مقالات

طارق إمام يكتب :روشتة علاج للوعي السياحي

4_n (1) 

طارق إمام – المصريين بجد نيوز
القاهرة

مقالات ذات صلة

* حزين لما نشر في مختلف وسائل الإعلام عما يفعله بعض المصريون من متوسطي الدخل عن جهالة ممن جائتهم الفرصة لزيارة بعض الأماكن التي كانوا يسمعون عنها مجرد سمع فقط أو يشاهدون جمال طبيعتها من خلال المسلسلات والأفلام، وكنت أتمني بدلا من التشهير ونشر الفضائح التي تضر ببلدنا وسياحتنا، أن نتبني حملة قومية مدعمة بروشتة علاج للوعي السياحي من خلال <<نصائح السفر>>

 

* علي سبيل المثال عزيزي القارئ تخيل معي تلك المشهد: “عندك طفل محروم من نزول الشارع حين كان يشاهده من البلكونة فقط، وفجاءة قولته أنزل يا بني وتعامل مع الناس، ماذا تتوقع منه أن يفعل؟”

 

* هناك أسئلة تلح علينا جميعا وهي:

– كيف ننجح في إعادة السياحة إلي سابق عهدها بعد أن تراجع الدخل السياحي بنسبة 80٪ خلال الشهور الماضية بعد أن أحجم السائحون في القدوم إلي مصر وقامت معظم الدول بتحذير مواطنيها من السفر إلي مصر بقصد أو بحسن نية ؟

– وماهي الخطط المستقبلية طويلة الأجل لكي ننهض بهذا القطاع الذي يمثل 11٪ من إجمالي الدخل القومي أي ما يوازي 12 إلي 14 مليار دولار سنويا، وبعد أن أصبحنا نخسر يوميا 40 مليون دولار تقريبا نتيجة توقف الحركة السياحية ؟

-وما هي الإجراءات التي يمكن إتخاذها حتي يساهم هذا القطاع بشكل أكبر في مواجهة قضية البطالة حيث يعمل به بطريقة مباشرة وغير مباشرة اكثر من حوالي 2 مليون فرد ؟

-متي نهتم بالسياحة العلاجية والإستشفائية ؟ فهي من أهم أنواع السياحة والتي بالتأكيد ستدر علينا مدخول سياحي عالي جدا !!، من ثم يجب تطوير المنتجعات الاستشفائية ودعمها بالخبرات الأجنبية، وتحفيز الاستثمار فى الخدمات السياحية المصاحبة فى المنتجعات السياحية وزيادة مقاصد الترفيه وتنويعها على مستوى جميع المدن السياحية ..

* وعلي أرض الواقع نتسائل بعدما تنفرج الأزمة ويأتي السائح ماذا عن كيفية زيادة معدل صرف السائح الأجنبي؟ لأن مقياس الدخل القومي في السياحة يقاس بما ينفقه السائح عندنا، فإذا كانت هناك مغريات سواء في الإقامة أو المزارات السياحية أو الهدايا التي يشتريها كتذكار من مصر، أو بعض المنتجات المصرية الأخري التي يهوي السائح الأجنبي أو العربي حملها معه من مصر، وإذا كان هناك اهتمام بتقديم كل هذا للسائح سوف ينفق أكثر وبالتالي يكون العائد أكبر من قدومه إلي مصر بل سيفكر في العودة إليها مرة تلو الأخري ..

* ومن جهة أخري كيفية العمل علي زيادة مدة بقاء السائح والتي تتراوح عندنا مابين أسبوع إلي عشرة أيام فقط، ورسم صورة ذهنية وسمعة قوية للمقصد السياحي في مصر، لأن السائح كلما قضي فترة أطول زاد إنفاقه أكثر وزادت الاستفادة من بقائه أكثر ..

* (السياحة الداخلية): وهو الموضوع الأكثر أهمية عن كيفية العمل علي زيادة نسبة السياحة الداخلية وتشجيعها بشكل أكبر حتي يعرف المواطن المصري بلده جيدا ويستفيد من إمكاناتها السياحية ويتمتع بمناطقها السياحية أيضا، ومواجهة حالة الركود في المنشآت السياحية الحالية في مختلف أنحاء مصر ..

  • (روشتة علاج): ولكن لابد أن نعترف أن هناك فجوة حالية بين المواطنين من متوسطي الدخل وبين القائمين علي السياحة في مصر، ولذا علينا وضع أليات وخطط لتنمية ثقافة بعض المصريين من متوسطي الدخل قبل ذهابهم الي تلك المناطق السياحية، وضرورة الاستفادة من التطور السريع والمتلاحق في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر واستغلالها عن طريق التكثيف علي نشر «نصائح السفر» وعمل حملة قومية للوعي السياحي لتطوير وتنمية طريقة تعاملهم مع السائحين والمحافظة علي الأماكن التي يزورونها، ونستطيع إتمام هذا كله قبل شهور قليلة من فتح باب الأسعار المخفضة للمناطق السياحية، ونهتم في نفس الوقت بتعزيز الانتماء والهوية من خلال إحساس المواطن المصري بقيمة وطنه وأنه يتمتع بمغريات الجذب السياحي مما يحقق الصحة النفسية له وهو مايمثل الأساس في تعامله مع السائح الأجنبي، وهنا نحول السياحة الداخلية إلي قاعدة انطلاق للسياحة العربية والدولية وبديلاتها وقت حدوث الأزمات ..

 

 

 

 

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics