مقالات

اللواء عبد الحميد خيرت يكتب :عودة الروح للداخلية (7)

عبد الحميد خيرت

اللواء / عبد الحميد خيرت-المصريين بجد

لم يكن الموقف السياسى يقل خطورة عن الموقف الامنى، فأقل ما يمكن وصفة عَن القائمين على شئون البلاد فى تلك المرحلة ، أنهم أناس يتمتعون بالمراهقة السياسية ، ويفتقدون الحنكة ، والخبرة ، والفطنة ، والكياسة . ففى اوائل أحداث ٢٥يناير، أعلن كلاً من د. يحيى الجمل ، د. عصام شرف أنهما يستمدان شرعيتهما من الشارع من ميدان التحرير ، ” كلام غريب حينما يصدر من قامة بحجم يحيى الجمل ” ، لكن حينما طلب الشارع ذاتة من ميدان التحرير ، تقديم أستقالتهما لما يشوب أدائهما عدم التوفيق ،مع طبيعة المرحلة ، لم يستجيبا لهذا المطلب ، بأعتبار أن وراءة مؤامرة ، ويد خفية ، وفلول النظام السابق ” أذدواجية المعايير فى التعامل مع المصطلحات ” . و تحت شرعية الشارع ، كانت المطالب الفئوية يتم التعامل معها بلا ضوابط ، وبدون قواعد ، فطلبة الجامعة يطالبون بأستقالة رؤساء الجامعات ، والعمال ينادون بعزل رؤساء الشركات ، والبلطجية يرفضون رؤساء المباحث ومديرى الأمن ، وينادون بتغييرهم ، والمواطنيين فى المحافظات يطالبون بتغيير المحافظين ، وأصبح الشعب كلة مطلوب تغيره لأنه من فلول النظام حتى يمكن المحافظة على مكاسب الثورة .

إن هذا المصطلح الذى كان يتبناه الساسة المحترمين ” شرعية الشارع ” أدى الى الفوضى ، لأنها بديلاً للبلطجة حينما يمارسها شعب نسبة الأمية فية عالية ، ويدير شئونة مجلس وزراء يمارس أعضاءه المراهقة السياسية . وقد أتضح ذلك ، فى معالجة الأحداث الطائفية بأطفيح وقنا ، بأرسال مشايخ السلفية والأخوان ، محمد حسان ، عمرو خالد ، صفوت حجازى ، والتندر بالدور الذى قاموا به ، فكان السؤال أين الدولة بمؤسساتها ؟ وهل تنازلت عن دورها ومسئوليتها حتى توكل هؤلاء عنها ؟ . لقد تولد شعور لدى الأقباط بسلبية الدولة ، فى مواجهة الأحداث ذات الصبغة الطائفية ، وأعطاء مساحة للتيارات الأسلامية فى بسط نفوذة ، وحل المشاكل من ذات النوع على حساب شركاء الوطن .

سافر رئيس الوزراء د. عصام شرف الى سيناء ، وأجتمع مع مشايخ القبائل ، وجلس معهم على الأرض ، وأكلوا جميعا فى ” أراوانة واحده ” ، فى أطار التباسط وأضفاء جو جديد لم يكن معتاد ، فى العهد السابق فى أسلوب التعامل معهم ، وحكا ما حكا ، وتحدث ما تحدث ، وحمل الأمن كل مشاكل سيناء ، ثم غادر سيناء بحفاوة كبيره كما صورها الأعلام ، مع حملة عنيفة على الاجهزة الأمنية التى كانت سبباً فى أرهاب سيناء ، والذى سيتوقف بوعد من مشايخ سيناء ، لشخص السيد رئيس الوزراء ، الذى تمكن من تحديد مفاتيح التعامل مع مشايخ واهل سيناء . لكن فى اليوم التالى مباشرهً للزيارة قام الأرهابيين بسيناء بتفجير انابيب الغاز المتجة لأسرائيل والأردن . فى رسالة لم يفهمها د. عصام شرف .

كانت الفوضى السياسية والأمنية وتصاعد أعمال العنف والبلطجة تهدد البلاد ، وتشير أننا أمام كارثة بمعناها الحقيقى ، يتحمل نتائجها الأداء الأمنى للعهد السابق ، وفقا لما كانوا يروجون له .

وللحديث بقية انتظرونى

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن راي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics