أخبارتنمية ثقافيةمقالاتمقالات رئيس مجلس الادارة

كلام مش فاضي

شخابيط

ايمان زيدان-المصريين بجد

#مش_كلام_فاضي
بفكر إزاي الإنسان بيجري ورا حاجات كتير في حياته، لحد ما يكتشف إن أغلب اللي كان شاغله ماكانش له قيمة كبيرة، وإن أبسط اللحظات اللي كان فاكرها عادية هي اللي بتفضل في الذاكرة وتسيب أثر.
بفكر كمان إن ساعات الراحة النفسية مش في إنك تلاقي الإجابات لكل حاجة، لكن في إنك تتقبل إن بعض الأسئلة هتفضل مفتوحة، بس ده جزء من جمال الرحلة.

بفكر إزاي اللحظات اللي بنقف عندها ونسأل “إحنا فين وإزاي وصلنا هنا؟” هي لحظات فارقة، بتكشف لنا إن الرحلة عمرها ما كانت مستقيمة. دايمًا في مطبات، منعطفات، وحاجات ملناش سيطرة عليها.
بس الغريب إن الحاجات دي هي اللي بتشكّلنا فعلاً، وبتخلينا نكبر بطريقة إحنا ما كناش مخططين لها.

يمكن السر مش في إنك تفضل تحاول تمسك كل خيط، لكن في إنك تسيب بعض الخيوط تفلت منك، وتكتشف إيه اللي باقي لما كل حاجة تهدأ. ساعات اللي بيفضل هو اللي كان مهم من البداية.

بفكر كمان إن أغلب الوقت بنعيش بين الماضي والمستقبل، بنندم على حاجات فاتت أو بنقلق من اللي جاي، لدرجة إننا بننسى نعيش اللحظة نفسها. بنفكر إن السعادة هي هدف بعيد، حاجة هنحققها لما نوصل لمكان معين أو نحقق إنجاز كبير، بس الحقيقة؟ ممكن تكون السعادة موجودة في التفاصيل الصغيرة اللي بنمر بيها من غير ما ناخد بالنا.

زي صوت المطر بالليل، كلمة طيبة من حد بتحبه، أو لحظة هدوء تلاقي فيها نفسك بتتنفس من غير ما تحس بثقل. يمكن الحل مش في إنك تدور على “المعنى الكبير”، لكن في إنك تلاقي الجمال في البساطة، في الفوضى، وفي الحاجات اللي مش كاملة، زي ما هي.

بفكر إزاي كل واحد فينا شايل جواه قصة محدش غيره عارفها بالكامل، قصة مليانة تفاصيل صغيرة، لحظات انتصار، كسر، قرارات أخدها في سكوت، ومعارك خاضها وهو مبتسم علشان محدش يحس بتعَبُه. كل حد بنقابله هو عالم كامل، مليان أسرار وأسئلة.

يمكن أكبر هدية ممكن تقدمها لحد هي إنك تكون حاضر معاه بجد، تسمعه من غير أحكام، وتفهم إن الكلمة اللي هتقولها ممكن تكون حاجة عابرة بالنسبة لك، لكنها بالنسبة له ممكن تغيّر يومه أو حياته.

وفي الآخر، بفكر إن الحياة مش مسابقة، وإن كل حد ماشي بسرعته، بتجربته الخاصة. المهم هو إنك تكمل، حتى لو بخطوات صغيرة، حتى لو الطريق لسه مش واضح.

بفكر إن أوقات الوحدة اللي بنهرب منها ممكن تكون أكتر لحظة صادقة نعيشها مع نفسنا، لما نواجه أسئلتنا من غير ضجيج، من غير ما نحاول نلاقي إجابات جاهزة. يمكن الوحدة مش نقص، لكنها مساحة لإعادة ترتيب الفوضى اللي جوانا، عشان نسمع صوتنا الحقيقي بعيد عن أصوات الناس.

بفكر كمان إن الحزن مش عدو زي ما إحنا فاكرين، ساعات بيبقى معلم، بيكشف لك حاجات عن نفسك ما كنتش هتشوفها في زحمة الفرحة. يمكن الألم هو اللي بيدّيك أعمق فهم لمعنى التعافي، ولما تقوم بعده، بتقوم بنسخة جديدة منك، أنضج، وأقوى.

والأهم، بفكر إن الحياة مش محتاجة نكسب فيها كل معركة. ساعات الفوز الحقيقي هو إنك تعرف إمتى تمشي بعيد من غير ندم، وتسيب الحاجات اللي مش بتضيف لحياتك، لأن سلامك الداخلي دايمًا أهم من أي حاجة تانية.

بفكر في فكرة الزمن… إزاي الوقت بيجري من غير ما نحس، وإزاي اللحظات اللي بنفتكرها بسيطة، هي اللي بتفضل محفورة في الذاكرة. بفكر كمان في الناس اللي بيعدوا في حياتنا زي محطات، كل حد بيضيف حاجة صغيرة، حتى لو ما كملش معانا الطريق.

ساعات بفكر لو الزمن اتجمد للحظة واحدة، إيه هو أول شيء هيجي في بال كل واحد فينا؟ لحظة ندم؟ لحظة حب؟ ولا مجرد إحساس بالسلام؟

بفكر إن كل حاجة حوالينا ماشية في دوائر، زي الفصول اللي بتيجي وتروح، زي الناس اللي بتدخل حياتنا وتسيب أثر وتمشي. حتى إحنا بنلف حوالين نفس الأسئلة، ونرجع لنفس النقطة بعد كل رحلة كأننا بندور على نفس الإجابة طول الوقت.

بفكر كمان إن يمكن أهم درس في الحياة هو إنك تتعلم تفقد وتكمل. تفقد حلم كنت فاكره نهاية الطريق، أو حد كنت متخيله دايمًا موجود، وتفضل مكمل برغم الفراغ اللي سابه جواك. مش لأنك اتجاوزت، لكن لأنك قبلت إن الخسارة جزء من اللعبة.

بفكر إن إحنا بنعيش الحياة على مرحلتين: الأولى بنحاول نغيّر العالم حوالينا، نثبت نفسنا، نوصل لحاجة كبيرة، كأننا بنجري ضد الزمن. المرحلة التانية بقى، بنبدأ ندرك إن التغيير الحقيقي بيبدأ من جوانا، وإن السلام مش في الفوز بكل حاجة، لكنه في التوازن، في إنك تعرف إمتى تسعى، وإمتى تسيب الأمور تمشي بطريقتها.

بفكر كمان في فكرة “الوقت المناسب”… هل فعلاً في وقت مثالي لكل حاجة؟ ولا إحنا اللي بنخلق المعنى لما نكون مستعدين نعيشه؟ يمكن ما فيش وقت مثالي، يمكن اللحظة اللي قدامك دلوقتي هي كل اللي عندك، والمهم هو إنت هتعمل بيها إيه.

وبرغم كل ده، كل مرة الشمس بتشرق كأنها بتقول: “لسه في فرصة تبدأ من جديد.”
#Eman_Zedan

Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى