أخبارتعليمتنمية ثقافيةثقافة

تعرف علي صحراء المماليك بشمال شرق القاهرة

المصريين بجد

تزخر مصر بأماكن سياحية ساحرة لا يعلم عنها كثيرون أي شيء، ومن ضمن هذه المناطق الأثرية التي لها سحر خاص ممزوج برائحة التاريخ منطقة “صحراء المماليك” التي تقع في الشمال الشرقي لمدينة القاهرة بمصر، وتحتوي العديد من الآثار الإسلامية التي توجد في مكان واحد، تمثل روعة وعظمة فن العمارة في العصر المملوكي.

Related Articles

صحراء المماليك

إن هذه المنطقة من أكثر مناطق القاهرة الإسلامية روعة ولا يعرف عنها الكثير، وتضم مسجد وخانقاه فرج برقوق، ومسجد وخانقاه السلطان الأشرف بارسباي، ومسجد السلطان قايتباي وملحقاته، وقبة جاني بك الأشرفي، وقبة قرقماس، وربع قايتباي، وتكية أحمد أبو سيف،ويعتبر مسجد وخانقاه فرج برقوق من أكبر المجموعات المعمارية التي أنشئت لأغراض مختلفة، فهي تجمع بين مسجد لإقامة الشعائر الإسلامية وخانقاه لإقامة الصوفية ومدرسة لتلقي علوم الدين وحفظ القرآن، ومدافن للسلطان ظاهر برقوق وأفراد أسرته وسبيلين للشرب، وقد أنشأ هذه المجموعة السلطان الملك الناصر أبو العادات فرج بن برقوق عام 1411م.

وتخطيط المدرسة والمسجد والخانقاه يتكون من صحن كبير مكشوف تحيطه أربعة إيوانات أكبرها وأعمقها إيوان القبلة الذي يتكون من ثلاثة أروقة يفصل بينها ثلاث بائكات موازية لجدار القبلة ويتعامد عليها بائكات أخرى، ويغطي الإيوانات 21 قبة محمولة على مثلثات كروية ما عدا القبة التي توجد أمام المحراب وهي أعلى هذه القباب،  حيث تحملها مقرنصات في الأركان، وإلى جانبي هذا الإيوان توجد قبتان كبيرتان مرتفعتان من الحجر المنحوت، وهذه القباب مزخرفة من الخارج بزخارف هندسية محفورة تعد آية في الدقة والإبداع، وقد دفن في القبة الشمالية الشرقية السلطان الظاهر برقوق وأبناؤه، وفي القبة الجنوبية الغربية دفنت خوند شقرا بنت الناصر فرج وزوجة الظاهر برقوق.

أما قبة الأمير قرقماس أحد مماليك الأشرف قايتباي، وهي على شكل مربع مبنية من الحجر المنحوت، تعلوها قبة مرتفعة ملساء خالية من الزخارف، وفي الأركان صفوف المقرنصات، وكانت هذه القبة ملاصقة للواجهة الشمالية الغربية لجامع الحاكم بأمر الله ونقلت إلى مكانها الحالي في أواخر عام 1980م، فيما أنشئت قبة جاني بك الأشرفي على يد الأمير الذي يحمل اسمها وهو أحد مماليك السلطان الأشرف بارسباي، وهي مطلة على الطريق وتأخذ شكل مربع ومبنية من الحجر المنحوت، تعلوها قبة كبيرة مرتفعة مزخرفة من الخارج بزخارف هندسية عبارة عن أطباق نجمية منحنية، والقبة من الداخل بها محراب حجري بسيط على جانبيه ضفتان ومنطقة انتقال القبة من الداخل عبارة عن خمس مقرنصات وباب القبة يقع في الجهة الشمالية.

يذكر أن خانقاه الأشرف بارسباي أنشأها السلطان أشرف بارسباي عام 1432م، وتشتمل على مجموعة عبارة عن خانقاه لإقامة الصوفية وفناء كبير به قبور وبقايا قبة وقبة كاملة لأخيه الأمير يشبك وبعض العلماء ومصلى لإقامة الشعائر، وتجمعها جميعاً واجهة كبيرة بنيت بالحجر تنتهي من الجهة الجنوبية بالخانقاه وهي تشغل مساحة كبيرة لم يبق منها إلا واجهتها وبقايا بعض الخلوات، وقد ثبتت على هذه الواجهة ألواح رخامية مدون عليها بيان بالأعيان المرقوقة على التربة التي أنشأها لأخيه بالفناء.  

ويرجع تاريخ تكية أحمد أبو سيف إلى القرن الخامس عشر الميلادي والبقايا الموجودة منها هي الباب الرئيسي وجزء من الواجهة الرئيسية بالجهة الشمالية الغربية، ويؤكد أسلوب البناء ونوع الأحجار أنها تؤرخ إلى عصر المماليك الجراكسة، أما ربع قايتباي فقد أسسه السلطان الملك الأشرف قايتباي عام 1472م وخصصه مكاناً للسكن للصرف من ريعه على المنشآت الدينية، والبقايا الموجودة من هذا الربع عبارة عن واجهة كبيرة من الحجر المنحوت تقع في الجهة الجنوبية الشرقية وبها المدخل الرئيسي، ويتخلل الواجهة الرئيسية شبابيك عليها أعتاب مزررة، والربع يتكون من ثلاث طبقات ويشتمل على عدد كبير من الحجرات ما زال بعضها موجوداً لا سيما المطلة على الواجهة الرئيسية.

وأخيراً مدرسة السلطان الأشرف قايتباي تعد من أجمل وأبدع المجموعات المعمارية في مصر الإسلامية وذلك بسبب جمال وتنسيق المجموعة مع بعضها وهي تتكون من مدرسة ومسجد وسبيل وكتاب وضريح ومئذنة أنشأها السلطان أشرف قايتباي عام 1472- 1474م، وتخطيط المدرسة مكون من صحن مربع يعلوه شخشيخة تحيطه أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يطل على الصحن بواسطة عقد مدبب على هيئة حدوة حصان وإلى جانبي الصحن إيوانان صغيران.

والمدخل الرئيسي للمئذنة يقع في الجانب الشمالي الشرقي، وإلى يمينه تقع المئذنة وإلى يساره يوجد السبيل والكتاب، وقد ألحق السلطان قبة لدفنه بالجهة الشرقية من المدرسة، وقد برع مهندس المسجد في العناية بملء الفراغات الداخلية بالزخارف المتنوعة،  ويتمثل ذلك في زخرفة الأسقف الخشبية وتذهيبها وتلوينها، وفي العقود المتعددة الأشكال والأحجار المزخرفة والأرضيات الرخامية للمدرسة والمدفن والسبيل والشبابيك الجصية المعشقة بالزجاج الملون بالمدرسة وبالقبة التي تعلو الضريح، كذلك المئذنة الرشيقة، إضافة إلى الكتابات التأسيسية والقرآنية التي تملأ الفراغات الداخلية.   

Facebook Comments Box

Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Back to top button
Verified by ExactMetrics