تفاصيل «جلسة المُصارحة» في البرلمان
المصريين بجد
شهد مجلس النواب، الثلاثاء، جلسة استثنائية اتسمت بالمصارحة، تحدث خلالها عدد من النواب.
وطالب النائب مصطفى بكري، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، الثلاثاء، الرئيس عبدالفتاح السيسي بعقد مصالحة وطنية مع الشعب المصري.
وقال النائب أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور السلفي، إن «وجود فساد لا يعنى الدعوة لهدم الوطن بأيدنا، فالمهمة الرئيسية هي حماية الوطن بقليل من العقل، لأن مصر لا تتحمل»، مشيرًا إلى أن «مصر في مرحلة بناء وهي مرحلة يضعف فيها الالتفات للمواطن، ولكن آن الأوان أن يجني المواطن ثمار هذا البناء، وهناك كثير من القوانين الخاصة بالاستثمار والتعليم والصحة خرجت من المجلس لكن المواطن لا يشعر بها بعد»، مؤكداً أن «الخلاف في وطن أمنين خيراً من الاتفاق في مخيمات اللاجئين»، قائلاً: «حافظوا على وطن كالرجال إذا ضاع ستبكون عليه كالأطفال».
وهاجم نائب حزب النور، السلطة التنفيذية، وقال إن «أغلب الوزارات لا تقوم بدورها، في حين أن الرئيس السيسي ضحى بشعبيته بصورة كاملة لمصلحة الوطن»، قائلاً: «الرئيس عبدالفتاح السيسي اختار مصلحة الوطن على شعبيته، وضحى بشعبيته بصورة كاملة واتخذ قرارات في منتهى الشدة لمصلحة الوطن».
فيما قال النائب إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي، إن «الأغلبية في الحكومة لا تشعر بمعاناة المواطنين، ولا يخرج من الحكومة سوى كلمات رنانة، وفي التطبيق العملي لا جديد».
فيما أعرب الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، عن تعجبه من النواب، في توجيه طلبات الإحاطة للوزراء، مشيراً إلى أن «طلبات الإحاطة الموجهة للوزراء تتحول فجأة لكلمات شكر بمجرد حضور الوزير، رغم أن حضور الوزراء يكون لقصور في أداء وزارته»، مطالباً النواب برسالة «خشنة» للوزارات في المناقشات.
فيما قال النائب صلاح حسب الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مصر الحرية، إن «بعض قوى الشر في الداخل والخارج حاولت ضرب استقرار الوطن بالتشكيك في مؤسسات لا مجال للتشكيك فيها»، مشيراً إلى أن «الجيش المصري شهد الله له في القرآن، ولم تنجه الحملة الموجه ضده من بعض قوى الشر، ولم ينساق الشعب وراء هذه الادعاءات وأكد ثقته في القوات المسلحة والقيادة السياسية بنزوله لدعم الدولة المصرية يوم الجمعية الماضية».
فيما قال النائب ضياء الدين داوود عضو تكتل 25-30 إن «الشعب المصري وحده هو الذي أنقذ الوطن خلال هذه الأيام بوعيه ووطنيته فقط، ولا يمكن المزايدة بدور الشرطة أو القوات المسلحة»، موضحاً أنه «وقت المكاشفة والمصارحة، فرئيس الجمهورية وعد بإعادة من تم استبعادهم من البطاقات التموينية، وهو اعتراف جاء متأخراً بأن هناك مشكلة في استبعاد المستحقين للتموين».
وأضاف «داوود» أن «المعارضة سبق وقالت إن حكومة مصطفى مدبولي هي نفسها حكومة شريف إسماعيل، لأنها تغيير في الأشخاص، وأي تعديلات أخرى لن تكون ذات جدوى إذا لم يتم تصحيح مسار عمل الحكومة وتعديل الأولويات».
وانتقد «داوود» ما اعتبره «إدارة للإعلام من مكتب مظلم»- بحسب وصفه، مشيرًا إلى أن «ذلك جعل المواطنين يستمعون لوسائل الإعلام الخارجية بدلاً من أن تستمع من المعارضة المصرية الوطنية بالداخل»، مؤكداً أن «مصر لا تملك الآن رفاهية الاختلاف على مصلحتها العليا».
ورد الدكتور على عبدالعال قائلًا: «بناء الأوطان في الفترات الانتقالية يستلزم إجراءات قاسية، لسبب بسيط أن هذه الفترة يتم فيها بناء المؤسسات والبنية الأساسية، والفترة القادمة هي فترة قطف الثمار»، مشيراً إلى أن «مظلة الحماية الاجتماعية تم تطبيقها وكان بها بعض الخلل، وأول الخلل ما تم في بطاقات التموين وتم استدراكه مؤخراً»، متابعًا: «عندنا رئيس يخطو في سبيل تحقيق الأهداف، لكن الحكومة تسير على قدم واحدة، وهذه هي المشكلة».
وقال النائب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، إنه «يجب أن تكون هناك وقفة مع الحكومة لمصلحة المواطن»، موجهًا حديثه لرئيس المجلس قائلًا: «كنت رُبان السفينة، وكنت حريصًا على ألا تجنح بنا»، وتابع: «أتقدم باسم نواب الحزب بالشكر لكل الأحزاب والنواب الذين تحملوا كثيرا من هموم المواطن ومعليين لمصلحة المواطنين».
وقال النائب عبدالهادى القصبى، رئيس ائتلاف دعم مصر، إن «هذا المجلس رئيسًا وأعضاء تحملوا عبئًا ضخمًا، ورغم كل التحديات وكل الصعوبات إلا أنه استطاع في النهاية أن يغلب صالح الوطن، فتحية لرئيس المجلس على عبدالعال، وتحية إلى زملائى النواب، الذين أدوا المهمة بإخلاص ووطنية، ومع كل بداية يتجدد الأمل، ونجدد العهد والثقة مع بداية دور انعقاد جديد».
وأضاف «القصبي»: «أعلن باسم الائتلاف أحزابًا ومستقلين أننا نفتح القلوب ونمد أيادينا للجميع قد نتفق ونختلف ولكن يجب أن نسمو فوق كل خلاف، ولا يجوز بحال من الأحوال أن نختلف على صالح مصر والمصريين».
وتابع: «يجب أن يشهد دور الانعقاد الجديد تعاون السلطة التنفيذية مع نواب الشعب، الذين يحملون مشاكل وهموم الشعب ونجدد العهد مع المولى سبحانه وتعالى أن نحافظ على مصالح البلاد والعباد، وأن نبذل كل ما لدينا من جهد وطاقة ثم نجدد الثقة في خير أجناد مصر رجال القوات المسلحة حماة الوطن، وفي رجال الداخلية، ومن تلك القاعة نبعث برسالة إلى القيادة السياسية الوطنية الشريفة المتمثلة في الرئيس السيسي، ونقول له لقد تحملت مسؤولية وطن وشعب ونحن معك نقول لك لا تخشى إلا الله ولا تعتمد إلا على الله، واستكمل ما بدأته ورد الحقوق لأصحابها ورد المظالم والله يؤيدك».
وعلق «عبدالعال» قائلًا: «الرئيس رفع الكثير من المظالم بالأمس القريب بمجرد دراسته ما يتعلق بمشكلات التموين بادر مباشرة بحلها»، ورد «القصبى» قائلًا: «كلمتى واضحة.. قلت فيها أن يستكمل الرئيس ما بدأه من سلسلة رفع المظالم».
وعقب «عبدالعال»: «هذا واضح، وأنا أكمل وأؤكد على ما ذكرته، فمصالح هذا الشعب والأمة وآماله دائمًا تعيش معه وفي ذهنه، ويعمل ليل ونهار بشأنها، ما اجتمع رئيس دولة في تاريخ مصر بقدر ما اجتمع السيسى مع معاونيه ووزراء ومسؤولين ولا يمر يوم إلا وفيه أكثر من اجتماع».
وقال النائب عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إنه «نوجه رسالة للحكومة أن دور الانعقاد الجديد سيكون فيه النواب أكثر شراسة في حقوق المواطن، فقد تحلى النواب بالصبر في الفترات الماضية، ولكن الصبر الآن سيصدر لنا أزمات، وليس لدينا استعداد لتحمل أزمات أخرى».
وتقدم النائب بهاء أبوشقة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، بتحية للمجلس على «الدور الوطنى الذي قام به المجلس في تلك الفترة الفارقة من تاريخ مصر من إصدار قوانين غير مسبوقة كمًا وكيفًا»، مضيفًا: «ما كانت وما جرأت مجالس سابقة على التصدر لهذا الكم من التشريعات، ولكن هذا البرلمان كان بحق صوتًا وضميرًا ومعبرًا عن هذا الشعب في هذه الجلسة التاريخية، التي نوجه فيها رسالة في الداخل والخارج أن هذا البرلمان الذي يمثل الشعب المصرى يعى جيدا المؤامرات وحروب الجيل الرابع الذي تتعرض له الدولة المصرية، التي تقوم على إسقاط نظم ودول بلا طلقة واحدة من خلال تصدير الإرهاب ونشر الشائعات والفتن والمؤامرات والعملاء في الداخل والخارج وتعتمد في أسلحتها على تكنولوجيا حديثة وأهمها السوشيال ميديا، ولابد أن نكون على استعداد إعلامي لمواجهة هذه الحرب وأسلحتها، وأن يكون لدينا خبراء ومتخصصون وفنيون وخطة علمية ممنهجة لمواجهة هذه الأسلحة الحديثة».
وطالب «أبوشقة» الأعضاء بـ«الوقوف داخل القاعة وقفة رمزية يعلنوا فيها أن الشعب كله يدعم الرئيس ومشروعه في بناء دولة ديمقراطية حديثة»، وهو ما وافق عليه المجلس ورئيسه.