محمد قاروب يكتب رواية :الشيخ محي الدين الفصل الحادي عشر: لماذا يبغضون أهل الله

المصريين بجد

ذهب راغب الى الشيخ محي الدين كعادته . فتهلل وجه الشيخ لرؤيته وقال له : تعال بني اجلس. فبادره راغب بالسؤال: ليه بعض الناس بيبغض أهل الله الصالحين وبمجرد ما تقول قدام الواحد منهم سيدي فلان أو مولانا فلان يتنفض كأن عقرب لدغه ؟ مولانا محي الدين بالله عايز جواب شافي لسؤالي نفسي أفهم ليه؟ نظر الشيخ برهة الى الأرض وقال” اللهم سدد قولي وأحسن منطقي وأشرح صدري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي” – انتبه ولدي جيدا لكلامي إن النور إن حل بمكان هرب الظلام منه لأن الظلام لا طاقة له بمواجهة النور . وهؤلاء الذين ينفرون من عباد الله الصالحين يبغضون فيهم صدقهم وأعمالهم وحكمتهم ومناهجهم التى تعتمد كلها بلا ريب على سنوات طوال من مجاهدة النفس وانكار الذات والتواضع للمسلمين وبذل الجهد لخدمة أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من تحصيل العلوم ونشرها لوجه الله . طريق أهل الله لن يزيدك الا تواضعا وذلا وعبودية لله ، ورحمة وشفقة واعذار لخلقه عاصيهم قبل مصلحهم . وهل هذا المنهج والطريق يتفق مع اناس يريدون أن يتمشيخوا على العوام بالباطل والغلظة في الدعوة مع قشور علوم يملكونها بلا فهم صحيح لها ! يا راغب هؤلاء الناس التى تنفر من الصالحين في منهجهم يمكنك من خلال فهمهم السطحي وضيق أفقهم ان تصير شيخا للشيوخ وعالما على كافة العلماء في بضعة أشهر ويمكنك بعد هذه الأشهر القلائل أن تصير بوصلة ايمان وتكفير للناس، فمن وافق هواك ألبسته حلة الايمان وامتدحه ومن خالفك نزعت عنه الاسلام وسلخته بألسنة حداد. أتريد منهم أن يحبوا قوما يكذبونهم ويفندون دعاويهم بسيرتهم العطرة التى كانت نعم القدوة والأسوة الحسنه لأهل زمانهم ولمن جاء بعدهم! أنت ياراغب بهذا تطلب من القاتل أن يحب ضحيته وهذا في المنطق محال. فكل الصالحين الذين ملئوا قلوب العلماء والمحبين نورا كانوا أهل حب وعلم وعمل وأخلاق نبوية ربانية. فأين هم من هذا؟ حتما هؤلاء لن يحبوا أهل الله أبدا ولكن ستظل بينهم وبين أهل الله علاقة الحسد والحقد والبغض الذى يظهر للأعمى قبل البصير. ألا تراهم يهدمون مقابر الأولياء ويحرمون الصلاة في مسجد ضم ضريح رغم ان الضريح كائن في حجرة منفصلة ومحاط بمقصورة! ! ألا تراهم يلفقون الأكاذيب في سير الصالحين ويستهزئون بهم وبأتباعهم بلا بينة ولا برهان ! تصدق طلعوا السيد أحمد البدوي شيعي وقاطع طرق يعترض الناس وهم لا يدركون أنه ابن أحد امراء المغرب وكانت عائلته من أعف الناس وأكثرهم ملكا وأتقاهم دينا وليس في تاريخ الرجل كله ولا عائلته أي دعوة لغير المنهج السني السليم بل مثلهم كغيرهم من أهل البيت تركوا أوطانهم لعداء أهل زمانهم لهم لن ترى في تاريخ البشرية أل بيت رجل قد تم اهانتهم وقتلهم وتشريدهم وتهميشهم مثل أل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- فلله درهم من ال بيت كريم صبروا وأمنوا وأجرهم على الله ، ناهيك عن خرافات كثيرة جدا يلفقونها للصالحين والدس العجيب في كتب أهل الله من أقوال الشرك والحلول والاتحاد كل هذه الجرائم ارتكبت كي ينفروا العوام منهم. وبعدين مسألة هدم أو تفجير أي ضريح دي محتاجة وقفة بالعقل واعمال للضمير ، مش الضريح والمقام اللي بيهدموه دا في أرض ملك المدفون. فهل الاعتداء على ملكية الغير حلال ؟ وحرمة الأموات راحت فين؟ وحرمة مراعاة محبين الأموات دي راحت فين؟ والله يا راغب يا بني انزع الرحمة من أي انسان ساعتها ما هيكون فيه فرق بينه وبين أدنى حيوان. الشريعة جاءت لتكريم الانسان فأي كرامة في العدوان والسبي والقتل والنهب والفساد في الأرض؟ منهج شيطان رجيم عامل زي النار في الهشيم . ربنا ينجي خلقه من الفتن، الناس غلابه وكفاية عليها هموم معيشتها اليومية. رد راغب: فالمسألة اذا مسألة خوف مدعي من متحقق خشية افتضاح المدعي اذا ما تم مقارنته بالمتحقق الصادق . وايضا يسلك هذا المدعي مسلكا خبيثا يريد به أن يجعل من التاريخ الاسلامي كله حفنة من الجاهلين الا من تتلمذ على مناهجهم المستحدثة في نجد قرن الشيطان. أظن ان الأمور اتضحت الأن لي. جزاكم الله عني كل خير مولانا. ابتسم الشيخ محي الدين وقال: يا راغب يا ولدي ان دين الله منصور شاء من شاء وأبى من أبى ولكي نكون حقا عباد الله لابد ان نكون على مراد الله لا مراد فكر هذا ولا جماعة ذاك او حزب مجموعة من الناس. عليك يا ولدي بخويصة نفسك والنصح للمسلمين باللين كما كان يفعل سيدنا صلى الله عليه وسلم . واعلم ان لهذه الأمة نصرا مؤكدا تكفل الله به. والله على كل شيء قدير.