برلمان الطلائع..وتقليب المواجع
اطفال ما بين الثالثة عشر والثامنة عشر ..امل بكرة ….اطفال اليوم وشباب الغد وقائدي مسيرة المستقبل…..اما ان يكونوا سبيلنا للنجاة او تجعلهم اطماعنا واسلوب حياتنا واخطاء مجتمعنا اداة الوصول الي ما لا نعرف منتهاه . بالامس القريب كان لي شرف حضور جلسة برلمان طلائع محافظة القاهرة–وعلي مدار ساعتين –وفي جلسة راقية نستطيع ان نقول عن اعضائها انهم من ذوي الاخلاق الحميدة المهممون بحال وطنهم المهتمون بمشاكله الراغبون في ايجاد اجابات لتساؤلاتهم وحلول لمنغصات احيائهم.وعن رئيسها انه حكيم سديد الرأي. وعن المنوطين بالاجابة عن طلبات الاحاطة فيها(وعلي رأسهم السيد محافظ القاهرة) انه جد طويل البال غير مستهين باهتمامات الصغار-ينقصهم اكثر ما اتمني ان ينقص الجميع من المشتغلون بالسياسة ممن يطلق عليهم النخبة والمخضرمين والمحللين السياسين والاستراتيجين والنشطاء والنشيطين والاخوة والمخوخين والاعلامين والمستعلمين.. الي ما يستجد من اسماء وما يخرج علي الالسنة من اوصاف الموصوفين–ينقصهم عشق الذات والسعي وراء المصالح الشخصية والتكالب علي كراسي زائلة لن ترفع منهم ولن تعلي شأنهم الا لو ترفعوا هم عن السعي وراءها واعتبروها وسيلة لقضاء حوائج الناس وليست غاية بلا اساس –ما اجمل هذا النقص وما احلاه …ما اجمل ان نجد برلمانين بلا غاية الا خدمة الشعب وسياسيين لا يؤرقهم الا هم الوطن واعلاء شأنه ومسئولين لا يشغلهم الا مستقبل مصر وكيفية المرور بها الي طريق النجاة و.وافضل مافيهم اعمارهم الصغيرة وعقولهم الكبيرة واحترامهم لأدب الاستماع والحوار والتحدث في صميم الموضوع بلا مزايدات ولا مهاترات . رجال في سن الطفولة من معظم احياء القاهرة واكثرهم من احياء شعبية لا يهتم بها الكثيرون ولا يزورها الا من هم في كراسي البرلمان طامعون، تشغلهم مشاكل وطنهم يؤلمهم ما يجدوه في احيائهم احدهم يسأل عن الباعة الجائلين وكيفية توفير اسواق تجمعهم لحل مشاكلهم،والاخر يهتم بكثافة الفصول الدراسية والعنف في المدارس ،ويتطرق الاخر الي ازمة الصرف الصحي والغاز الطبيعي والبنية التحتية وتلوث مياه الشرب ،واخر الي الاهمال في المستشفيات الحكومية والمستوصفات الشعبية،واخر الي مشكلة مراكز الشباب وتطويرها والمشكلات الروتينية التي تواجه القائمين علي تطويرها،ويسأل البعض عن ازمة اسطوانات الغاز التي تحولت الي معضلة ما تلبث ان تستقر فجأة حتي تعود مجددا،وازمة الميكروباص ووسائل المواصلات وسيارات اهانة البشر(سيارات نصف نقل تعمل لنقل الركاب في المناطق العشوائية) ،والسيارات المتهالكة التي تملأ الشوارع وانا ازيد عليهم السيارات التي تتحرك بلا ارقام مرورية ويقودها اطفال اقل من15 عام غير عابئين بكمائن ولا لجان مرورية فالجنيه غلب الكارنية يا سادة، والتوكتوك الغير مرخص والسيارات الملاكي التي تعمل كسيارات اجرة وما يمكن ان يحدثه ذلك من كوارث،واحداهن تهتم بمشكلة التحرش الجنسي والعنف اللفظي في الشوارع والذي تحول الي ظاهرة سرعان ما تفشت بين الشباب والاطفال اقل من 12 سنه ،ناهيك عن مشكلة القمامه وسرقة اغطية البالوعات ……الي غير ذلك من المشكلات الذي لو افضنا في الحديث عنها لملأنا كتبا ومجلدات …يعيدها ابنائنا علي اسماعنا فيقلبون علينا المواجع ويملأون اعيننا بالدموع وقلوبنا بالحسرة…فبالرغم مما تبذله الدوله جاهدة لحل هذة المشكلات وبالرغم من اجابات سيادة المحافظ التي تعود الي تقارير ومجهودات مساعديه ونوابه وموظفيه وانا اعلم جيدا انه يحاول جاهدا ويتحرك ميدانيا وفعليا…الا ان الواقع الفعلي امر مختلف والشارع رؤيته مختلفة وشعور الافراد بالتعديلات والاصلاحات لم يصل الي المستوي المطلوب والمرغوب فيه،فالكثير من احياء القاهرة واحياء ومحافظات مصر كلها بعيد عن العين ..(والبعيد عن العين بعيد عن قلب الدولة واصلاحات المحافظين)… وبالرغم من ان الطلائع قلبوا عليا المواجع الا ان التجربة تملأني بالفخر وزرعت في قلبي الامل ان اللي جاي افضل وبكرة احلي…تحياتي لابنائي وتمنياتي لهم بالتوفيق وربنا يقويهم علي صناعة مستقبلهم وخدمة بلدهم الغالي مصر.