محمد قاروب يكتب رواية :الشيخ محيي الدين الفصل التاسع عشر
محمد قاروب-المصريين بجد
الفصل التاسع عشر: الخطبة المبكية
جاء يوم الجمعة وقد أعد الشيخ محي فيه خطبة أقل ما توصف به أنها خطبة نارية مؤلمة. صعد المنبر وقد ارتسم على وجهه الحزن والغضب معا وقد لاحظ المصلين هذا وخاصة عارف وراغب. لما استقر على المنبر افتتح خطبته بالبسملة والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأله وصحبه ثم قال بصوت عالي: أيها الناس أيعلم أحدكم في مكان من نقف على المنابر ندعو الناس لدين الله؟ انه مكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا المكان وهذه المكانة عظيمة سيحاسب الله كل من يتصدر لها . هذا المكان لا يصلح للكاذبين ولا الجبناء ولا الخائنين ولا المكفرين ولا الأفاكين . عباد الله اتقوا الله في – أنفسكم- فإن الحق أحق أن يتبع. العمر قصير مهما طال والدنيا فانية مهما فتنت وتزينت للبعض منا. بالأمس القريب هددوني في حياتي لا يعجبهم محي الدين! هم يريدون دين الله على أهوائهم. يريدون دينا يكونون فيه ألهة يدخلون الجنة من يشاءون ويخرجون منها من يبغضون! لا ورب الكعبة لا ذل ولا مهانة علينا . نحن أمة- رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا عنا شيعة لاننا نذكر أل البيت بالخير ونذكر مناقبهم ومزاياهم التى أعطاها لهم الله ورسوله فكأنها جريمة نكراء وذنب لا يغتفر ، شيعوني لاني أحب أل بيت هم رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم! هم يربطون بين محبتهم ومذهب الشيعة وهذا من عظيم الجهل. ويجهلون من محبة أل البيت دافعا لبغض الصحابة الاعلام الهداه المهديين من أين هذا التدليس ؟. يقولون ان محي ضال لان محي يحرم ما حرم الله ويحلل ما حلله ولا يقول بالشرك – المسعور- الذي يطلقونه على الخلق كلما خالفوهم في شيء، يقولون عني ضال لاني لا اكفر مسلما يقول لا اله الا الله محمد رسول الله. يقولون ان محي مبتدع لأنه يحب الصالحين ويزور مقاماتهم تالله ما اسخف عقولهم متى صارت محبة الصالحين تهمة ومتى عبد المسلمون قبرا او حجرا او شمسا أو قمرا؟ يقولون ان محي كافر زنديق وهو الذي يقيم الصلاة لله العزيز القهار ويذكر الله قدر استطاعته اناء الليل واطراف النهار ويحث على الود والرحمة لكل الخلق ويدعوا الى حسن الجوار والمعاملة بين الناس! يقولون ان محي زنديقا وهل صرح محي او اخفى كفرا بالله؟ او دعوة لغيره بالعبادة؟. انهم يقولون ويقولون وما أكذب الاقاويل وما أظلم الدعاوي. هؤلاء المكفرين لا يرون الا أنفسهم وفقط، يظنون ان دين الله حكر عليهم ، هؤلاء هم من يقتلون العلماء والمصلحين بدم بارد وعقل بليد. اقول لهؤلاء ولغيرهم ان نفس محي وروحه بيد خالقه وما أنتم الا خلق مما خلق لا نهابكم ولا نخافكم ولا تجدون عندنا لكم الا النصيحة لله، لسنا دعاة لحزبية ولا فرقة ولا جماعة ولا عندنا عسل السلطة ولا خمر الكراسي والسلطان! ندعو لدين الله لوجه الله فمن شاء اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن شاء ان يضل فإنما يضل عليها وما ربك بظلام للعبيد فاليوم عمل بلا حساب وغدا يوم عظيم فيه حساب بلا عمل. قد ارادوا حياتي ثمن لخطيئة قولي الحق وحياتي به وانا اقول لكم ان محي لم يحيا بالحق فقط بل سيموت بأمر الله به. ان مت فلا تقولوا مات محي ولكن قولوا انتقل من فانية الى باقية انتقل الى رب كريم يحاسب الخلق بنواياهم لا بالباطل والزور والتدليس كما يفعل هؤلاء. قد اكتفيت ولعلي اليوم قد بينت للجميع كيف هي الدنيا اليوم ما بين كذب وتكفير وتخوين. اللهم اكشف عن عبادك الغمة واصلح امة سيدنا محمد واجمع امة سيدنا محمد ولا تشمت حاقدا ولا حاسدا بأمة سيدنا محمد ولعل هذه الخطبة تكون الاخيرة وهذا اللقاء يكون الاخير لكني اقول لكم “لا” . هناك لقاء اعظم واكبر ينتظركم جميعا معي ومع غيري يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. يومئذ يعلم الناس الى اي منقلب ينقلبون. والسلام على من اتبع الهدى وصدق بالله. الله أكبر. عم البكاء والنحيب أركان المسجد فقاطعهم الشيخ محي قائلا: يا عباد الله البكاء على من خسر وانما المؤمن الحق لا حزن عليه ولا خوف اقرؤا معي ان شئتم قوله تعالى : ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اللهم اجعلنا من خاصة اوليائك الصالحين وهب لنا المحبة والسعة اللهم كن لنا لا علينا اللهم تب علينا وتوفنا مع المسلمين وألحقنا بالصالحين . قوموا الي صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله