المسلمون أكثر ضحايا رصاصات المتشددين ودعاة الإسلاموفوبيا
المصريين بجد نيوز
قال طارق أبو هشيمة- رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية- : إن المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب والإسلاموفوبيا؛ إذ إنه لا فرق بين ظاهرة الإرهاب والتطرف وظاهرة الإسلاموفوبيا؛ فالظاهرتان وجهان لعملة واحدة يغذي بعضها وبعضًا، فالمتطرفون من داعش وغيرها من جماعات التكفير قد ذهبوا بالدين إلى التشدد ثم التطرف وسرعان ما تحول هذا إلى عنف نتج عنه إزهاق الأرواح البريئة من المسلمين وغيرهم، لكن الثابت أن عدد المسلمين هو الأكبر، على الجانب الآخر قام دعاة الكراهية والعنصرية ضد الإسلام باستغلال هذه الأفعال لتبرير عنفهم ضد المسلمين وكراهيتهم للإسلام، والتي وصلت إلى القتل أو الزج بهم تحت عجلات القطارات.
وأكد أبو هشيمة أن الظاهرتان قديمتان لكنهما الآن ولأسباب متعددة انتشرتا في العالم بصورة مريبة، والكل يعلم جيدًا من وراء هاتين الظاهرتين ومن يمولهما، والذي أراه أن المحرك للظاهرتين واحد وليس أكثر من جهة لأن المستفيد أيضًا واحد، واحد يريد أن يفرض نفوذه على العالم وعلى مصادره وقراره.
وتابع رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بمرصد الإفتاء: إن الآفة المشتركة بين هذين الصنفين من البشر هي التبرير، فكلاهما يبحث عن مبرر لقتل الآخرين وإقصائهم، مرة باسم الدين ومرة باسم الحفاظ على مرجعية الدولة، وما يحدث في العالم من انتشار العنف والكراهية لهو خير دليل على ذلك، والأدهى الانتشار الجنوني لهاتين الظاهرتين اللتين لا تعدمان أي تأييد بل على العكس جماعات التطرف والتشدد في ازدياد مضطرد، كما أن ظاهرة الإسلاموفوبيا انتقلت إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب، والنجاحات المتتالية للأحزاب المتطرفة هناك خير دليل على تفشي هذه الظاهرة التي وصلت إلى رغبة الغرب في التخلص من كل ما هو إسلامي.
وأضاف أبو هشيمة أن دعاة هاتين الظاهرتين يستخدمون خطاب العاطفة للسيطرة على الجماهير من خلال خطبائهم، ويركزون على إثارة مشاعر الكراهية تجاه الآخر، ومفاجأة الجماهير بمجموعة كبيرة من الأدلة لتبرير عنفهم، حيث تقف جموع الجماهير عاجزة عن فهم هذا السيل من الأدلة والحجج والبراهين، وبالتالي تخلق حالة من الفوضى الفكرية والتي تتبعها فوضى في الفعل ورد الفعل، فيكون من نتيجتها ما نراه من أحداث إرهابية من قبل الطرفين، ويؤكد هذا ما قاله عالم الاجتماع الفرنسي الشهير جوستاف لوبون: “إن محرّكي الجماهير من الخطباء، لا يتوجهون إلى عقلها، بل إلى عاطفتها، فقوانين المنطق العقلاني ليس لها أي تأثير فيها”.
ولفت أبو هشيمة إلى حقيقة مهمة وهي أنه لا فرق بين تصريحات البغدادي زعيم داعش المحرضة على القتل والعنف وبين تصريحات ترمب- المرشح الجمهورية للرئاسة الأمريكية- التي تدعو إلى العنصرية ونشر الكراهية ضد المسلمين، الخطابان ربما اختلفت لغتهما ومبرراتهما لكن نتيجتهما واحدة، وأورى أيضًا أن أكثر ضحايا الخطابين واحد وهو من المسلمين.
وتابع أبو هشيمة أن كلا الجماعتين يستخدم خطاب التبرير للعنف سواء كان من قبل المتطرفين الذين يفسرون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على غير معناها لتبرير قتلهم الآخرين، أو من قبل الغربيين الذين يتبنون خطاب الإسلاموفوبيا الذين يبررون عنفهم بحفاظهم على هوية الدولة وأسلمة الدول الغربية، ومن ثم سن قوانين أشد عنصرية تجاه المسلمين، والتي تكون هي الأخرى مبررًا لتبني شباب المسلمين في الغرب للعنف لكي يعبرون عن اضطهادهم من قبل الدولة التي تسن القوانين التي تقضي على أي ملمح ديني ضدهم في الغرب.
وأكد أبو هشيمة على أن تنامي الإسلاموفوبيا في الغرب وصعود الأحزاب اليمينة المتطرفة في الانتخابات مؤشر خطر على أن الظاهرة لم تعد سلوكًا فرديًّا، مما يشكل تهديدًا على المسلمين هناك، لأن ذلك سيترتب عليه سن قوانين أكثر عنصرية وعداءً ضد المسلمين، وحظر أي مظهر إسلامي في الغرب مما يترتب عليه ظهور متطرفين جدد يعبرون عن اضطهادهم في تلك الدول.
مضيفًا أننا أصبحنا ندور في حلقة مفرغة الضحية في النهاية المسلمون الأبرياء، لذا فعلاج هاتين الظاهرتين يكمن في خطاب مشترك لأصحاب الأديان، مفاده أننا جميعًا تقلنا سفينة واحدة، لا بد من قانون واحد يحكمها، ليعيش الجميع في سلام، وإلا غرقت بالجميع، قانون مبني على البحث عن المشترك بين الجميع والاتفاق على نبذ العنف سواء من المسلمين أو ضد المسلمين.
المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية ٢٥-٨-٢٠١٦م