مقالات

اللواء عبد الحميد خيرت يكتب :عن “الهَبَل” و”الهُبْل” واللي خلِّفوهُم..!

عبد الحميد خيرت

اللواء/ عبد الحميد خيرت-المصريين بجد 

مقالات ذات صلة

بصراحة، استمتعت كثيراً ـ على غير العادة ـ بحالة “نوم العازب” التي مارستها جبلاية القرود على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، وردود أفعالها المهروشة، على أزمة لبن الأطفال المفتعلة.
الغريب أن كل اللاعبين في جبلاية التواصل الاجتماعي، انطلقوا من مجرد حملة كراهية وأحقاد شخصية وتصفية حسابات مع القوات المسلحة التي تتدخل وقت الأزمات للتخفيف من المعاناة الشعبية في الكثير من المجالات، وبات كل الراقصين على حبال السخرية، وكأنهم يجيّشون أنفسهم لإهانة القوات المسلحة، دون أدنى اعتبار أخلاقي أو إنساني على الأقل، مهما كانت وجهة النظر، أو اعتبارات هذا التدخل.
اتضح لكل ذي عقل، أن مهمة كل هؤلاء، هي أنهم “عايزين جنازة عشان يشبعوا فيها لطم” وكانت كما نقول بالبلدي “ترتيبة على كبير قوي”، استغلال بعض صور النسوة مع أطفالهن، والإيحاء بأن أطفال رضع بتموت جوعا فى عهد السيسي، ومن ثمَّ طقم المندبات والتأوهات والصعبانيات اياه لإرضاء أسيادهم ومعهم مرضى المُحن السياسي والعاطفي!!!
ولأن المقاولة عبارة عن لقمة عيش حلوة و”سبوبة” يعني.. استطعنا أن نفهم حالة السعار التي قادها البذيء الأراجوز الهارب باسم يوسف، ومجموعة شمامي الكوللة إياهم، بمجرد الإعلان عن تدخل الجيش لحل الأزمة المفتعلة، ويتضح ـ خاصة بعد تصريحات وزير الصحة ـ أن لا أزمة ولا يحزنون، ولكنها عملية بلطجة وفساد جرى احتواؤها، وضرب لاحتكار مجموعة تجار استغلوا حاجة الناس وفرض سعر 60 جنيها لعلبة اللبن، فيما وفرتها القوات المسلحة بمجموعة تعاقدات مختلفة بسعر 26 جنيه، لتباع بهامش ربح 4 جنيه في الصيدليات، أما العلب المدعمة فستوزع عن طريق نظام آلي بوزارة الصحة بسعرها المدعم وهو 5 جنيهات فقط.
مجموعة المهرتلين من الإخوان وتوابعهم، التي تتحدث عن سيطرة العسكر، وتندد بتدخل الجيش وتراه “جيش المكرونة”، نست أن الجيش الأمريكي يشارك في عمل “البيتزا” وأن جيش مولاهم الأردوغاني يشارك في أكثر من 60 شركة صناعية، من أول إنتاج السيارات ، حتى أصابع الشيكولاتة، وله صندوق استثماري كبير يتاجر في كل شيء، ولأنهم طبعا يتبعون فرقة حريم السلطان وغلمان البنا، بيعملوا نفسهم من بنها.!
أزمة لبن الأطفال، تكشف كما كشفت أزمات أخرى سابقة، عن أشياء مهمة جداً، يجب على الحكومة بالذات أن تنتبه لها، وهي أن حكومتنا بصراحة تتحرك بعد أن “تقع الفاس في الراس”، وأن غالبية مسؤولينا ووزرائنا يجدون أنفسهم دائماً في موقع الدفاع أو التبرير.. لماذا؟!
لأنه ـ وهذا مؤسف ـ فقدنا التواصل مع الشعب، ومع رجل الشارع البسيط، الذي هو على أستعداد لأن يتقبل أي شيء، ولكن بعد أن يعرف ويفهم ليتفهم.
الحكومة مع احترامي لها، هي التي تعطي الفرصة للقيل والقال، وتمنح كل كلاب السكك الذين يقبضون فلوسهم باليورو والدولار، الفرصة الذهبية لإثارة الشبهات وتهييج الرأي العام.. وهنا الخطورة التي ندفع ثمنها من وقتنا وأعصابنا وسمعتنا.
يجب أن تفهم الحكومة، أنها تواجه حرباً نفسية، في عالم تغيرت فيه الأدوات والوسائل، وأن صورة مركبة أو كوميكس مفتعل أو لقطة فيديو أو هاشتاج بذيء، يمكن أن تمسح جهود وزارة أو حكومة بالكامل.. بمثل ما أن قناة تليفزيونية واحدة يفوق ضررها قنبلة نووية، بمجرد تقرير كاذب أو إشاعة ممنهجة.
دول كاملة اختفت من خريطة العالم وأخرى تفككت بكذبة صغيرة، العراق سقط بأكاذيب قناة الجزيرة، وليبيا تفككت بنفس الأسلوب، ودول أخرى نهضت بتركيزها على سلاح المعنويات بجانب الإصلاح والتنمية، اليابان وكوريا وألمانيا مثال على ذلك.
في كل اقتصاديات العالم يوجد مؤشر اسمه مؤشر المعنويات الذي يقيس حالى السوق والمجتمع، صحيح لدينا مشكلة شفافية وإتاحة معلومات، لكن يجب أن تفهم الحكومة والبرلمان وكل الوزارات والهيئات ضرورة التواصل مع الناس، والاقتراب منهم وكسب ثقتهم وإثبات مصداقية الحكومة والوزير والمسؤول..
هنا فقط، لن يؤثر أي نباح أو سعار.. مهما كانت الأزمات، وهذا ليس خياراً أو رفاهية ولكنه ضرورة قصوى، بدل ما نفضل في حالة “الهَبَل” و”الهُبْل” واللي خلفوهم..!

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics