تنمية ثقافيةمقالات

هاني طاهر يكتب :فى ذكرى ميلاده.. عينى عليك يا اسماعيل ياسين

img-20160915-wa0013

هاني طاهر -المصريين بجد

مقالات ذات صلة

عندما كنت اجد فى اوائل التسعينيات المهندس ماجد ابن الفنان على الكسار يهتم وحتى اليوم باحياء ذكرى والدة .. فيظهر بالتلفزيون والفضائيات يسرد تاريخ والده .. ويصدر كتابا مهما بعنوان بربرى مصر الوحيد.
كنت اسأل نفسي واين نجل الفنان اسماعيل ياسين من احياء ذكرى والده.. وبخاصة ان ياسين كان وحتى وفاته من اشهر مخرجى الافلام البوليسية والتشويق.
كيف لفنان كان يحب زوجته واولاده الى درجة العبادة لا يحد ردا للمعروف من ولده.. وقد جاء فى العدد الخاص عن سمعه بمجلة الكواكب ان اسماعيل من بين عده مشاهد قصيرة ينهيها بكل فيلم يجرى الى التليفون ويهيم غزلا وغراما لزوجته.. ووصفت المجلة حفلات اعياد ميلاد طفله الصغير ياسين بالمبهرة التى يعزم فيها اهل الفن على ما لذ وطاب.
الى ان نوهت الفنانة سعاد مكاوى فى حلقة قديمة بالتلفزيون المصرى .. ان نهاية اسماعيل ياسين المأساوية تسببت فيها زوجته واسرته وانها كانت تتمنى ان تذكر واقعة مشينة حدثت فى الساعات الاخيرة قبل وفاة اسماعيل من زوجته ونجله لولا انها لا تريد ان تفضحة.
اذن السؤال الذى كنت ابحث عنه قبل ممارستى الصحفية كادت ملامحة ان تتضح من رواية سعاد مكاوى.. وهو ما يؤكد ان ياسين قد لا يقدم لتاريخ والداه شيئا قبل وافاة الابن.
وفى عام ٢٠٠١ عندما افتتحت سينما رينسانس بالسويس مكان مسرح اسماعيل ياسين اشترط المحافظ ان تحتفظ السينما باسم اسماعيل ياسين بارزا على واجهة السينما وبالفعل اصبح اسمها رينيسانس اسماعيل ياسين، فى واقعة لما تفعلها ادارة رينيسانس اى يشارك اسمها اى لقب اخر بفروعها المنتشره بالجمهورية.
ليأتى ياسين ويقوم بضجة اعلامية مطالبا بالتعويض المادى عن استغلال اسم والده فى تصرف مخجل. ومسؤلى السينما كادوا ان يعلنوها احنا ملناش دعوه بأسم اسماعيل .. المحافظة هى اللي عاوزة كده.. وانتهى الامر بعد ان ايقن ياسين انه دخل فى معركة خاسرة.
ثم ينوه مؤخرا المؤرخ السويس الكبير حسين العشي بمقاله فى مايو 2015 (رحمه الله) ..عن هذا التصرف المأساوى من اسرة اسماعيل ياسين والتى جعلته يغفو وينام حزينا مقهورا الى ان تلقى روحه بارئها.
فهل يستحق اسماعيل ياسين هذة النهاية والتى سبقها فى سنواته الاخيرة ايام صعبة جدا من قسوة مرض النقرس عليه وخسائر مالية كبيرة بسبب انصراف الجمهور عن فرقته المسرحية وحجز الضرائب على ما تبقى من امواله والعمارة التى يمتلكها.
فنان اضحك كل المصريين وفى اخر ساعة بحياته بكى كما لم يبكى غيره على وجه الارض من قبل.
كان فى ايامه الاخيرة يحتاج الى اى من يقدم له يد العون ويقف بجانبه فى محنته .. وبخاصه انه كان يشعر بدنو اجله .. ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺪّ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻨﻌﻪ ﺩﺍﺀ «ﺍﻟﻨﻘﺮﺱ » ﻣﻦ
ﻣﻌﺸﻮﻗﺘﻪ « ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ» ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻻﺑﻨﻪ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ :
– ﺃﻧﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﻟﺤﻤﺔ، ﺃﻭ ﺣﺘﺔ ﻓﺮﺧﺔ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻫﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﺮﺿﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﻻﺑﻨﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻛﻴﻒ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺣﻄﺎﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﺘﺔ، ﻭﻛﻴﻒ
ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﺫﻳﺐ ﻭﻛﻴﻒ ﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﻙ، ﺛﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺩﻣﻌﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻤﺘﻮﺝ، ﻭﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺪ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻟﻲ، ﺣﺘﻰ ﺗﺂﻣﺮﺕ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ! ﺿﺤﻚ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻃﻮﻳﻼً … ﻭﺍﻧﺪﻫﺶ ﺍﺑﻨﻪ :
– ﺑﺘﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻪ ﻳﺎ ﻋﻢ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ .
ﺑﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺿﺤﻜﺖ ﻋﻠﻴﺎ، ﺑﺘﺨﻠﺺ ﺗﺎﺭﻫﺎ (ﺛﺄﺭﻫﺎ ) ﻣﻨﻲّ .
– ﻟﻴﻪ ﺑﺘﻘﻮﻝ ﻛﺪﻩ؟
– ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﺃﻧﺎ ﺷﻔﺘﻪ ﻣﺤﺪﺵ ﺷﺎﻓﻪ، ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺵ ﺃﻥ ﻣﻤﻜﻦ ﺣﺪ ﻳﺸﻮﻓﻪ ﺑﻌﺪ ﻛﺪﻩ ﺧﺎﻟﺺ ﻣﻬﻤﺎ ﻧﺠﺢ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻃﻠﻊ .
– ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺩﻩ .
– ﻣﺶ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮﻙ، ﻻ ﻷﻥ ﻓﻌﻼً ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﺩﻩ ﻟﻤﺎ ﺑﺒﺼﻠﻪ ﺩﻟﻮﻗﺖ ﺑﺤﺲ ﺇﻧﻪ ﻣﻜﻨﺶ ﻃﺒﻴﻌﻲ . ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻢ .
ﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺤﻠﺘﻮﺵ « ﺍﻟﻠﻀﺎ» ﻭﻣﻔﻴﺶ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﻻ ﻣﻠﻴﻢ ﻭﺟﺎﻱ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻳﻐﻨﻲ ﺯﻱ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻳﻮﺻﻞ ﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻏﻠﻰ ﻧﺠﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻳﻨﺠﺢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺩﻩ ﻛﻠﻪ . ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ
ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﺑﻴﻪ ﻟﺴﺎﺑﻊ ﺳﻤﺎ ﺗﻨﺰﻟﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺴﺎﺑﻊ ﺃﺭﺽ.
……….
ياعينى عليك يا سمعه وعلى اللي شفته من قسوة وجفاء فى اخر ايامك .. حتى بعد مماتك لم تجد الوفاء من اقرب ناسك.
وربما يكون مرض السرطان الذى انهش جسد ابنك ياسين .. مجرد جزاء لصفعته التى انهت حياتك

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics