الخطاب الدينيمقالات

كريمة وهيب تكتب من أعمدة الهدي :السيدة سكينة بنت سيدنا الحسين رضي الله عنهما

كريمة وهيب

كريمة وهيب-المصريين بجد

مقالات ذات صلة

كانت السيدة سكينة حسناء في وقار وهيبة ، كأجمل ما تكون النساء الهاشميات من الفصاحة الكلامية ، تروى الشعر وتنقده ، عفيفة محصنة في خدرها ما ترمي بريبة واسمها ( أمينة ) وقد لقبتها أمها ( سكينة ) بالتصغير . نسبها من أمها : واسم أمها ( الرباب ) بنت أمرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبي أسلم على يد عمر بن الخطاب وكان نصرانياً ، فما لبث حتى عقدت له الإمارة على بني قضاعة من أرض الشام قبل أن يصلي صلاة الصبح ، وما أمسي يومه كذلك حتى خطب مولانا الحسين رضي الله عنه بنته ( الرباب ) وقد ولد منها عبد الله وسكينة هذه ثم لما قتل الحسين رثته بأبيات قالت فيها : إن الذي كان نوراً يستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون سبط النبي جزاك الله صالحة عنا وجنبت خسران الموازين قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به وكنت تصحبنا بالرحم والدين من لليتامى ومن للسائلين ومن يعنى ويأوي إليه كل مسكين ؟ والله لا أبتغي صهراً بصهركم متى أغيب بين الرمل والطين وكانت السيدة سكينة رضي الله عنها رمزاً لبيت النبوة المشرق ، يضم منزلها المضيء شمل المسلمين لتوثيق قلوب المؤمنين والتعلق بآل البيت ، وإشاعة المحبة والمودة ، وهذا التوادد الذي طلبه منا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى تحت تلك السلالة المشرقة وانتشرت في جميع بقاع الأرض ، ترعاها الألفة ، وتتعلق بها قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لتستروح بها أنسام الملائكة الطاهرين ، وتستنشق منها عبير أهل الجنة ، ويشم فيها طيب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في عقبه وذريته المباركين ، ونرى فيها أحد خليفتين عناهما رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله إني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كهاتين ، وأشار بأصبعه فآل البيت رضي الله عنهم ، هم أمان لأهل الأرض في كل عصر وزمان إلى قيام الساعة . وقد توفيت رضي الله عنها بالحجاز سنة ست وعشرين ومائة . في إمارة خالد بن عبد الملك والي المدينة ، وصلى الناس عليها جماعات وفرادى ، ما بين باك يومها ، ومنتحب حول نعشها ، وقد أمر خالد بتأخير دفنها حتى يشيعها بنفسه ، وقد حضر الأمير في اليوم الثاني ، وظل الناس يطلقن حول جثمانها الطاهر بخور العود والصندل حتى غلبهم النعاس . والسيدة سكينة المدفونة بمصر هي سكينة الصغرى . وكانت السيدة سكينة رضي الله عنها كريمة صالحة ، ذات روحانية خاصة سيدة نساء عصرها في البلاغة والبيان يعرف ذلك في قسمات وجهها الأغر الأبلج وفي عينيها الخاشعتين اللتين يشع منهما الطهر والعفاف ، تحب الجمال في كل شيء حولها ، وما يقع تحت نظرها في بيتها وهيئتها وملبسها . ثم تقبل على محرابها تناجي ربها بعد أداء واجب زوجها ومنزلها . ومن وفائها أن زوجها عمرو بن عثمان قد عتب عليها مرة في هنة من الهنوات التي تكون بين الرجل وزوجه فهجرها أياماً وقد خرج إلى مال له ، فقالت لأشعب خادمها : إن ابن عثمان خرج عاتباً علي فاعلم لي حاله ، فقال لها : لا أستطيع أن أذهب الساعة إليه فقالت : أنا أعطيك ثلاثين ديناراً على أن تذهب إليه الساعة . قال أشعب فأتيته ليلاً وقد خلت الدار فقال : انظروا من في الدار فأتوه فقالوا أشعب فنزل عن فرشه إلى الأرض فقال : أشعب ؟ قلت : نعم . المصدر: التصوف في الإسلام وأعلامه للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي– ص 18 – 19

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics