كواليس ملكية
فراج محمود الابلق-المصريين بجد
اسيوط
ورث الملك فاروق عن أبيه كره حزب الوفد لما كان بينهم من صراعات دائمة و مشاكسة من حزب الوفد للقصر.
ولما كانت إنتخابات يناير عام ١٩٥٠م ، أكتسح حزب الوفد بأغلبية ساحقة ، الأمر الذي كان ضد رغبة الملك في ذلك الوقت الا انه لم يملك إلا الإنصياع لرأي الأغلبية و طلب لقاء النحاس باشا في قصر عابدين حتى يكلفه بالوزارة.
و في هذه الأثناء حدث أن إلتقت زينب هانم الوكيل “زوجة النحاس باشا” بسعدية هانم “زوجة حسن باشا يوسف” وكيل الديوان الملكي” فإنتهزت زينب هانم الموقف و أبلغت سعدية هانم رسالة مستترة من النحاس باشا و هي تعلم أنها ستصل إلى جلالة الملك مفادها أن النحاس باشا يتوق إلى فرصة جديدة مع القصر و أن الملك لن يندم إذا أتاح له فرصة جديدة يثبت بها ولاؤه للملك و لعرش مصر.
و عندما وصلت الرسالة لجلالة الملك كان تعليقه “بيقول كلام النهاردة و يرجع فيه بكرة” !!
و حانت لحظة اللقاء. دخل النحاس باشا على الملك الذي هم واقفاً و مهنئاً النحاس باشا قائلاً : “مبروك يا باشا ثقة الناس فيك و إن شاء الله تحقق لهم (هذه المرة) ما ينتظروه.
إلا أن النحاس باشا كان له طلب غريب جداً و كان مصمماً عليه و هو تقبيل يد الملك إثباتاً لولاؤه له! فوجئ الملك فاروق بالطلب قائلاً: “العفو يا رفعة الباشا”. الا ان النحاس باشا اصر على طلبه و أمسك يد الملك الذي حاول ان يسحبها و لكن في النهاية تحقق للنحاس ما طلب!!
إستغرقت المقابلة بعض الوقت حيث عرض النحاس أفكاره بالنسبة للوزارة الجديدة. الا ان الملك فاروق شرد للحظات اثناء المقابلة و لسان حاله يقول “يا ليت روح الملك فؤاد كانت حاضرة بالمكتب في تلك اللحظات لترى كيف نجح الإبن فيما عجز عنه الأب طوال جلوسه على العرش من تأديب لزعيم الوفد