محمدقاروب يكتب: قصة الشيخ محي الدين (الفصل الثامن)
محمد قاروب-المصريين بجد
(الإسلام هو الحل)
جلست الحاجة ذكية مع زوجها الشيخ محي الدين يتناولان طعام الغداء وأثناء ذلك قالت لزوجها: انته معرفتش يا شيخ محي . دول قبضوا على الواد أحمد ابن الأسطى مرسي . قاطعها الشيخ محي الدين: قبضوا عليه ليه ؟ أكيد الحكاية فيها إنه. ردت ذكية: لاء أبدا ، الواد معملش حاجة دا غلبان وفي حاله. هنا تعجب الشيخ محي الدين: غلبان وفي حاله ومعملش حاجة يبقى قبضوا عليه بتهمة أنه (ملاك من السما). ذكية بلاش كلام فاضي. الحكومة مش ساذجة وعارفه كويس بتاخد مين وليه وامتى. الواد أحمد أنا عارفه وعارف قلة عقله وطول لسانه أكيد استخدم النت وكتب منشورات ضد الجيش اللي بيحميه والحكومة ويمكن طال شخص رئيس الجمهورية أصل كل عيل اليومين دول سمع له شوية أخبار من فضائيات مشبوهة وسمع كام خطبة لفلان أو علان من غير أصحاب العلم والإختصاص من هنا ولاا هناك يبني عليهم أراء صبيانية بيظن انه الوحيد بيها اللي فاهم والخلق كلها مغيبة ويبدأ يكفر في المجتمع وما تشوف عينه الا فساد وبس وأي اصلاح يستهزأ بيه وأي عيب يجعله هو الكون بمن عليه. فاكرة ايام زمان. فاكرة الانتخابات و شعار ” الاسلام هو الحل” اللي كان بيرن في كل البلد والناس تصدق وتنتخب وبرضه كأنك يابو زيد ما غازيت! كله شبه بعضه . ماشيين بمبدأ اللي تكسب به العب به والدين تجارة وتعاطف الناس وسيلة مش أكتر. يا ذكية عايزك تبقي ذكية! الشعارات دي أساسا صنعت من أجل خداع الناس الغلابة المطحونة اللي ليل نهار تلف تدور علشان يدوب تلاقي لقمة العيش وغموس يدوب يملى نص بطن وتقوم تحمد ربنا وتشكره على ستره وتنام. على فكرة الاسلام هو الحل (فعلا) لكن بفهم مين؟ بتطبيق شكله ايه؟ مين أدوات تطبيقه؟ النهاردة يا ذكية كل عيل قرأ له كلمتين في كتاب وقصر جلبيته وطول لحيته ومسك سواك ورش شوية مسك ومسك مصحف جيب يبقى خلاص بقا شيخ الشيوخ والناس تسأله عن أمور دينها. بذمتك فيه تهريج أكتر من كدا. ولم تنصحي الناس اتقوا الله في دينكم واسألوا أهل الذكر من العلماء تلقيهم بيسألوا “تربي” أو “سواق توكتوك” أو “حلاق” أو صاحب تعليم متوسط أو خريج معهد ازهري كان بينجح في مواد دراسته بدعاء الوالدين على بالعافية وبعدين وبكل سذاجة نسأل الناس بقت كدا ليه؟ والاسلام فين وفين أخلاق المسلمين؟. الاسلام هو الحل والمسلمين هم المشكلة. لما تلاقي الأمور بتوكل لغير أهلها دا نوع من ضياع الامانة. تخوين الأمين واستئمان الخاين دي من علامات الساعة وأدينا كل يوم بنعيش دا وندوق مرارته. النهاردة يا ذكية بيسبوا العلماء الاكابر الكبار سنا وعلما وبينهشوا في أعراضهم بدون وجه حق ، دا حتى في احدى الجامعات في مناقشة لرسالة لأحد الباحثين سبوا الشيخ المشرف على الرسالة منتي عارفاه الشيخ (علي جمعه) اللي وهب حياته العلمية لسلخهم وتعريتهم من كل أفكارهم الضالة المضلة وقضاياهم المفتعلة اللي بيحولوا يشتتوا بيها المسلمين ويشغلوهم بيها . تعرفي يا ذكية القضايا دي أكل الزمان عليها وشرب ويمكن غسل سنانه كمان واتمضمض بعدها كمان . والله هم يضحك وهم يبكي صحيح . عيال مغسول دماغها فكره قلة الأدب والبجاحة عندهم هي (الصدع بالحق) وفكره اهانة العلماء عندهم هي (كلمة الحق عند سلطان جائر). مفاهيم مغلوطة من ناس غاية علاقتها بالعلم انهم عارفين قشور قشوره ويتفلسفوا على خلق الله بالضلال والتضليل والتهم اياها اللي قرفنا منها وبقت زى الاسطوانات المشروخة. تنهدت ذكية وقالت: والنبي كلامك حكم يابو عيالي. ضحك الشيخ وقال : علشان متبقيش تكلي قرع تاني. يا ذكية شوفي حال سوريا مين السبب في الخراب اللي حل بيها غيرهم طول عمر الشيعة مع السنة في سوريا ايه اللي جد؟ سوريا الان التي يدعون انها تتطهر من الشيعة تحلم بيوم واحد من ايامها الماضية أيام الأمن والتعايش . سوريا المحتلة كان اقتصادها جيد وافضل من دول عربية كتير دلوقتي لما افتعلوا مشكلة الطائفية ايه اللي حصل؟؟ ياريت ترجع سوريا للماضي وتقارن نفسها باللي عليه الأن؟؟ اللعب بالدين اخرته وحشة اخرته ضياع. لازم التعايش مع الاخر فما بالك لو الاخر دا مسلم. ربنا ينجدنا يا ذكية من النصابين وأحقر النصب …. النصب بالدين.