محمد قاروب يكتب رواية الشيخ محي الدين:الفصل الرابع عشر
محمد قاروب-المصريين بجد
الفصل الرابع عشر: جهاد صهيوني
جلس الشيخ مجدي مع أقرانه ولسوء حظه كان بينهم عارف وراغب لأنهما من نفس عمر مجدي تقريبا . وكان مجدي كعادته يريد أن يسيطر على المجلس ويستبد برأيه كالعاده ويكون الحكيم والشيخ والقائد. ودارت المناقشات التالية تعالوا نرى ونسمع ما قيل من هذا وذاك ونترك لكم الحكم بالنهاية. ” الجهاد في سبيل الله واقامة الخلافة الاسلامية” عايزين خلافة اسلامية وحكم الدين في كل شيء هكذا افتتح الشيخ مجدي كلامه وسط انتباه الجميع واستطرد قائلا: لابد من الجهاد لاعلاء كلمة الدين وكلمة الحق . عندنا مثلا “داعش” حركة اسلامية رافعة راية التوحيد وبتنادي بالخلافة الاسلامية وتوحيد صفوف المسلمين وتطبيق حكم الله واقامة شريعته من حدود ، بيقولوا عليهم ارهابيين ومتعصبين! طبعا بيقولوا كدا لأنهم عايزين العلمانية والاباحية والديمقراطية والقوانين الوضعية تكون طريقة حياتنا وننسى دين الاسلام ونكون خواجات في بلادنا قاطعه عارف: شيخ مجدي . ألا ترى معي أن داعش الجهادية التي ترفع راية التوحيد وتنادي بالخلافة كما تدعي لا تقتل الا مسلمين ولا تجاهد إلا على أراضي المسلمين ! سنة الجهاد ضد المسلمين المستحدثة تلك ليست سنة نبوية أبدا، لكنها سنة صهيونية مخابراتية! لو صدقوا في ادعائهم الجهاد لكان جهادهم ضد الصهاينة في فلسطين، يحرروا فلسطين احسن ما يقسموا بلد اسلامي كان يعيش بسلام وأمان؟ ربنا وصف صحابة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وقال عنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم . مش كدا برضه يا شيخ مجدي. إنما أنا شايف داعش والجماعات المسماه زورا وبهتانا بالاسلامية بلا استثناء ماشية وبتفكر وبتعمل عكس ما ربنا بيقول، صاروا للاسف رحماء على “أعداء الاسلام” شداد غلاظ على “المسلمين” لا غرابة أنهم – كاذبون! وبعدين الواحد منهم يقولك- بيسعوا لإقامة خلافة للمسلمين !والسؤال اللي بيطرح نفسه على دم – المسلمين- عايز تقيم خلافة للمسلمين ما شوفناش سخافة و بجاحة أكتر من كدا ! الدم والدبح والتمثيل بالجثث وجهاد النكاح يا شيخ مجدي من أمتى كانوا من دين الاسلام وأساسيات الجهاد أو حتى من فروعه ومن امتى الارهاب والعنف بيصنع خلافة أوحضارة! قاطعه مجدي: ديما انته كدا يا عارف شايفها سواد في سواد وكلامك زي كلام العلمانيين! قاطعه راغب: “عارف” قال الحق يا مجدي وكل واحد عنده ذرة عقل وفهم يعرف ان – داعش- رايات سود بقلوب سود لا دين لهم الا القتل والتكفير . يا مجدي اصحى وفوق دم المسلم على المسلم حرام كذا ماله وعرضه وان شهادة لا اله الا الله تقي الناس القتل كهذا كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعيهم فما عادت الشهادة تقي الناس في – زماننا هذا- لانتشار الهرج والمرج والجهل بدين الله ومراد الشريعة . بإختصار شديد ومن غير أى تطويل . الذي يتوهم اليوم أنه حامي الاسلام على جثث اهل الاسلام ليس الا غادر فاجر مجرد لعبة متحركة بيد أسياده لتحقيق أغراضهم ومطامعهم. لو شايف ان داعش جهاد فما هو الا جهاد صهيوني ضد المسلمين والعزل من المدنيين. لازم نفرق بين المدني والمحارب. لابد يكون عند المجاهد أخلاق سيدنا النبي في الحرب. لا تقتل مسالما لا تحرق ولا تقطع شجرة لا تقتل امراءة لا تقتل طفلا لا تقتل شيخا لا تهدم كنيسة لا تهدم بيتا لا تمثل بالجثث . هل كان النبي صلى الله عليه وسلم في حروبه يمثل بالجثث . حاشاه حاشاه؟! هل كان النبي يقتل المسلمين أو غير المسلمين بلا وجه شرعي يستوجب ذلك. حاشاه حاشاه. هل كان النبي جبارا متجبرا قاسيا؟ حاشاه حاشاه. مثل هؤلاء الذين يدعون نصرة دين الله إنما هم شرذمة من الحمقى والهمج كذبوا على الله وافتعلوا في أمتنا انقسمات بغيضة. هم يلعبون بالدين وعند الله سيجدون عواقب هذه الأمور، وما ربك بظلام للعبيد! مجدي كف عن خداع الناس بكلمة جهاد فإن عملهم ليس جهادا انما غباءا. وهنا انصرف مجدي والغيظ يتملكه وقال بحرقة : صحيح الحق في الزمان دا بقى مر. اسيبكم انا وامشي ربنا يهديكم ويرجعكم لصحيح دينكم .