الهلالى يشهد المنتدى العربى الثانى للنهوض باللغة العربية تحت شعار: (لغتنا … هويتنا) بجامعة الدول العربية
أكد الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى على أن مـستقبل اللغة الـعربـية قـضيـة (أمن قومي) بالمعنى الحقيقى لأن حـياة أى أمة تكمن فى حياة لغـتـها وقـوتهـا وازدهارهـا، فإذا مـاتت الـلغـة أو ضـعــفت أو انـهـارت ضـاعت الأمـة ضياعًا لا يُبقى لها أثرًا.
وأشار الهلالى إلى أن اللغة العربية تعد الرابطة الأقوى في دعم التواصل بين أبناء الأمة العربية، والمعبرة عن وجدانهم وهويتهم وشخصيتهم، ومخزون تراثهم الفكرى، والعلمى، والإبداعى، ووعاء حضارتهم العربية الأصيلة، خاصة فى ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية الحالية.
جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، في المنتدى العربى الثانى حول النهوض باللغة العربية تحت شعار “لغتنا هويتنا” والذي يحتفل به في الثامن عشر من ديسمبر كل عام، وهو التاريخ الذى أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها عام 1973، والذي أُقِرَ بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة؛ بحضور السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، والسيد حلمى النمنم وزير الثقافة؛ لمناقشة سبل النهوض باللغة العربية، والارتقاء بها، والخروج باستراتيجية عربية مشتركة فى هذا الإطار، والاتفاق على إعداد اختبار كفاءة اللغة العربية لمنح شهادة على غرار شهادة (توفل TOEFL).
صرح الهلالى خلال اللقاء أن النهوض باللغة العربية بات ضرورة ملحة وواجبًا قوميًّا ووطنيًّا، خاصة مع المد الزاحف من اللغات الأجنبية والعامية الجارفة، الأمر الذي يتطلب أن تتصدر هذه المسألة أولويات العمل العربي المشترك على كافة المستويات، وأن يتم تبني ميثاق شرف عربى لحماية العربية، يتضمن التزامًا بالعربية لغة رسمية في كافة الدول العربية فى كل شئونها، وفى تعليم الأجيال لغة أمتهم، والتصدي لدعوات التغريب والتشويه ونشر العامية بدلًا من الفصحى؛ من أجل تحصين الهوية الثقافية العربية، ودعم مقوماتها.
من جانب آخر أكد الهلالى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى مصر لا تألو جهدًا فى سبيل النهوض باللغة العربية والارتقاء بها من خلال تطوير مناهج اللغة العربية فى كافة المراحل التعليمية، بما يحافظ على تراثها الأصيل، ويواكب مستجدات العصر الذى نعيشه.
وإيمانًا منها بأن النشاط المدرسى يسهم فى تحقيق النمو المتكامل لأبنائنا الطلاب، وتشكيل شخصياتهم وصقلها؛ مما يدفعهم إلى التفكير السليم، والتميز فى الأداء، كان على رأس هذه الأنشطة التربوية إقامة مسابقة للتحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعرى وتعميق دراسة النحو، يتم إجراؤها سنويًّا على مستوى محافظات الجمهورية أولًا، ثم على مستوى الوطن العربى، وذلك فى إطار التعاون المثمر بين الوزارة وجامعة الدول العربية؛ حيث تهدف هذه المسابقة إلى رفع مستوى الطلاب فى اللغة العربية ومهاراتها الأربع، وتنشيط مهارة التحدث بالفصحى فى كل ما يريد الطلاب أن يعبروا عنه، مؤكدًا على أن لِلُّغة قيمة جوهرية في حياة كل أمة، وهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم، فتُقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، واللغة هي الترسانة التي تحمي الأمة، وتحفظ هويتها وكيانها ووجودها، وتحميها من الضياع والذوبان في الحضارات والأمم الأخرى.
وفى سياق متصل أضاف الهلالى أن اللغة العربية في ماضيها المجيد وتراثها العريق تأتي في مُقدِّمة اللغات التي نجحَتْ في القيام بدورها الحضاري الرَّفِيع، وارتَقَتْ بأمَّة من مجتمع الصحراء المتوارِي؛ لتكون هي ولغتها قائدة الحضارة والمعرفة على مستوى العالم قرونًا عديدة مُتوالِيَة.
وقال الوزير فى نهاية اللقاء: أُثَمِّن جهود الجامعة العربية الموقرة فى هذا الإطار من تنسيق مع الدول العربية المشاركة، وكافة المنظمات والهيئات المعنية باللغة العربية والنهوض بها.
-
محمية سيوة19 نوفمبر، 2023
-
محمية وادي الريان19 نوفمبر، 2023