محمد قاروب يكتب:قصة الشيخ محيى الدين
محمد قاروب-المصريين بجد
هل هلال ربيع الأنوار شهر ميلاد الهادي صلوات ربي وسلامه عليه وكلما شاهد مجدي وأمثاله حلوى المولد في يد الكبار قبل الصغار صرخوا” بدعة .حرام. لا يجوز .اتقوا الله” . الشيخ مجدي وأتباعه ينكرون المولد وكأن المسلمون يحتفلون بميلاد أمية بن خلف أو عبد الله بن سلول . وكم قال له الشيخ محي الدين أن عمل المولد من البدع الحسنة التي ترتكز على مقصد شرعي ،لكنه لا يفهم هذا . كيف بدعة وحسنة! ويشعر بضلال من حوله في مقابل تمسكه الشجاع بسيرة السلف الصالح من وجهة نظره العميقة! حتى افحمه الشيخ محي الدين في نفر من أصحابه وقال له يا مجدي إن فرقتك وجماعتك وأفكارها لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حزبكم السياسي أيضا فلماذا لا تقولوا ببدعية الحزبية السياسية وقد عملتم بها؟ وترشيح النساء في الانتخابات وأنتم تنكرون هذا لها! أم أن البدع كلها حرام الا ما استحلته أنفسكم وجاء في دائرة المصلحة. أهو شرع الله يا مجدي أم الأهواء والأمزجة ولعبة الكراسي وفتنة الحكم والتأله على الناس. وكأنما ألقيت على رأس مجدي قنبلة هيروشيما فلم يرد ولم يعقب واكتفي بالصمت الذي ينطوى عن جهل لا حد له اللهم لا حسد. لكن قطع صمت مجدي صوت حاد لأحد طلاب الثانوية العامة الذي تمت له عملية غسيل دماغ ناجحة بواسطة مجدي . ” ياشيخ محي الرسول ذاته لم يحتفل بمولده فلماذا نفعل مالم يفعله؟” ابتسم الشيخ واشفق عليه من ترديد مالا يفهم ثم أجاب ” ياولدي أتعلم لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع وقد صح عنه ذلك. لما سئل صلوات ربي وسلامه عليه عن سر ذلك قال ذلك يوم ولدت فيه. ” أتراه لم يحتفل على حد زعمك؟!. فسكت الغلام ومضى الشيخ محي الدين عنهم وهم من خلفه يتمتمون ” مبتدع عليم اللسان” وتناسوا انهم “علماء بلا علم” فمن أولى بالبدعية! وبعد صلاة المغرب استقبل الشيخ محي الدين لفيف من علماء الأزهر من دفعته ومن دفعات متقدمة ولاحقة له وبعض المحبين لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من المنشدين والعوام وأخذوا يمدحون صاحب الذكرى العطرة ويتنفسون شذرات من عطر سيرته الشريفة ومواقفه التى خلدها الرواة المحدثون. وتبادلوا التهنئات والتبريكات بسطوع نوره الشريف على الدنيا والفرح برحمة الله علي العالمين ، يقول تعالى “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” صدق الله العظيم وهنا تكلم أحد العلماء الأفاضل قائلا: أقول لمن يحرم ويبدع علينا احتفالنا بنبينا صلى الله عليه وسلم . اتقي الله في دينك ونفسك. يحتفلون بأعياد ميلادهم وأقاربهم وينكرون ذلك على النبي. يحتفلون بأعياد الاستقلال والجلوس على العروش والانتصارات العسكرية ويحرمون فرحتنا بالنبي. يحتفلون بالمونديال والدوري والكأس وينكرون السرور والفرحة بالنبي. بل ويحتفلون بمشايخهم ويقيمون لبعضهم المكتبات والمتاحف التي تحفظ بعض أثارهم ثم ينكرون فرحتنا بالنبي؟ إن ميزان الأمور عند هؤلاء غير مستقيم ولا نجد لأفعالهم هذه مبررا الا جحودهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم وقسوة وتحجر قلوبهم وانعدام صحة الفهم عندهم بلا ريب وقال أخر: يقولون لنا إن الاحتفال بالمولد بدعة. وأنا اقول لهم إن محبة النبي ليست بدعة والفرح به ليس بدعة إنما البدعة أن تجعل من يوم مولده (يوما عاديا) هو عين البدعة. ان البشارة بمولده كم تعددت في الكتب القديمة وعلى ألسنة الأنبياء والرسل عليهم السلام. مجرد البشارة به ياسادة هي من الدين فما ظنكم بمولده الفعلي! من فرح بنا فرحنا به . افرحوا بالرحمة المهداة افرحوا بمن أخرجنا جميعا وبلا استثناء من الظلمات الى النور إلى صراط الله العزيز الحميد. وجاء دور الشيخ محي الدين وقال والابتسامة تعلو وجهه: لقد جعلوا من بردة الامام البوصيري شركا وجعلوا كل مدح في النبي صلى الله عليه وسلم افراطا في شخصه الشريف؟ وإني اقول لهم وهل يعرف سيدنا النبي الا الله . هل عرفنا قدره أصلا حتى نتخطاه للافراط؟ فكل الصحابة علموا من قدره على قدر استيعابهم ومقدرتهم. هؤلاء الناس يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم مجرد انسان عادي مثلنا والفرق الوحيد هو أنه يوحى اليه ، ويتعاملون مع هذه الإضافة بسطحية وجهل عجيب وهل يوحي اليه هذه سهلة؟؟ انها العصمة ومقام النبوة والرسالة انه مقام التلاقي عن الله بأمين الله عليه السلام . انه مقام حاز صاحبه على “قاب قوسين أو أدنى” فهل بعد هذا وصف ؟؟ انه مقام (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) انه مقام (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ). والكثير مما لا يحصى من المزايا والخصائص . افرحوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تهتموا بالجاحدين ولا المنكرين. وصلوا على النبي تفلحوا. هذا مولد وصاحبه حاضر لا يغيب ، أكررها هذا مولد وصاحبه حاضر لا يغيب .حي في قلوبنا الى اللقاء في الفصل السابع ان شاء الله. انتظرونا.