في الجزء الثاني من حوار السيسي .. مصر دولة تنتفض وتنهض
المصريين بجد
لا أنسي مشهد أولاند وماكرون.. وأبحث عن شخصيات وطنية قادرة علي القيادة
أثق في شخص الرئيس الأمريكي وفي قدراته ووعوده
مصر والسودان علاقة مصير واحد وأرفض أي محاولات للنيل منها
في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء الصحف القومية، واصل الرئيس عبد الفتاح السيسي فتح العديد من الملفات والإجابة عن التساؤلات المطروحة فى الشارع المصرى..
وجاءت أهم العناوين التي تصدرت صدر الصحف القومية كالتالي:
أدعو الإعلام إلي منح الفرصة لكل من يترشح للرئاسة بتجرد لمصلحة الوطن
الإرهاب لم يعد يهدد بقاء الدولة.. والشعب يملك الحفاظ علي بلده
فكرة مؤتمرات الشباب عبقرية.. وشباب الأحزاب وضعوا ملامح خطة لمحو الأمية
نعمل علي وضع قانون المجلس الأعلي لمكافحة التطرف والإرهاب وتشكيله
زيارة البابا فرانسيس لمصر حققت نجاحاً ضخماً وجعلت العالم يتحدث عن أم الدنيا
الفلسطينيون والعرب مستعدون للسلام وإسرائيل تري فرصة وترامب الرقم الحاسم
كل الدعم للمجلس الأعلي للإعلام وللهيئتين للقيام بدورها وتحقيق النتائج المرجوة
نقدر روسيا ودعمها لنا ولانعلق علاقتنا علي عودة السياحة
وإلى نص الحوار:
سيادة الرئيس.. سمعناك أكثر من مرة تقول إنك لن تتقدم للترشح إلا بإرادة شعبية، وأنك لن تستمر في منصبك إلا برغبة الشعب. وكانت المرة الأخيرة في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية. نعلم أنك لست ممن يضيق بالمسئولية مهما كانت عسيرة.. فهل السبب هو التأكيد علي تقديسك لإرادة الشعب، أم أنه كبرياء المقاتل؟
الرئيس: الاثنان معاً.. فلا يمكن أن تكون رجلا عنده عزة نفس، ولا تحترم إرادة الجماهير. إنني أريد أن أطمئن الشعب علي أنه سيد اختياره. وإجابتي في مؤتمر الإسماعيلية كانت ردا علي سؤال يقول: هل لو جاءت نتائج الانتخابات في غير صالحك، ستستمر في منصبك؟!
لا أشعر أبدا بالزهق من المسئولية، وأنا مستعد أن أقاتل مع الناس مادامت راضية بقتالي.
سيادة الرئيس.. أمامنا أقل من عام علي الانتخابات الرئاسية المقبلة.. هل اتخذت قرارك بشأن الترشح، لاسيما أن هناك بوادر وتصريحات في الشارع السياسي تحاول التبكير بأجواء الانتخابات؟
الرئيس : نترك هذا الموضوع لحينه، ولكل حادث حديث.
سيادة الرئيس.. هناك مخاوف لدي البعض من تعرضهم لحملات تشويه إعلامية إذا ما أعلنوا عزمهم الترشح للرئاسة.. ماذا تقول للإعلام؟
الرئيس : أدعو الإعلام أن يعطي لهم الفرصة ويتكلم بموضوعية وتجرد لأجل مصلحة الوطن.
سيادة الرئيس.. ألا تشعر بنفس القلق الذي يساور الكثيرين إزاء مستقبل الحكم بعد فترة الرئاسة الثانية إذا قررت خوضها وفزت بها، في ظل ضعف الحياة السياسية وغيبة وجود قوي سياسية فعالة وشخصيات مؤثرة يمكنها كسب ثقة الجماهير ومؤسسات الدولة بما يحفظ استقرار الحكم في البلاد؟
الرئيس : أولا.. أنا لست »ضامن عمري».
ثانيا.. إنني أنظر إلي الدولة وأبحث عن عناصر تستطيع قيادة مصر مستقبلا عن طريق الاحتكاك المباشر، والاختبار والتأهيل وإسناد المسئوليات ومتابعة النتائج.. أبحث عن شخصيات قادرة تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشرف والمقدرة علي قيادة مؤسسات الدولة والإدراك الواعي لدولة بحجم مصر.. وكلما نجحنا في أن تعمل مؤسسات الدولة بصورة قوية وفي تكامل بينها، نقدر أن نتوقع أن يعمل القادم بشكل أفضل وأسهل.
إنني لا أنسي مشهد الرئيس الفرنسي أولاند وهو يشير مودعا للرئيس الجديد ماكرون بكل اللطف والأمان، وأتمني أن أري هذا المشهد في مصر.
سيادة الرئيس.. علي ذكر مؤسسات الدولة.. سمعناك مؤخراً تدعو المؤسسات إلي التكامل ونبذ الخلافات، ما الذي ينقصنا لبناء علاقات صحية بين المؤسسات الدستورية؟
الرئيس : هذه تجربتنا في ظل دستور جديد يصوغ مسارات تعامل جديدة بين المؤسسات.
وأي دستور في أي دولة هو الذي يشكل صيغة مجتمعية بين الشعب ومؤسسات الدولة.. ولابد لنا أن نقبل التجربة ولا نخشاها، وأتمني كمؤسسات دولة أن نكون منتبهين كي تنجح تجربتنا.
سيادة الرئيس.. قانون الهيئات القضائية أثار جدلاً بين رجال القضاء ونعلم أنك لم تشأ التدخل احتراما للسلطة التشريعية، ثم وجدنا مجلس الدولة يرسل إليكم اسم مرشح وحيدا لرئاسة المجلس، خلافا لنص القانون.. كيف تري علاقة الحكم بالقضاء؟
الرئيس : أنا أحترم كل مؤسسات الدولة وأحافظ عليها، والقضاء مؤسسة محترمة تحب مصر وتخاف عليها، أما بالنسبة لمجلس الدولة فهم درسوا الموضوع بشكل متكامل، ووضعوا اختيارهم وسأتخذ قراري طبقاً للقانون وللمصلحة الوطنية.
سيادة الرئيس.. تثار أقاويل في بعض الأروقة السياسية وفي بعض الكتابات عن وجود صراع أو منافسة بين الأجهزة.. هل لذلك ظل من حقيقة، وبماذا تفسر هذه الأقاويل؟
الرئيس : هذا الكلام غير موجود علي الإطلاق. ولا تنسوا أن هناك مغرضين يطلقون شائعات الهدف منها النيل من هيبة الدولة، ثم علي أي شيء سيتنافسون أو يتصارعون؟! ثم إن المدد الزمنية لرئيس الجمهورية التي كفلها الدستور، لم تعد كما كانت من قبل حينما كانت أنظمة الحكم تبقي 20 أو 30 سنة، وتداول السلطة معناه أن من يأتي للحكم هو وشأنه مع أجهزة الدولة.. ومعني الصراع غياب صانع القرار.. إنني أنظم العمل بين الأجهزة بحكم سلطاتي الدستورية.. فكيف يحدث صراع.. (أمال أنا باعمل إيه) ؟!
سيادة الرئيس.. هل اختلفت عملية صنع القرار واتخاذه بين المشير السيسي والرئيس السيسي؟
الرئيس : أريد أن أطمئن بأن الأمور لا تؤخذ إلا في إطار مؤسسي، هناك مؤسسات سيادية ومجالس متخصصة ورؤي خبراء ومتخصصون من خارج الإطار التنظيمي.. كما أنني أقابل شخصيات في لقاءات غير معلنة واستمع إلي تصوراتها وتقديراتها، والأداء يتطور كل يوم إلي الأفضل.
سيادة الرئيس.. دعوت أكثر من مرة إلي اندماجات بين الأحزاب المتشابهة في برامجها وتوجهاتها السياسية، ليكون عندنا أكثر من حزب قوي يسهم في تفريخ الكوادر ويضمن تداول السلطة.. كيف يمكن عملياً أن تتحقق هذه الدعوة؟
الرئيس : علينا ألا نتعجل، وألا نسيء لأحزابنا ونصفها بأنها كرتونية أو ضعيفة يجب أن نشجعها لتقوم بدور أكثر فاعلية، وأتمني أن نري الأحزاب ذات الأيدلوجيات المتشابهة تسعي لإيجاد صور للتنسيق أو الاندماج، وأنا داعم لهم جميعا، وأطمئن إليهم، وأثق فيهم ثم كم مضي من فرص علي تجربتنا الحزبية؟! إن هناك دولاً مضي عليها أكثر من 200 أو 300 سنة ونضجت تجربتها الحزبية ومع ذلك مازالت تتحرك وتتطور إنني ضد الاساءة لقوانا السياسية، ونكون أشبه بمن يعاير ابنه لو رسب في مادة ولا يعاونه علي النجاح.
سيادة الرئيس.. لاحظنا تغيير أكثر من وزير للتعليم في الفترة الأخيرة، هل لهذا علاقة بالرغبة في الإسراع بملف تطوير التعليم؟
الرئيس : الدكتور طارق شوقي وزير التعليم الجديد كانت عنده الفرصة كأمين عام للمجالس الرئاسية المتخصصة ومسئول عن المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي ليتابع هذا الملف بعناية، وكان هذا الموضوع محل دراسة من جانبه، وهو صاحب فكرة »بنك المعرفة» الذي وصفه خبراء عالميون بأنه فكرة عبقرية، وسألونا كيف نتيح هذه المكتبة التي تحوي نتاج أرقي المراكز والبحوث في العالم، وجزء كبير منها معرب وجزء آخر بالإنجليزية واللغات الأخري، وكل ما نتمني معرفته من علوم متاح وفقا للعقد الذي أبرمناه، ولبنك المعرفة موقع هائل له »سيرفر» استغرق تجهيزه نحو 4 أشهر ليس معني هذا أن الوزراء السابقين علي الدكتور طارق كانوا سيئين.. أبدا إنما التحدي كبير لذا اخترنا أن نعطي فرصة للمتابع.
سيادة الرئيس.. ملف الزيادة السكانية أحد أهم التحديات التي تجابه التنمية في مصر.. هل هناك إجراءات تتم دراستها لمواجهة ارتفاع معدلات زيادة السكان؟
الرئيس : لعلكم لاحظتم أننا بدأنا نرفع نبرة الحديث عن هذه القضية بعدما كنا نتحدث عنها علي استحياء بسبب خطة تثبيت الدولة.
الحكومة تتحرك لدراسة برامج ومقترحات وقوانين لضبط الزيادة السكانية، بعدما ارتفع عدد المواليد سنويا إلي 2.5 مليون نسمة بمعدل يزيد علي 3 أمثال النسبة في الصين التي نجحت في ضبط النمو السكاني منذ عقود وحققت نتائج اقتصادية مبهرة.
سيادة الرئيس.. الجمهورية خصصت صفحة أسبوعية لعلاج قضية الزيادة السكانية ودار أخبار اليوم تعتزم تنظيم مؤتمر عام عن قضية السكان يشارك فيه الخبراء والمتخصصون والوزراء المعنيون، بهدف إيجاد حلول عملية لمشكلة الزيادة السكانية والمقترح أن يقام المؤتمر بعد إجازة عيد الفطر المبارك.
الرئيس : يمكن بعد انتهاء المؤتمر، عرض التوصيات التي سيخرج بها علي المؤتمر الدوري للشباب، لمناقشتها والتحاور حولها.
بمناسبة مؤتمرات الشباب ما تقييمك للنجاح الذي تحققه هذه المؤتمرات، وتواصلك مع الشباب.. وهل صحيح ما يردده البعض عن أنه مغلق علي اتجاهات سياسية؟
الرئيس : فكرة عقد هذه المؤتمرات عبقرية، وحققت كل أهدافها، ووعي الشباب الذين ألتقي بهم في المؤتمرات أكثر من رائع، فأستمع إلي تجاربهم وأفكارهم، من خلال هذا الجسر الحقيقي مع الشباب، وأنا اعتبر هذه المؤتمرات أحد عناصر قوة مصر الناعمة.. وفي زياراتي الأخيرة استمعت إلي ثناء مسئولين كبار علي هذه المؤتمرات ورغبتهم في حضورها، وستتم دعوتهم إلي المؤتمرات القادمة وهناك أيضا مؤتمر دولي للشباب في نوفمبر يجري الإعداد له، ودعوة المؤسسات الشبابية من مختلف دول العالم لحضوره.
مؤتمرات الشباب غير مغلقة، ونحن نحرص علي أن تعقد في كل مرة بمحافظة مختلفة، ويحضرها أبناء هذه المحافظات بالأساس بجانب شباب من باقي المحافظات، وهناك شباب من أحزاب وقوي سياسية تشارك في المؤتمرات بالحضور أو من خلال الأسئلة، كما تابعنا في مؤتمر الإسماعيلية عبر جلسة (اسأل الرئيس) وهذه المؤتمرات أكثر اتساعاً وشمولية من اللقاءات المغلقة، فضلا عن أنها تستمر 3 أيام وتذاع جلساتها علي الهواء بمحطات التليفزيون ويشاهدها باقي أبناء الشعب، وبالنسبة للفئات الجماهيرية الأخيرة من غير الشباب كالعمال والمرأة، فإنني حريص علي حضور كل مناسباتهم.
سيادة الرئيس.. ألم يحن الوقت لإطلاق حملة قومية لمحو الأمية خلال فترة زمنية محددة؟
الرئيس : تذكرون في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، أنه تم تكليف شباب الأحزاب في مقررات المؤتمر بتبني قضية محو الأمية والعمل التطوعي، وقد انتهوا فعلاً من وضع ملامح لحملة قومية وإجراءات تنفيذها، وسوف ترسل إلي الرئاسة أول الأسبوع المقبل، والأمر المشرف أن الأحزاب شاركت بحماس وقدمت مقترحاتها.
سيادة الرئيس.. التقيتم بمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية منذ أيام كيف تري دورها في نشر الثقافة ومجابهة التطرف؟
الرئيس : نحن حريصون علي كوادرنا والشخصيات التي أعطت وأثرت الحياة الثقافية مثل د.إسماعيل سراج الدين رئيس مجلس الأمناء السابق للمكتبة وقلت له: أنت معنا في مجالس أخري، كمجلس كبار العلماء والمجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وقلت لأعضاء مجلس الأمناء إننا مستعدون للقيام بدور أكبر وأوسع سواء داخل مصر أو خارجها لدعم رسالة مكتبة الإسكندرية كمنارة عالمية.
سيادة الرئيس.. بمناسبة ذكر المجلس الأعلي لمكافحة التطرف والإرهاب.. متي يتم تشكيله؟
الرئيس : نحن نعمل علي وضع قانون المجلس وتشكيله، وقد عقد رئيس الوزراء ثلاثة اجتماعات للتنسيق وبحث تشكيل المجلس ومهامه والتشريع الخاص به. وأمام المجلس قضية كبري هي قضية الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب الناجم عنه، ومهمته وضع إجراءات فكرية وإنسانية من خلال عمل مؤسسي له القدرة علي تمرير قراراته علي مستوي الدولة.
سيادة الرئيس.. هل مايزال الإرهاب يمثل خطراً يهدد بقاء الدولة؟.. وكيف تسير الحرب علي الإرهاب؟
الرئيس : لا.. لم يعد الإرهاب يهدد بقاء الدولة المصرية.. ولن يستطيع أحد أن يهدد بقاء الدولة إلا الداخل المصري.. شعب مصر وحده هو من يقرر الحفاظ علي الدولة وبقائها من عدمه.. وهذا رهاني الكبير الذي أعلقه علي عقل وقلب وضمير المصريين جميعا هو أن يحافظوا علي بلادهم.
والإرهاب بصفة عامة فساد فكري في عقائد من يعتنقونه.
والموقف بالنسبة للحرب علي الإرهاب تحسن بشكل كبير، وقدرتنا علي المجابهة تزداد بصورة كبيرة، والإرهاب قضية لا تنتهي في يوم وليلة، لذا يستخدم كأداة لتدمير الدولة، ولنا أن نلاحظ حجم الخسائر التي لحقت بنا في إيرادات السياحة التي تأثرت بالإرهاب.
وهدم الدولة لا يكون عبر التأثير علي الاقتصاد، وانما عبر استخدام الاقتصاد كأداة لهدم آمال الناس.
لذا لابد من تحرك الناس لإصلاح الواقع، وهذا لن يتحقق إلا بالعمل والفهم وإدراك التحديات، وانني مطمئن للجهود الأمنية العسكرية التي تتحسن كل يوم في مجابهة الإرهاب.
سيادة الرئيس.. فور وقوع حادثي كنيسة طنطا وكنيسة الاسكندرية، لم تتردد في إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور.. هل أثمر هذا الإجراء في مجال مكافحة الإرهاب؟
الرئيس : حالة الطوارئ أتاحت الفرصة للأجهزة للتعامل في اطار صلاحيات أوسع، وأعطت اشارة قوية بأننا لن نتردد في حماية بلادنا مهما تطلب الأمر.. وجاء رد فعل الشعب ليعكس فهمه ووعيه بحجم المخاطر، ولاحظنا ذلك في اجماع البرلمان علي قرار إعلان الطوارئ وموقف الرأي العام.
سيادة الرئيس.. في غير مجابهة الإرهاب، لا يلحظ أحد أن هناك حالة طوارئ معلنة في مصر.. ما السبب؟
الرئيس : لأننا لا نحاول اتخاذ إجراءات استثنائية لا لزوم لها.
سيادة الرئيس.. لاحظنا في الأسبوع الماضي خروج فتاوي غير مسئولة بتكفير شركاء الوطن من أناس كان يفترض فيهم الوعي والتحلي بالمسئولية.. كيف تابعت هذه التصريحات؟
الرئيس : هذه التصريحات تؤكد أن تخلف الفهم الديني لازال هو التحدي، ولابد أن نتحسب من الهوس الديني، فنحن نريد أن نعيش ونمارس إيماننا باعتدال حقيقي وبسماحة وفهم، وأري أن رد فعل الناس واستياءهم كان أبلغ رد علي مثل هذه الفتاوي غير المسئولة.
سيادة الرئيس.. الأزهر تعرض لهجمة إعلامية شرسة، لم تخفت حدتها برغم العبارات القاطعة التي أعلنتها في خطابك أثناء زيارة بابا الفاتيكان لمصر، والتي تؤكد علي الإعلاء من شأن الأزهر والتقدير لشيخه.. كيف تري دور الأزهر؟
الرئيس : الخط العام لنا هو الحفاظ علي مؤسسات الدولة المصرية وتشجيعها علي القيام بدورها وتطويره ليتناسب مع التحديات والمخاطر التي تواجهنا والأزهر له مكانة كبيرة في مصر وخارجها لذا نحن مصرون علي أن ينهض بهذا الدور، والمنطقة والعالم في أحوج ما يكون لهذا الدور.
سيادة الرئيس.. زيارة البابا فرانسيس لمصر كانت أكثر من ناجحة.. وبرغم ذلك لم نستطع استثمارها الاستثمار الأمثل عالميا سواء من الناحية السياسية والأمنية أو من الناحية الدعائية السياحية.. هل تتفق مع هذا الرأي؟
الرئيس : لست معكم.. لماذا لا تصدقون أن ما تحقق جيد جداً.. لماذا تشعرون أنكم مقصرون وتجلدون ذواتكم؟.. الاستفادة تحققت بالفعل، العالم ينظر إلينا.. فهل تحقق هذا دون جهد مبذول؟! كذلك وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها تحدثت عن الزيارة وعن مصر.. تنفيذ الزيارة في حد ذاته في هذا التوقيت انجاز.. ترتيباتها انجاز.. فعالياتها انجاز.. كلام البابا عن مصر أم الدنيا وعن انها التي أنقذت العالم من المجاعة في عهد النبي يوسف وأنها التي ستنقذ المنطقة من مجاعة الأخوة والمحبة.. كل هذا انجاز نحن الذين نعطي الآخرين الانطباع عن بلادنا.. لو قلنا البلد فاسد سينقلون عنا.. ولو قلنا إنه غير مستقر أو أن الحكومة ضعيفة سينقلون ذلك أيضا عنا.
سيادة الرئيس.. نسألك في كل مرة عن الإعلام المصري.. هل تجد أنه بدأ يصحح مساره، أم يرتد إلي الوراء؟
الرئيس : لا يوجد ارتداد إلي الوراء إعلامنا يتحرك للأمام وسنتحسن أكثر وهذه ليست مجاملة للإعلام.
سيادة الرئيس.. أخيرا أنشئ المجلس الأعلي للإعلام والهيئتان المسئولتان عن ماسبيرو وعن الصحافة القومية.. ما هو الدور الذي تنشده من المجلس والهيئتين؟
الرئيس : التجربة مازالت في بدايتها.. وكل الدعم لها في ضوء الدستور والقانون، نحن لا نريد أن نتعجل النتائج، الأمور تأخذ وقتها، ولابد أن نشجع ونحترم المؤسسات التي أقرها الدستور وأنا أدعم وأحترم هذه المؤسسات لأنها تقوم بدور رائع في خدمة دعم وبناء الوطن وهذا الدور سيكتمل بعد صدور قانون الصحافة والإعلام، وإنني متأكد من أنها ستحقق النتائج المرجوة.
سيادة الرئيس.. نأتي لعلاقات مصر مع محيطها العربي والدولي.
تلقيت دعوة من خادم الحرمين للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض.. هل ستشارك فيها؟
الرئيس : سأشارك- بإذن الله- في هذه القمة التي تنعقد يوم 21 مايو، وأنا حريص علي تلبية أي دعوة من الملك سلمان.. فمصر والسعودية هما جناحا هذه الأمة، والتنسيق والتعاون والتشاور يتم علي أعلي درجة.. ودائما تجد مصر مع أي جهد يساهم في تحقيق الاستقرار ومجابهة التطرف والإرهاب.. وسنحاول استثمار المؤتمر ولقاءاته لصالح الاستقرار في المنطقة.
سيادة الرئيس.. التقيت الرئيس الأمريكي ترامب الشهر الماضي في واشنطن، وتلقيت منه اتصالا هاتفيا منذ يومين تناول قمة الرياض المقبلة وعبر فيه عن تطلعه لزيارة مصر في أقرب وقت.. كيف تري مسار العلاقات المصرية الأمريكية في ضوء وعود الرئيس الأمريكي الجديد لمصر بتقديم كل العون والمساندة لها؟
الرئيس : لديَّ ثقة كبيرة في شخص الرئيس ترامب وفي قدراته وفي وعوده.. وهناك أشياء نعلن عنها وأشياء لا نعلنها.. الأمور تسير بإيجابية وأنا أعتبر الرئيس ترامب شخصية متفردة وعظيمة للغاية، فهو إذا دخل في قضية لا يقبل بالفشل فيها، ولا يرضي بغير النجاح.
سيادة الرئيس.. أطلقتم علي القضية الفلسطينية اسم قضية القرن، وتحدثت مع الرئيس ترامب بشأن العمل علي إحلال السلام وحل هذه القضية والتعاون لإنهاء باقي أزمات المنطقة.. هل هناك أمل إزاء حل هذه القضية في ظل إدارة ترامب؟
الرئيس : الفلسطينيون مستعدون للسلام.. والعرب مستعدون للسلام.. واسرائيل تري أنه يوفر فرصة وبالفعل هناك فرصة اذا احسن اغتنامها سنصل إلي حل وسيصبح الصراع تاريخا.. والرئيس ترامب هو الرقم الحاسم في هذا الحل.. وتقديري أنه لا يأخذ أوقاتاً طويلة في حسم القضايا، والآليات ومحاور الحركة لديه مختلفة لأنه شخصية قادرة لا يعمل كالآخرين.. وأقول للرأي العام والشعب الاسرائيلي إن لديكم فرصة للسلام، ولدينا جميعا فرصة لنعيش معاً ونوفر مستقبلاً أفضل لشعوبنا بعيدا عن الكراهية، ومن الخطأ الشديد إهدار هذه الفرصة ونحن ندخل القمة العربية الإسلامية الأمريكية باستراتيجية ذات آمال عريضة وعندما التقيت مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض كان تركيزنا علي مكافحة الإرهاب وحل القضية الفلسطينية.. ومصلحتنا واحدة في هذا الشأن.
سيادة الرئيس.. كيف تقيم التعاون المصري الخليجي في ضوء جولتك الأخيرة بدول الخليج الشقيقة؟
الرئيس : العلاقات المصرية الخليجية لا يمكن أن تنفصم فنحن مصيرنا واحد.. والجولة جاءت في إطار تعزيز علاقات التعاون وبحث الوضع الإقليمي.. ونحن نزور الاشقاء في دول الخليج وهم يزوروننا من أجل التنسيق والتشاور.
سيادة الرئيس.. سمعناك توجه الشكر لدولة الإمارات عند افتتاح صوامع الغلال الجديدة.
الرئيس : هذا صحيح.. فدولة الإمارات الشقيقة أهدت مصر 25 صومعة غلال، قيمة الواحدة منها 150 مليون جنيه منذ 3 سنوات وقد أنشأت هذه الصوامع 3 جهات مصرية هي المقاولون العرب والهيئة الهندسية والهيئة العربية للتصنيع بالتعاون مع خبرة أجنبية.
سيادة الرئيس.. سوريا تحتل مكانة تاريخية خاصة لدي مصر.. أين الدور المصري في حل الأزمة السورية؟
الرئيس : دائما نسعي لأن يكون لنا دور إيجابي في دعم أي جهد سياسي لإيجاد مخرج في إطار الحفاظ علي الأراضي السورية ووحدتها واحترام إرادة الشعب السوري في اختيار مصيره، ورفض أن يكون هذا الشعب أسيرا أو الدولة السورية أسيرة للجماعات الإرهابية المتطرفة.
وهذا هو موقفنا مع كل القضايا العربية الأخري، فلن نستعيد عافيتنا كمنطقة عربية إلا باستعادة هذه الدول وانتشالها من أزماتها.
سيادة الرئيس.. يبدو الدور المصري ناشطا في الأزمة الليبية، وقد التقيت منذ أيام بالمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي.. إلي أين تسير جهود تحقيق الوفاق الوطني الليبي؟
الرئيس : ليبيا دولة جوار مباشر، واستقرارها يؤثر بشكل مباشر علي أمننا القومي.. ونحن حريصون علي أن يكون لنا دور ايجابي داعم لإيجاد حل سياسي يحقق الاستقرار الأمني لليبيا الشقيقة.. والحقيقة أن لقائي مع المشير حفتر كان لقاءً رائعا، وأنا أثق به ونحن ندعم بقوة صمود التوافق بين الأشقاء الليبيين وندعو إلي رفع حظر تسليح الجيش الوطني الليبي الذي نعتبره هو الأساس في تحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا.. نحن ندعم الجيوش الوطنية في كل الدول العربية التي تعاني من أزمات. وهناك تنسيق بيننا وبين الأشقاء في الإمارات الذين يلعبون دوراً إيجابيا لصالح عودة الاستقرار إلي ليبيا، والمصلحة واحدة بيننا في إعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق من أجل عودة الدولة الليبية.
سيادة الرئيس.. سمعنا كثيرا من روسيا عن قرب عودة رحلات الطيران إلي مصر، لكن لم يتحقق شيء، وبدأنا نسمع تصريحات من مسئولين روس ترجئ هذا الأمر.. كيف تسير العلاقات المصرية الروسية.. وإلي أين وصل اتفاق انشاء محطة الضبعة النووية؟
الرئيس : أحد ثوابت علاقات مصر الدولية هو الانفتاح علي جميع الدول بعيداً عن الاستقطاب والتحالفات.. ونحن نقدر روسيا ودورها ودعمها لنا ولا يمكن أن نعلق علاقتنا علي موضوع عودة السياحة.. فالعلاقات بين الدول أكبر من هذا بكثير.. إننا نسعي لتوفير الأمن والأمان لكل السياح وليس للسياح الروس فقط، وهذا يعكس قوة وهيبة الدولة المصرية، ومن يزور مصر آمن ولابد أن يكون آمنا.
أما بالنسبة لموضوع الضبعة، فالاتفاق يشمل عقودا وتم التوصل نهائيا لاثنين أو ثلاثة منها والتفاوض مستمر علي ما تبقي من عقود، وبمجرد أن تكون جاهزة، سنبدأ العمل في اتجاه توقيعها والأمور علي مسار العلاقات المصرية الروسية تمضي بشكل طبيعي.
سيادة الرئيس.. كيف تري العلاقات المصرية الفرنسية، في ظل دخول الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون إلي قصر الإليزيه؟
الرئيس : علاقتنا بفرنسا رائعة، وقد أصدرنا بيان تهنئة للرئيس الفرنسي الجديد باسم رئاسة الجمهورية.. ونحن نقدر انشغال الرئيس ماكرون بتسلم السلطة لتوه، لنهاتفه ونقدم له التهنئة.. أيضا علاقتنا بألمانيا طيبة وتسير بشكل جيد معها ومع دول الاتحاد الأوروبي.
سيادة الرئيس.. نلاحظ أن العلاقات المصرية السودانية ينتابها مد وجزر، بالرغم من الأواصر التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين والشعبين.. إلي درجة التراشق عبر وسائل التواصل والإعلام.. كيف تقيم هذه العلاقات؟
العلاقات المصرية السودانية تتسم بالخصوصية الشديدة وتتعدي مرحلة الشراكة الاستراتيجية إلي مرحلة المصير الواحد.. النيل الذي جمع الشعبين المصري والسوداني علي مدار التاريخ سيظل شاهدا علي ذلك.. وأنا علي اتصال دائم بالرئيس عمر البشير وأرفض أية محاولات من شأنها النيل من عمق العلاقات بين البلدين.
سيادة الرئيس.. كيف تسير الأمور مع إثيوبيا في ملف سد النهضة؟
الرئيس : منذ أن توليت مهام منصبي وأنا أولي العلاقات مع إثيوبيا أهمية خاصة ورؤية الدولة تجاه العلاقات مع إثيوبيا قائمة علي الاحترام المشترك ومراعاة تحقيق مصالح الدولتين ونحن حريصون علي استمرار التعاون والاتصال بين الدولتين وفي القمة الأفريقية الأخيرة التقيت برئيس الوزراء الإثيوبي واتفقنا علي استمرار عمل اللجان الفنية والهندسية الخاصة بمتابعة سد النهضة الإثيوبي وحرصنا علي أن نزيل كافة أسباب التوتر بين البلدين.
قبل ان نختتم حوارنا.. نود أن نسألك عن تحالف 30 يونيو ونحن نقترب من الذكري الرابعة لهذه الثورة المجيدة.. هناك من يري ان هذا التحالف قد انتهي أو علي الأقل اصابه التآكل.. هل تتفق مع هذه الرؤية؟
الرئيس : هذا التحالف الوطني لم ينته وقد فرضته الحالة القائمة وقتها والظروف. وشعبنا قادر بوعيه وإرادته علي أن يتحرك تلقائيا ببوصلة تثير الإعجاب الشديد وشعبنا كان يري كل شيء دون توجيه.. وكل الناس تتحرك في مواجهة الخطر. وأنا لم أشاهد أن هذا التحالف أصابه ضعف أو تفكك فهو موجود وقائم سواء في مواجهة خطر وقتي أو خطر ممتد.
ونحن ليس أمامنا خيار إلا العمل والصبر والتضحية ثم الإيثار.
سؤالنا الأخير.. كما تعودنا أن نسألك يا سيادة الرئيس: هل مازلت متفائلا؟
يبتسم الرئيس ويقول: كيف بعدما ذكرت لا أكون متفائلا؟! إن حجم التخلف والتراجع الذي لحق ببلدنا كان يفوق الخيال، وصار حجم العمل والانجاز فوق الخيال.
إنني متفائل لأن مصر دولة تنتفض وتنهض.. وأقسم بالله أننا سنحقق معا ما هو فوق خيال المصريين.. إذا صبروا.
شكراً سيادة الرئيس علي وقتك وعلي صراحتك وسعة صدرك.
أبحث عن شخصيات قادرة تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشرف والمقدرة علي قيادة مؤسسات الدولة والإدراك الواعي لدولة بحجم مصر.. وكلما نجحنا في أن تعمل مؤسسات الدولة بصورة قوية وفي تكامل بينها، نقدر أن نتوقع أن يعمل القادم بشكل أفضل وأسهل.
الحكومة تتحرك لدراسة برامج ومقترحات وقوانين لضبط الزيادة السكانية، بعدما ارتفع عدد المواليد سنويا إلي 2.5 مليون نسمة بمعدل يزيد علي 3 أمثال النسبة في الصين التي نجحت في ضبط النمو السكاني منذ عقود وحققت نتائج اقتصادية مبهرة.
الخط العام لنا هو الحفاظ علي مؤسسات الدولة المصرية وتشجيعها علي القيام بدورها وتطويره ليتناسب مع التحديات والمخاطر التي تواجهنا والأزهر له مكانة كبيرة في مصر وخارجها لذا نحن مصرون علي أن ينهض بهذا الدور.
دائما نسعي لأن يكون لنا دور إيجابي في دعم أي جهد سياسي لإيجاد مخرج في إطار الحفاظ علي الأراضي السورية ووحدتها واحترام إرادة الشعب السوري في اختيار مصيره.
وكان الجزء الأول من حوار الرئيس قد على العديد من القضايا المحلية التي تهم المواطن المصري، ومنها تقديم السيسي كشف حساب عن مصر بين ٢٠١٤ و٢٠١٧ إلى الشعب في يناير أو فبراير، وإعلانه عقد مؤتمر علني للجيش والشرطة والمحافظين بعد اسبوعين عن نتائج استعادة حق الشعب في أرض الدولة، وكان من بين العناوين:
• كيف نترك آلافا يأخذون مقدرات 90 مليونا في دولة تعاني وشعبها يئن؟
• أخطئ في حق بلدي.. إذا خشيت من الإصلاح على شعبيتي
• اكتشافات الغاز ستوفر لنا 3.6 مليار دولار سنويا من فاتورة الاستيراد
• المشروعات الجديدة تتكلف 200 مليار جنيه سنويا
• سوف يتساءل المواطن قريبا كيف خرجنا من الغلاء وسوء الخدمات ؟!
• مازلنا في مرحلة مدتها ٤ سنوات لتثبيت الدولة
• قرار تحرير سعر الصرف سليم في توقيته ولم أجد بديلا عن اتخاذه لصالح البلد والشعب
• لولا القوات المسلحة ما استطعنا مجابهة التحدي
• ثلث تكلفة المشروعات تذهب لأجور نحو 3 ملايين عامل
• نزرع 100 ألف فدان من الصوب بالخضر والفاكهة
• وصول باكورة مشروع المليون رأس ماشية