الرئيسية / مقالات / ايهاب وهبي .. يكتب زمن ” الابيض والاسود “

ايهاب وهبي .. يكتب زمن ” الابيض والاسود “

14079833_10210344937480983_5876051168977120273_n

إيهاب وهبي -المصريين بجد نيوز

جلست اتابع القنوات الفضائيه التي اصبحت بلا عدد وكأن الامر متعمد حتي لا يبقي لدي الآنسان العربي طريق رئيسي يسير فيه طريق تتحد معه ملامح شخصيته وفكره من منطلق قيمه وتقاليده ، نعم هناك تعمد لتشويه مجتمع كان متماسك ومحافظاً علي ملامحه وصورته وكان مصدرا للرقي الحسي والفني والادبي ومنبرا ثقافيا يغرف وينهل منه الكثيرون ، اصبحنا نسمع ونري كل يوم عن ظهور قناه جديده بملامح كثيره باهته وبوجوه متلونه تحت قبة العولمةفي ظل غياب المضمون .
تلك الخرائط الاذاعيه المتشابهه بين الطبخ والرياضه ” كرة القدم وما ادراك ما سياستها ” وبرامج دينيه ببدله وبعمه وقفطان منتدي للفتاوي والشهره ، وآخر عن المرآه والاناقه والازياء الغريبه التي ليس لها علاقه بالذوق العربي مجرد اداه للابهار وجر المرآه العربيه للبعد عن الاحتشام وطبيعتها الشرقيه وبين مذيع لا تعلم اهو رجل ام ماذا وبين مذيعه يملاوها زهو الظهور والشهرهالغير مستحقه . وبين برامج التوك شو المخترعه وبرامج تبحث عن مصائب الناس لتحدث ضجة مجتمعيه لا يستفيد منها غير المذيع وبين برامج تخصصت في التغني بآلام الناس كل ذلك ممن الممكن تحمل المه بأخد مسكن لحظي او بغلق القنوات او تحطيم التلفزيون .ولكن ظهور انماط بشريه متسلقه ومتطفله علي المهنه الاعلاميه ارجوزات يكذبون ويصدقون كذبتهم في محاولة لقيادة المجتمع المصري والعربي وتوجيهه نحو كل ما هو ردئ ليصبوا فساد اخلاقهم في آحلام وكواليس تربية ابناءنا هذا امر لا يحق لنا السكوت عليه . ان كان ما يقال عن آغلب تلك القنوات وعن مالكوها من كونها وسيله آمنه من وسائل غسيل الاموال فلامراصبح يستحق ان نبحث فيه خاصة لما نراه من اموال طائله علي قنوات تفتتح وتغلق والحصيله ملايين الجنيهات تصرف ولا تحقق اي ارباح فهذا الامر غير منطقي … وبعيدا عن تلك المسأله التي تحتاج تدخل للدوله البعيده كل البعد عن القيام بدورها الرقابي … ؟ يبقي سوق الاعلانات المسيطر
فالاعلانات وما تدره من ارباح طائله جعلت الكل يبحث عن البرامج التافهه التي تحقق نسبة مشاهده في مجتمع ابتعد عن ثقافته وتواري خلف الزيف والاكذوبه مجتمع لم يعد يشاهد الدكتور مصطفي محمود والشيخ الشعراوي وامسياتنا الشعريه والثقافيه لم يشاهد صالون العقاد ولم يقرأ لاحسان عبد القدوس ولم يستمع لبرنامج كتاب عربي علم العالم مجتمع اندثرت فيه القراءه والكتب ..مجتمع لم يعد يشاهد الابيض والاسود تلك الصوره التي آعطت من الرقي والرقه ما لم تعطه عشوآئية الالوان فبداية من السينما الصامته وميزتها في عدم سماع القبيح من القول ونهاية بقنوات المليارات يبقي مشاهدة الابيض والاسود هو الملاذ والعلاج السحري لمن يريد ان ينقي آذنه وعينه من كل ما هو قبيح ليعيش ولو نصف ساعه في زمن النقاء والرقي .وتلك الصوره التي تختفي معها كل المناظر القبيحه وتلمع داخلها الاخلاق والقيم الحميده .
فكم اشتاق اليك ايها الزمن الجميل ” زمن الأبيض والأسود “

المقال يعبر عن رأي شخصي لكاتبه دون ادني مسئولية علي الموقع

شاهد أيضاً

محمد بغدادي يكتب:السيسي مفتاح العودة ومالك قلوب المصريين

المصريين بجد-محمد بغدادي بعد سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها مصر إبان يناير 2011، شهدت الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.