الخطاب الدينيمقالات

مجدى الغزالى يكتب فى أعمدة الهدى:الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري

مجدي الغزالي-المصريين بجد
ومن أعمدة الهدى الصحابى الجليل الورع إمام الزاهدين والمفردين الجاهر باسلامه قبل الهجرة صحابى كان محبا لله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم نعم الصاحب ونعم القدوة هو السيد الإمام الهُمام سيدى (أبو ذر جندب بن جنادة الغفارى ) رضى الله تعالى عنه وارضاه نشأ ابوذر الغفارى رضى الله تعالى عنه وأرضاه فى مضارب قبيلته غفار أحد بطون بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة وكانت على طريق القوافل بين اليمن والشام وكانت تشتهر بالسطو على القبائل ,أما أمه فهى رملة بنت الوقيعة الغفارية 0 ومن العجيب أن يكون أبوذر يكتسب عيشه من السطو على القوافل إلا أنه لم يعبد الأصنام قط ,وسمع من القوم أن هناك رجلا فى مكة يزعم أنه نبى يوحى اليه من السماء فأرسل أخيه أنيس وقال له إتنى بخبر الرجل وما يقول من كلام فذهب أخيه وعاد وقال له إنه يدعوا الى مكارم الأخلاق فقال أبوذر ما يكفينى هذا الوصف وتزود أبو ذر وارتحل الى مكة يطلب محمدا صلى الله عليه واله وسلم ولم يسأل عنه أحد فلما دنا الليل رآه الإمام على كرم الله وجهه فعلم أنه غريب فاستضافه ثلاثا من الايام ثم سأله لما أتيت الى مكة قال أبو ذر إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا أن ترشدني، فعلت ففعل فأخبره فقال الأمام إنه حقّ، وإنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ، ففعل، وانطلق يلحق به حتى دخل على النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وسمع من قوله، فأسلم لوقته، ثم أمره النبي قائلاً ” ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري” فقال أبو ذر والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم” فأتى أبوذر الى الكعبة ونادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس وأكب عليه وقال ” ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار! وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام فأنفذه منهم , ارتحل ابوذر الى قومه وابلغهم مقالة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فآمن معه نصف قومه فكان إمامهم فى تعليم شعائر الاسلام مع كبيرهم إيماء بن رحضة الغفارى كما علمه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى جلسة واحدة وبقى النصف الاخر الى الهجرة الى المدينة المنورة فأسلموا وتبعتهم قبيلة أسلم ثم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى المدينة المنورة وفيهم ابوذر فدعا لهم النبى صلى الله عليه واله وسلم قائلا (غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله ) كان هذا بعد غزونى بدر وأحد ولازم ابوذر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من بدء هجرته وشاركه فى غزواته وحمل ابوذر راية قبيلة غفار يوم حنين وعند الخروج الى الجهاد كان القوم يتحسسون المتخلف عن الجهاد فيبلغوا به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكانت دابة ابوذر بطيئة فتخلف عن القوم فأبلغوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان ابوذر من المتخلفين وقد كان ابوذر نزل من على راحلته وحمل متاعة على ظهره ليلحق بالجيش فنظر بعضهم فرأو رجلا يمشى على الطريق فقال صلى الله عليه واله وسلم “كن أباذر” فلما دنا الرجل قالوا انه أبا ذر فقال صلى الله عليه واله وسلم ” رحم الله اباذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده” وبعد انتقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى الرفيق الاعلى شارك ابوذر فى الفتح الاسلامى للشام وبيت المقدس , وبعد الفتح اقام فى الشام يفتى الناس وكان ذو حدة فى الفتوى ولم يتحمله معاوية فشكاة الى الخليفة عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وارضاه , وقد كان يعامله معاملة خاصة , وكان اباذر لا يستطيع التأقلم مع هذا الوضع فاستأذن عثمان للخروج الى الربذة فاذن له ’ولما دنى انتهاء اجله رضى الله تعالى عنه وارضاه قال لامرأته وغلامه إن انا مت فكفنانى ودعانى على الطريق سيأتى ركب يأخذونى , وكان ما وصى به فكفناه وتركاه على الطريق وأتى ركب فيهم عبدالله بن مسعود فسئل من هذا فقالوا انه ابوذر فبكى وتذكر مقالة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصلى عليه ودفنه وكان ذلك فى ذى الحجة سنة 32 هجرية رحم الله تعالى اباذر ونفعنا به ورضى الله تعالى عنه وارضاه وصل اللهم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين
Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics