا المتعجرف الأخر الذي كان عمله الدؤوب هو نسف صحيح البخاري والقدح في علماء الامة من الحفاظ والفقهاء ولا اعلم أين النفع والخير في هذا كله؟ كان يثير قضايا قديمة واشكالات مكررة كم افتعلها المبتدعون أمثاله منذ قرون مضت وكم رد عليها العلماء من الحفاظ والأفذاذ السابقين وفندوها . من تهكموا على كتاب الصحيح وصاحبه ذهبوا أدراج الريح وبقي سيدنا الامام البخاري وصحيحه نبراسا ومنبرا ومنارا للعلم وقبلة للعلماء . هم لا يعلمون أن من صدق الله وتحرى خدمة أمة سيدنا النبي لن يطفأ الله نور علمه ويذهب اخلاصه سدى مهما احتشد ضده المبطلون وامتلكوا ألسنة لحنة وقلوب عفنة . حاشا لله أن يضيع الله جهد العارفين به فإن الله يدافع عن أوليائه ومهما تجمهر الباطل وعظمت في الظاهر قوته وتوجه لنسف ثوابت هذه الأمة فما هي الا زوبعة وما هم الا همج يحدثون ضجيجا مدويا ثم ما يلبث أن يكون الهدوء وتعود الحياة كما كانت ولن تراهم ولن تسمع عنهم خيرا عاشوا أو ماتوا. شرذمة من المنافقين الذين يملكون بلاغة استغلوها في تشكيك المسلمين واللعب على وتر الفتن بحجة تجديد الفكر واخراج الناس عن جمود التقليد والدعوة المثيرة للضحك والسخرية والعجب معا الى براح الاجتهاد بلا علم ولا فهم. يعني بالبلدي كدا تبقى عالم علامة مجتهد غضبن عن العلم والعلماء وعن المنطق! اجتهاد خواجاتي مدفوع الأجر من نوادي وجميعات مشبوهة! سيبقي البخاري ويبقي كل عالم شريف قضى حياته لخدمة هذا الدين العظيم وأمة تحمل شرف الاتباع لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم. ” صححه مزاجي” يريدون أن يختزلوا الدين في هذا الشعار بإسم التجديد فأي تخريب هذا! ولأول مرة سننشر سند هؤلاء في الحديث وفي الدين عموما وهو سند متصل قوي عندهم فالواحد منهم في أخذه للحديث يقول بلسان حاله : حدثني مزاجي عن ذاتي عن أغراضي عن شبوهاتي عن ضلالاتي عن هوى نفسى عن خواطري عن شيطاني أنه قال: الحديث لا يصح. هذا علم الحديث وعلم الرجال عندهم . لاشيء الا المزاج وافتعال شبهات أكل الزمان عليها وشرب. اتقوا الله في أنفسكم ولا تمكروا لأن الله هو خير الماكرين. لا أنسى قط الشيخ اسامة الازهري حفظه الله وهو يتحدث عن كيفية كتابة الحديث وروايته وضوابطه وطرق البحث في الرجال وكيف اعتمد المحدثون قديما هذا كله ، كان حديث الرجل مبهرا فالموضوع كان معقد جدا وكانت له ضوابط شديدة جدا . وقلت في نفسي لله در الأئمة المحدثون كم تعبوا وكم أفنوا أعمارهم بحثا وتدقيقا ليصل الينا الدين بكل أمانة سهلا ميسرا . علم الحديث علم كامل متكامل ليس عنعنات وفقط ان علم الحديث بحق علم فريد- بحر لا ساحل له- فمن أراد خوض البحر فعليه بالسفينة وما أظنها الا صدق النية والاخلاص لله.